حمار جحا هو أشهر حمار في التراث العربي..
وليس هناك من هو أشهر منه سوى حمار الحكيم الذي كان يعبر دائماً عن فلسفة توفيق الحكيم وروحه الساخرة؛ لذلك أبقى اليوم مع التراث العربي، ومع فلسفة توفيق الحكيم وروحه الساخرة.
ففي وصلة «ردح» محترمة جداً.. ومن الدرجة الأولى «للردح» الذي تستخدم فيه كل الأسلحة المشروعة والمحرمة دولياً كانت سهرة المشاهدين على إحدى القنوات الفضائية، مع كلمات «شوارعية» أقل كلمة فيها «يا حيوان وياحمار»، وأكثر كلمة احتراماً «يا جزمة».
وبينهما كلمات بسيطة تم تقديمها كمقبلات من نوع «يا وسخ» وأخواتها.
هذه السهرة «الممتعة» لم تكن في سوق الخضار، ولم تكن في سوق «العتبة»، أو شادر السمك، كما لم تكن في «غرزة» بين اثنين من الحشاشين ممن «زادوا العيار»، ولكنها كانت بين اثنين من الإعلاميين والمثقفين وأصحاب الفكر والقلم، والرأي والرؤية.. ممن يحملون شعار «الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية»، مثلهم مثل كل المثقفين والسياسيين الذين قاموا بإجراء تعديل ليصبح:
الخلاف في الردح لا يفسد للود قضية؛ ليواكب ثقافة الردح التي أخذت تجتاح الفضائيات العربية، فيكفي أن يجلس اثنان من المثقفين أمام ميكرفون؛ لكي يكون الردح ثالثهما!!
هذه الثقافة لم نعرف حتى الآن من هو أحق «بحقوق الطبع» فيها.. هل هم المثقفون أم السياسيون الذين أصبحوا في كل البرلمانات العربية مثقفين بما يكفي لأن يرددوا كلمات مشابهة، لدرجة جعلت الآباء يمنعون أبناءهم من مشاهدة البرلمانات والفضائيات العربية؛ حتى لا يتعلموا بعض الثقافات التي لا تستخدم إلا في هذه الفضائيات، وفي أفضل الأحوال في بعض البرلمانات؟!
في السابق كان الناس ينصحون أبناءهم بمشاهدة البرامج الحوارية؛ ليتعلموا الأدب بشقيه.. أدب الحوار.. وأدب السلوك، أما اليوم فأصبحت البرامج الحوارية تعلم «قلة الأدب»، فيكفي أن «يحضر الأبناء حلقة من قلة الأدب؛ لينسوا ما تلعموه من «أدب»؛ لذلك لا تستبعد أن يأتي اليوم الذي توضع البرامج الحوارية على قائمة «التشفير» باعتبارها برامج مخلة بالأدب!!
فشكراً لحوار الحضارات
والشكر موصول لحمار الحضارات!!
شعلانيات:
إذا لم تعلم أين تذهب، فكل الطرق تفي بالغرض.
يوجد دائماً من هو أشقى منك، فابتسم.
إذا كنت تصدق كل ما تقرأ وتسمع فلا تقرأ ولاتسمع!!..





