مسفر الدوسري... أيقونة حياة!!

مبارك الشعلان


عندما كنت صغيراً وجميلاً..
بدأت أخربش وأشخبط في كل مكان،
وكنت أنيقاً بما يكفي بحيث لا أشخبط على الجدران
فاكتشفت بأنني بدأت رحلة الرسم بالكلمات
نثراً وشعراً
كانت مشاعر أكثر من كونها شعراً
كانت إحساساً
اكثر من كونها نثراً
في تلك الأثناء
ظهر في سماء حياتي الشعرية مسفر الدوسري
على طريقة نزار قباني
ليعلمني الرسم بالكلمات
علمني حبك أن
أرسم وجهك بالطبشور على الحيطان
كتبت شعراً ونثراً
وقصائد مكسورة جبرت كسرها بعد حين...
لكن توقفت سفني في موانئ فايق مسفر الدوسري
كان كمن يعلمنا الإبحار في الحب والحياة
كان ديوان «صحاري الشوق» منشوراً سرياً لا يعرفه
إلا الراسخون في علم هذا النوع من الشعر
في أول منشورات سرية
تحرض على الحب والحياة والإحساس بجمال الأشياء...
وكان ديوان
«عيونك أقول»
يقول كثيراً لعيوننا في حب الناس والأحلام الكبيرة وموانئ الحياة
التي لا تتوقف عن تصدير أحلامنا إلى كل الدنيا!!!! باختصار كان أيقونة حياة...
وقادني حب مسفر لأن أتورط في حب أكبر
هو حب فايق عبدالجليل
الذي تبنى موهبتي الشعرية بعد مسفر الدوسري
كانا من فصيلة دمي،
ومن فصيلة همي...!!
ترك مسفر الكويت
وعاد إلى الرياض
في رحلة أشبه باتجاه جبري
ففقدت صوتي الشعري
وارتبطت أكثر بالراحل الكبير فايق عبدالجليل
كان يأتيني ليصحبني إلى منزله في صباح السالم،
وجاء الغزو الآثم
فخطف حلمي قبل أن يخطف فايق عبدالجليل
فقدت فايق،
ولم أفقد روحه
فلا زالت وسمية وسنابل الطفولة في مسامات روحي!
أما إصابة مسفر اليوم
وهو على فراش المرض
جعلتنا كلنا متوعكين ومرضى...
مسفر كان يكتب للحياة
ويزرع الحياة في حياتنا
يوزع الشعر والحلوى

مسفر... قم ياصديقي الجميل
ستكون بخير إن شاء الله، فرحمة ربك وسعت كل شيء،
وسيعطيك الله قلباً نابضاً بالحياة
كما أعطيت لقلوبنا
نبضاً وحياة...
يبه شلونك...
ملل هالكون من دونك
يبه شلونك....
يبه هالدنيا مو حلوه
بليا طلة عيونك!!
شعلانيات:
*زحمة الحياة والمدن الكبيرة أفسدت كثيراً من مواطن الجمال في الأشياء الصغيرة!!
*حياة الإنسان كتاب.. لكن قلائل هم الذين يعرفون قراءة أكثر من صفحة منه!
*كل يوم تزيد أعداد الذين تمتلئ أفواههم بالماء.. وبأشياء أخرى!!
*أكثر الذين يقدمون النصائح للآخرين هم أكثر الناس الذين لا يقبلون النصيحة.
*إذا اتسخت نفسك فلن تغسلها بحار العالم.