سحب كلامية 

أحمد العرفج
د. أحمد عبد الرحمن العرفج
د. أحمد عبد الرحمن العرفج

لا ركامية! 
(هل لابد من الأعداء حتى نعرف أننا توأمان)؟!
هكذا تقول (الذكريات).. والذكريات هوية الغرباء..!
أصبحنا نحسد (الرياح) التي تميل فجأة، وهذا الزمان يمر على أبصارنا المتعبة.. فيسقط في الجفن سهواً!
من هنا قال الشاعر :
العمر - ليس بأعوامٍ نعيش بها
لكنه عمر من ضحّى.. ومن بذلا
نعيش في صحراء الأبجدية.. نتابع خطوط الطول، ودوائر العرض، وتقلبات الطقس.. نربط بين الرمال والحروف هاجساً عربياً مثمراً لا يقف عند حدٍ.. ثم نقول:
(الصحراء.. هي المكان الوحيد الذي لا يمكن هدمه إلا بالتعمير)!!
****
قال معشوقٌ لعاشق:
أيها الفتى: أنت قد رأيت في غربتك مدناً كثيرة، فخبرني:
أي مدينة من هذه المدن أطيب؟!
فأجاب: تلك المدينة التي فيها من اختطف قلبي!
هكذا يقول الشاعر الكبير جلال الدين الرومي في مقطوعته (مدينة للعشق)..
أو ليس هذا هو منطوق الآخر الذي قال:
وما حب الديار شغفن قلبي
ولكن حب من سكن الديارا؟
إنها عقلية واحدة تمتص الأشياء ولا تعرف كيف توزعها..
وكان الأجدر بهذه العقلية أن تكون عملية تجاوز ورفض، لا عملية تتابع وملاحقة.. عملية تقوم على بناء واقع جديد بين المتاح وغير المتاح..
لأن الكتابة - في النهاية - هي (اغتصاب العالم باللغة)!
والرفض.. احتجاج فردي صامت يشبه عملية إلقاء حجر صغير في بحيرة راكدة، يُحدث دوائر صغيرة لا تلبث أن تزول..
من هنا: يبدأ الإنسان الموهوب في محاولة اكتشاف نفسه تماماً كالنهر الدفين الذي يبحث عن المكان المناسب الذي يمكن أن ينبع منه.
في النهاية أقول :
ما أجمل عبارة أبي العلاء المعري حين قال:
وأعجب مني - كيف أخطئ دائماً
على أنني من أعرف الناس بالناسِ