فقط عبارة واحدة 

أميمة عبد العزيز زاهد


مجرد عبارة واحدة فقط وتمحو بعدها عِشرَّة سنين، لفظ واحد وتسقط من الذاكرة سنوات فيها ما فيها من مواقف ولحظات سعيدة وحزينة، وتطير كل العواطف والمشاعر والأحاسيس، ويصبح بعدها من عاشرته غريباً عنك، ومن كان أقرب قريب منك بكلمة واحدة منه، ويصبح أبعد مما نتصور، فالفراق في حد ذاته مؤلم والأكثر إيلاماً حدوثه لأتفه الأسباب بين الأزواج؛ لأن الزواج هو أساس تكوين الأسرة والزواج، مشاركة وتعاون وتضحية في جميع الجوانب الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والصحية والتربوية والسلوكية والجسدية، قال تعالى «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة»، فالآية تصور لنا أن الزواج هو السكن والرحمة والمودة، فالود والحب يزيدان من التوافق والتفاهم والصدق والثقة والاحترام تبني الحياة وتستمر العلاقة، وهي من أهم الأسس التي تقوم عليها الحياة، وأي إغفال لأي جانب منها قد يعرقل استقرارها، كما أن الشك والتذمر والأنانية تدمر وتقتل الحب، وتجعل الحياة جحيماً، وفي زحمة الحياة والمسئوليات تضيع أجمل المعاني، ويذهب معها الرضا والحب والتفاهم، وتصاب الحياة بالجمود والتبلد، وتسير على وتيرة واحدة، وتهمل الحوارات الودية واللمسات الندية، والحياة الزوجية تحتاج إلى إزالة الصدأ من فترة لأخرى؛ وإلا استعصت إزالته مع مرور الوقت، ولا توجد حياة أسرية بدون خلافات، ولكن هناك فرقاً بين خلافات تأتى نتيجة لمحاولة التكيف مع الحياة الجديدة ولها مذاق خاص، وتؤدي أحياناً إلى تقوية الروابط، وبين خلافات تعكر صفو الحياة الزوجية؛ لأنها ضارة ومستمرة، وقد تكون خطراً حقيقياً على كيان الأسرة.
فليس المهم أن يعرف كل طرف كيف يتكلم ويبوح بما لديه فقط، ولكن بجانب ذلك أين وكيف ومتى الوقت المناسب، وأن يتعلم كيف يحاور بدون تجريح وتوبيخ ولوم، وبدون انتقادات لاذعة، فالعلاقة تحتاج إلى الدعم والتشجيع والمديح دون تكلف أو افتعال أو مبالغة، ولا بد من الاحترام المتبادل، وأن يشعر كل شريك بما يحمله الآخر من مشاعر ويحترم رغباته، ولابد من ترويض الذات على التضحية والتنازل والشورى والشكر والقناعة، ولابد أن يبذل قليلاً من الجهد ومزيداً من التفكير في كيفية المحافظة على هذه الحياة؛ لتستمر، فكما أن الأفعال لها دور فعال لإظهار مشاعر الحب والود، كذلك التعبير لا يقل شأناً عنها، فقد تنهي كلمة واحدة سوء الفهم الحاصل بين الطرفين، فالحياة تحتاج إلى أكبر قدر من التسامح والرضا والاتجاهات المشتركة والقبول والاقتناع والتفاهم المتبادل.
إن من أثمن هبات الحياة التي يهبها الله للرجل هى الزوجة الصالحة التقية المعطاءة، وللمرأة هو الزوج الذي يخاف الله فيما استرعاه من أمانة. 
أنين الحياة
• ليس يشقيني أن الحب مات، وإنما لأنه مات لأتفه الأسباب.
• تصبح الحياة أجمل وأروع مع القدرة على ملامسة قلوب من الحب.
• عندما تعرض شريط حياتك لا تجد سعادة أكبر من الهناء العائلي.
• إذا أحببت أن يدوم حبك لأحد فأحسن إليه.