mena-gmtdmp

نهاية صحيفة!

مبارك الشعلان
«توقفت المطابع وجفّ الحبر».. هكذا تحدثت آخر افتتاحية لصحيفة ذي إندبندنت البريطانية في العدد الورقي الأخير قبل تحولها إلى الصحافة الرقمية بشكل كامل ونشر صحفيون من 'ذي إندبندنت' التي تأسست قبل نحو 30 عاماً، صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر العاملين يقرعون على الطاولات، وهو تقليد يستخدم لتوجيه التحية عند رحيل أحد الزملاء. وأضافت أن "اليوم توقفت المطابع، وجف الحبر، وقريباً لن يصدر الورق حفيفاً". في كليات الإعلام يعلمون الطلبة أن هناك مخاوف من اندثار الصحافة الورقية، وأن هناك ثلاثة سيناريوهات ستواجه المهنة الصحافية تمثل تحديات لا فرار منها، أولها أن تستمر الصحافة الورقية في منافسة مع الصحافة الإلكترونية، مع توقعات ضعيفة بغلبة الصحافة الورقية، وثانيها أن تكون المنافسة جنباً إلى جنب مع أفضلية للإلكترونية، وثالثها أن تكون الغلبة وبفارق شاسع للصحافة الإلكترونية. الخلاصة أن التوقعات تعددت والنتيجة واحدة فهي 3-0 لصالح الصحافة الإلكترونية أو خسارة الصحافة الورقية 0-3 هذا رأي الأكاديمية، ولكن متى صدقت توقعات الأكاديميين التي أصبحت من توقعات المنجمين، فقد كذب الأكاديميون ولو صدفوا أو صدقوا. فحتى في أميركا وأوروبا حيث العالم الأول.. لا تزال كل يوم تصدر صحيفة حتى وإن أغلقت صحيفة، لأن هناك جيلاً مثلي ومثلك يا صديقي الجميل لا يهنأ له بال إن لم يستنشق عطر الصحيفة أو يتأبطها كعشيقة، فصحيفة الإنترنت عشق طارئ.. أما الجريدة فلها ذكريات معي ومعك، تبقى لها نكهة خاصة. ثم إن الطائرات النفاثة والكونكورد والقطارات السريعة لم تلغِ الدراجة الهوائية.. والسيارات الفارهة لم تلغِ السفن، والتلفزيون رغم كل بريقه وعظمته لم يلغِ المسرح، والفيديو مهما تطاول لن يصل إلى قامة السينما، والقارئ السريع الذي يشبه الوجبات السريعة، لن يلغي قراء المقاهي الذين يعتبرون الصحيفة هي قهوتهم الصباحية. وبلا قهوة لا يوجد صباح.. فهل تتعطل مصانع البن؟! وهل يتوقف الفتيان والصبايا عن جمع البن في البرازيل كل صباح لتصديره؟! لعالم «رايقة» لا يروق لها الصباح بلا صحيفة «مضبوطة.... وقهوة مضبوطة»!! شعلانيات: | كل شيء في هذه الدنيا، إما أن تتركه أو يتركك | إلا الله.. إن أقبلت إليه أغناك؛ وإن تركته ناداك | لا أحد يسعى لتعليم جيد، الكل يسعى لدرجات جيدة | إن مشكلتك ليست سنواتك التي ضاعت، ولكن سنواتك القادمة التي ستضيع حتماً؛ إذا واجهت الدنيا بنفس العقلية | تعلم من أخطاء الآخرين لأنك لن تعيش ما يكفيك من العمر؛ لترتكبها كلها بنفسك