mena-gmtdmp

أزمة الزواج.. وزواج الأزمة!!

مبارك الشعلان


أطرف أخبار الزواج أن معدلات الزواج انخفضت بسبب الأزمة المالية العالمية.. فهل الزواج أصبح أزمة أو نوعًا من الأزمة ومن مدخلات ومخرجات الأزمة؟! فقد ذكرت دراسة أميركية أن حالات الحب ارتفعت في مقـابل انخـفاض حـالات الزواج.. فمـن النـاحية الاقتصـادية الزواج يحتاج «مصـاري».. أما الحـب فـ «ببلاش».. أما من الناحية النفسية فإن الذين يمرون بأزمات يحتاجون إلى حب أو دفء كنوع من المصدات الهوائية لعدم وقوع كارثة «تودي» بحياة الإنسان أو «تؤدي» به إلى الانتحار.. أما الزواج فيدخل في نفق أزمة مالية والأزمة المالية «تفرخ» أزمة اجتماعية وهذه «تفرخ» أزمة زوجية.. وبالتالي تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.

هذا في أميركا حيثُ الزواج منخفض التكاليف.. أو الزواج المدعوم من الحكومة.. أما في بلادنا فقد أصابت الأزمة الزواج في مقتل بعد أن انخفضت أسهم الزواج والراغبين في الزواج.. وكأن الزواج سهم في البورصة «هوى».. فالدول العربية المانحة للمساعدات للدول في حالات النكبات أو الفيضانات مسكت يدها عن منح المساعدات للزواج.. وتركت الحالمين بالزواج في مهب الريح هم وأحلامهم.. وأصيب سوق الزواج بركود.. ولم يتبق إلا أن تطلب منهم السلطات المختصة «إعادة هيكلة زواجهم» والتفاوض مع الدائنين.. كما لو كانوا في شركة استثمار متعثرة.. بعد أن تعثرت أحلامهم ببيت سعيد يقوم على شعار «منك المال ومنها العيال».. فلا مال ولا عيال في ظل الأزمة المالية العالمية التي ضربت أحلام هذا الجيل المسكين..

فمنذ أزمة عام والمعروفة بأزمة الركود العظيم.. لم تكن هناك أزمة تضرب أعماق الإنسان في أعز ما يملك.. وهو الحلم ببيت الزوجية.. ولم يعد ينفع حتى شعار المحروسة الشحرورة صباح:

ع البساطة البساطة يا عيني على البساطة..

يغديني جبنة وزيتون

ويعشيني بطاطا

يعيشني بأوضة صغيرة

ما فيها غير حصيرة

ولا بدي فراطة ولا مال

خلي لغيري الفراطة

ما بدي قصور ولا جاه 

بس بدي عاشق أهواه

يغمر قلبي بحب كبير

ويعمر لي كوخ صغير

من جانب آخر، أثمرت دعوات الزوجات على أزواجهن خيرًا بأن «يعمي» الله عيونهم عن كل امرأة سواهن.. وأن يحول بين قلبه وقلب أي زوجة ثانية.. وقد فعلت الأزمة مفعولها.. وحالت بين كل زوج يحلم بزوجة ثانية.. وأسقطت سلاح التعدد من يد الرجل، بعد أن «نشفت» الأزمة مصادر التمويل والسيولة.. وضعفت فعالية سلاح التهديد بزوجة ثانية.. وانهارت أحلامهم بالثانية مع انهيار الأسهم، وأصبح حالهم ليس بعيدًا عن حال الشحرورة.. وأصبحوا يغنون أغنية الشيبس والبطاطا بعد أن أصبحوا على البلاطة ولسان حالهم يقول:

ع البساطة البساطة يا عيني ع البساطة

بدي لقمة شهية أكلها بشي برية

أنا وحبيب الأحلام نروح ننام

نومة حلوة هنية لو كان فرشتنا بلاطة

 

شعلانيات

 < لسان بعض الناس كأمواس الحلاقة ليس طويلاً.. ولكنه قاطع فقط!!

< مشكلة العمل السياسي أنه قائم على أصوات الأغلبية.. وذكاء الأقلية!!

<  ما الذي يربحه من يربح الناس ويخسر نفسه؟! أو ما الذي يخسره من يخسر الناس ويربح نفسه؟!