mena-gmtdmp

البقاء للأصلع؟!

مبارك الشعلان

عندم كنا صغارا علمونا أن البقاء للأفضل..

كبرنا وكبرت معنا قناعتنا بأن البقاء للأفضل..

الكل جاهد واجتهد على طريقته؛ لكي يكون للأفضل..

اكتشفنا بعد ذلك أن »الموضة تغيّرت«، ولم يعد بالضرورة البقاء للأفضل..

جاء بعد ذلك من يواسينا ويعلمنا أنه »لا يصح إلا الصحيح«، وأن البقاء للأصلح..

اكتشفنا بعدها أن »الموضة تغيّرت« مرة أخرى، وأصبح البقاء للأصلع.. تماشيًا مع موضة »الصلع« التي تجتاح العالم..!!

أسوأ ما في الأمر، أن نتعلم شيئا لنكتشف شيئا آخر.

فعلى من نُلقي اللوم؟ على وزارة التربية أم على »المناهج«؟!

من يتحمل مسؤولية تضليل الأجيال؟ من المسؤول عن إعطاء الطلبة شعارات منتهية الصلاحية، ومعادلات مغلوطة؟!

فهل أكثر المتمسّكين بالكراسي هم الأصلح؟!

هل المطربون، والفنانون الأكثر ظهورًا على شاشات الفضائيات هم الأصلح؟!

هل الرياضيون الذين تملأ صورهم صفحات الصحف هم الأصلح؟!

هل الشعراء »المحنّطون« هم الأصلح؟!

هل الكُتّاب الذين تعاقب الصحف قُرّاءها من خلالهم هم الأصلح؟!

هل كل الذين يطفون على السطح هم الأصلح؟!

ما نعرفه، أن كل »سطح« مليء بالأشياء المهملة وغير الضرورية، لذلك بيوتنا بشعة من »فوق«.

فهل »سطح« حياتنا بشع بنفس درجة بشاعة »أسطح بيوتنا؟!«.

وهل كل الذين يطفون على السطح هم الأصلح؟!

إذا كان هذا الكلام صحيحًا، فما الفائدة من تعليمنا »قانون الطفو«، وأن الأشياء الفارغة هي التي تطفو على السطح؟!

ويأتي بعد ذلك من يُعلّم التلاميذ أن البقاء للأصلح، فهل يحق لكل الذين تضرروا من جرّاء ذلك، مقاضاة وزراء التربية المتعاقبين على سوء تربيتهم للأجيال، وتضليلهم، وإعطائهم نظريات مغلوطة؟ فالتجربة أثبتت أن البقاء للأصلع.

فكل »المصلعين« هم الأكثر بقاء!!

وانظروا من حولكم؛ لكي تعرفوا هل البقاء للأصلح؟ أم للأصلع؟!