كتبت قبل فترة عن الجمهور السياسي، وقلت وقتها: إن هذا الجمهور يشبه في تشجيعه جمهور كرة القدم، على طريقة تشجيع الأهلي والزمالك أو العربي والقادسية.
بمعنى أنه لا يكتفي بالتشجيع على الهوية، وإنما يخاصم على الهوية تماماً مثل عملية القتل على الهوية. فهو يشجع على لون الفانيلة، ويخاصم على لون الفانيلة الأخرى، فجمهور الأهلي يعتبر اللون الأبيض من المحرمات ويبادله الشعور جمهور الزمالك بكرهه لكل ما هو أحمر.
اليوم وجدت نفسي مديناً باعتذار لجمهور كرة القدم؛ لأنني ظلمته عندما حاولت تشبيهه بالجمهور السياسي أو شبهت الجمهور السياسي به؛ لأن هذه المقارنة ظالمة بعد أن أثبتت الجماهير الرياضية أنها أكثر وعياً من كثير من الجماهير السياسية، فالجماهير الرياضية أصبحت تحترم جمهور الفريق الخصم. وتجلس معه على المدرجات نفسها. وتتقبل النتيجة بروح سياسية، ولكن الجمهور السياسي لا يتقبل النتيجة بروح رياضية.
الجمهور الرياضي أصبح أكثر ميلاً للهدوء وتقبل الآخر. والجمهور السياسي ذهب في الاتجاه المعاكس وأصبح أكثر ميلاً للعنف وإلغاء الآخر، بدليل ما نراه في الندوات الانتخابية ونتائج الانتخابات من عنف وإلغاء للرأي الآخر، في مقابل ذلك الجمهور الرياضي يشاهد المباريات في كل مكان في العالم، ولم نسمع أو نر أي أعمال عنف كما كان يحدث بالسابق بما يكشف أن الروح الرياضية لدى جمهور الرياضة أصبحت روحاً رياضية، ولكن أرواح جمهور السياسة لم تعد أرواحاً رياضية أو حتى سياسية. بعد أن أصبحت مدرجات الملاعب تخرِّج مَن هم أكثر وعياً بالممارسة الديمقراطية أكثر من مدرجات السياسة.
فهل نحتاج كرتاً لإخراج الجمهور السياسي من اللعبة؟
وهل نحتاج بعد ذلك أن نقدم دعوة للجماهير الرياضية؛ لكي تعطينا «درساً» في كيفية تقبل الآخر، واللعب بروح رياضية نظيفة بعد أن امتلأت بالممارسات غير النظيفة؟
شعلانيات:
| عندما سقطت التفاحة الجميع قالوا سقطت التفاحة إلا واحداً ...
قال لماذا سقطت؟!
| ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق... ولكن من الصعب أن الصديق الذي يستحق التضحية!
| في لحظة تشعر بأنك شخص في هذا العالم بينما يوجد شخص في العالم يشعر بأنك العالم بأسره!!





