حمار جحا هو أشهر حمار في التراث العربي..
وليس هناك من هو أشهر منه سوى حمار الحكيم الذي كان يعبر دائماً عن فلسفة توفيق الحكيم وروحه الساخرة،
لذلك أبقى اليوم مع التراث العربي، ومع فلسفة توفيق الحكيم وروحه الساخرة.
في مقابلة مع الإعلامي عماد الدين أديب في برنامج «اليوم السابع» بعد أن سأله المذيع محمود سعد عما نحتاجه من الفضائيات في البرامج الحوارية؟!
قال: الحوار!
فرد محمود سعد: بعد كل هذه الحوارات التي تملأ الفضائيات، صباحاً ومساء.
قال عماد الدين أديب بعد تجربتي مع أوربت في البرامج الحوارية وما أشاهده على الجزيرة، والعربية وغيرها من المحطات توصلت إلى قناعة أن البرامج الحوارية ليست حوارات.. فالحوار هو أساس تواصل الحضارات.
وهو ما تلقفه الكاريكاتيري الساخر في الصحافة المصرية واسماه بـ«حمار الحضارات» بدلا من «حوار الحضارات»؛ لأنه لم يتوصل أي طرفين في كل هذه الحوارات إلى منطقة مشتركة يمكن من خلالها احترام الرأي الآخر والقبول به، فلم يخرج محاور واحد يقول إنه بعد هذه الحوارات أصبح أكثر فهماً للرأي الآخر، وأنه كان «غلطان»، أو أن الصورة أصبحت أكثر وضوحاً بسبب هذا الحوار، بل على العكس لم نجد أحداً يسمع أحداً.. فالمحاور لا يسمع وجهة نظر من يقابله.. فهو ينشغل عن سماعه بالاستعداد للرد، كما لو أنه يريد أن ينقض عليه كما لو كان عدواً! هذه الحالة الحوارية العدائية جعلت عماد الدين أديب يحاول تشبيه هذا النوع من الحوارات «معلهش» بحوارات «العادة السرية» التي لا تنجب، ولا تخرج مولوداً حتى لو كان مولوداً مشوهاً.. فهي نوع من تفريغ الطاقة.. وتتم خارج نطاق رحم الممارسة السليمة.
لذلك لم تنجب هذه الحوارات سوى المزيد من المشاحنات.
عماد الدين أديب حاول أن يكون مؤدباً وهو يعكس صورة لوضع غير مؤدب. فحقيقة الأمر أن الحوارات في الفضائيات أغلبها لا علاقة لها بالأدب، فهي حوارات شاذة وأشبه ما تكون بالعلاقة المثلية، فالمتحاورون من الفصيلة نفسها؛ لذا تجدهم «مثليين» في نقاشاتهم.. يمارسون الثقافة نفسها.. ثقافة الروح والشتيمة.. لذلك تنتهي برامجهم الحوارية برفض كل طرف مد يده للطرف الآخر كنوع من الإيمان الراسخ بعدم قبول الطرف الآخر.. وإلغائه.. وتصفيته ديمقراطياً فهو في حقيقة الأمر حوار الإلغاء.. أو إلغاء الحوار في برامج الحوار، أو كما قال الراحل أنيس منصور:
فضائيات الغرب تتكلم عن حوار الحضارات
وفضائياتنا تتكلم عن حمار الحضارات!!
شعلانيات:
> إن الذي لا يندهش لا يسأل، والذي لا يسأل لا يعلم، والذي لا يعلم لا يتقدم، والذي لا يتقدم يتأخر!
> أصعب معركة في حياتك.. عندما يدفعك الناس إلى أن تكون شخصاً آخر!
> كل الناس يحبون الماضي.. ليس لأنه جميل، ولكن لأن الحاضر أسوأ.. فـيتمرغون بتراب الماضي الذي كان يوماً ما حاضراً!!





