mena-gmtdmp

هناك متسع من الوقت للقراءة والكتابة

مبارك الشعلان
كتب تشرشل في مذكراته عن إحساسه وهو يسمع أنباء فرز أصوات الناخبين، وأدرك أن حزبه قد سقط فقال عبارته الشهيرة: أحسست أنني أهوي من أعلى. بعد اليوم لن أعود قادراً على مطاردة أحلام الزعامة. سأعود إلى بيتي؛ حيث هناك متسع من الوقت للقراءة والكتابة. ولاحظت زوجته أنه مهموم فقالت تواسيه: لعلها نعمة تنكرت في ثياب المصيبة، فرد تشرشل ساخراً: يبدو أنها أجادت التنكر. تشرشل مع أنه كان زعيماً فوق العادة، وقائداً فوق العادة إلا أنه عاد مواطناً فوق العادة، فشغفه بالحرب والسياسة لم يمنعه من قبول الهزيمة؛ لأنه آمن كعسكري أن كل حرب ستضع أوزارها يوماً ما، وأن هذه المعركة ليست معركته، وأن زمنه قد ولى. هذه الروحية ليست موجودة لدى كثيرين من أهل الفن والسياسة، حتى الرياضيين الذين لا يزالون «يتشعبطون» بأتوبيس الحياة العامة حتى وإن فاتهم القطار. فكم هو مؤلم أن تشاهد رمزاً سياسياً يصر على أن يخوض الانتخابات مع معرفته المسبقة بأن زمنه ليس بأفضل من زمن تشرشل، ومع ذلك يقرأ الحياة بالاتجاه الآخر، فلا يحسن القراءة وكم هو مزعج أن ترى رموزاً أدبية وثقافية وفنية تضع نفسها بمقاعد أقل من قامتها وقيمتها، ففي أحيان كثيرة يحتاج الإنسان إلى شجاعة؛ ليعترف بأن المسرحية انتهت، وأن الستار سيهبط، وأن الزمان يمضي في طريقه، وأن الناس لن يصفقوا طويلاً بعد هبوط الستار.. فالكل سيمضي في حاله. فلا أشخاص خالدون؛ ولكن هناك أعمالاً خالدة وقامات مديدة تعود وتقرأ وتكتب وجه الحياة من جديد!! شعلانيات: | النفوس الطيبة لها وجوه طيبة، حتى وإن لم تكن ملامحها جميلة.. | ما يُزرع في داخل النفس تخرج ثماره في ملامحنا الخارجية. كثيراً نحاول دفع الباب لفتحه فنفشل، ثم نكتشف أنه يفتح في الاتجاه الآخر! | الأيام لا تغير أحداً، بل تظهر الناس على حقيقتهم فقط