شيء من الجنون

مبارك الشعلان
 

«ترامب ليس مجنونًا

إنه يتظاهر بالجنون وهذا منتهى العقل

أما التظاهر بالعقل هذه الأيام فهو شيء من الجنون»

في مقابل جنون البقر.. والحمى القلاعية.. ونفوق الأسماك، وأنفلونزا الطيور

لا بد أن يكون هناك ما يقابلها لدى البشر.

في مقابل جنون البقر هناك ما هو أسوأ، هناك جنون البشر،

فمن يعترف بجنون البقر وأن هناك عوامل تؤدي لجنونه،

ولا يوجد ما يقابله من جنون للبشر فعليه أن يراجع قواه العقلية؛

لأنه ليس أفضل حالاً من البقر وجنونه.

ومن يعترف بالطب الحديث وأن هناك ما يسمى بالحمى القلاعية

ولا يعترف بالحمى البشرية فهو يعاني من الحمى

ويجب عزله عن أقرانه حتى لا يصيبهم بالعدوى، وبالحمى التي يحملها وينشرها بين الناس، في الوقت الذي يحتاج إلى أن يعزل في محجر بشري حفاظًا على البشرية

ومن يؤمن بظاهرة نفوق الأسماك ولا يؤمن بنفوق البشر

فهو يحتاج إلى إعادة قراءة الظواهر الطبيعية،

فظاهرة نفوق الأسماك ارتبطت بظاهرة لا تقل عنها أهمية

وهي ظاهرة نفوق كل ما هو جميل في البشر،

وكل ما هو جميل من صنع البشر؛

لأن المناخ غير الصحي الذي يجعل الأسماك تنفق ولا تتواءم مع هذا الجو هو ذاته المناخ الذي يجعل البشر الجميلين ينفقون ولا يتواءمون مع هذا الجو غير الصحي، وإذا كانت ظاهرة أنفلونزا الطيور العابرة للقارات سيطرت على نشرات الأخبار التي تتابع انتقال هذا المرض من قارة إلى قارة، فإن ظاهرة أنفلونزا البشر لا تقل عنها خطورة؛ لأن ظاهرة أنفلونزا الطيور طارئة، في حين أنفلونزا البشر ظاهرة تضرب بجذورها في عمق التاريخ الإنساني والتجربة الإنسانية، فهناك دائماً نوع من البشر ينشرون كل ما هو قبيح، وكل ما هو سيئ لنقل العدوى للآخرين في ظاهرة أخطر من ظاهرة أنفلونزا الطيور، وهي أشد فتكاً بالحياة الإنسانية، فأنفلونزا الطيور يمكن السيطرة عليها باستخدام عقار مضاد ولكن لا يوجد عقار مضاد لأنفلونزا بعض البشر.

ومن يؤمن بعد كل ذلك بأن الجنون مرتبط بالبقر، والنفوق مرتبط بالأسماك، والحمى القلاعية مرتبطة بنوع معين من البهائم، والأنفلونزا حدودها الطيور، فعليه أن يراجع قناعاته وإيمانه؛ لأنه من غير المنطقي أن تكون هذه الأمراض والأوبئة بعيدة عن صناعة الإنسان الذي هو المصدر الرئيس لكل ما سبق.

شعلانيات

.يظل الإنسان في هذه الحياة مثل القلم الرصاص، تبريه العثرات ليكتب بخط أجمل ويستمر هكذا حتى يختفي القلم، وﻻ يبقى منه إلا الأشياء الجميلة التي كتبها.

. اعتنِ جيدًا بسُمعتك لأنها ستعيش أكـثر منك.

. هناك أحلام كُنّا نحملها، فذهبت تحمل كل ما فينا. .