mena-gmtdmp

الجريمة التي ستحدث غداً!

مبارك الشعلان
أكتب عن الجريمة التي ستحدث غداً، والجريمة التي تحدت اليوم، والجريمة التي حدثت بالأمس، جريمة القتل المزرية التي راح ضحيتها شاب بسبب خلاف على موقف سيارة.. تفتح الباب واسعاً أمام اتهام الجميع بالقتل؛ فالكل قاتل ومقتول، لا نستثني أحداً.. فالكل متورط في هذه الجريمة، والتحريض على جرائم مشابهة مستقبلاً؛ لأن الكل سيكون في لحظة ما إما جانياً أو مجنياً عليه، بسبب خلاف على موقف السيارة.. فالبلدية التي «زرعت» العمارات في كل مكان دون وجود مواقف لربع السكان في أي عمارة شريك رئيس في الجريمة، والمجلس البلدي «الرشيد» الذي فقد رشده وصوابه ووافق على زيادة نسبة البناء في كل «داعوس» عمارة وبيت.. شريك رئيس في الجريمة. والمجتمع الذي ضاق صدره لدرجة جعلت الناس لا يتحملون بعضهم؛ بسبب موقف سيارة أو تجاوز في أولوية المرور شريك رئيس في الجريمة؛ فهو مجتمع يعلم أبناءه الضيق بالآخر، ونشر ثقافة عدم التسامح. الجريمة التي حدثت ليست جريمة قتل فحسب، فهي جريمة قتل لكل ما له علاقة بالتسامح، هي جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد لمبدأ التسامح، والتعايش السلمي، وقبول الآخر، والدفع بالتي هي أحسن. فالناس أصبحوا يخرجون من بيوتهم كل صباح؛ ليدفعوا بالتي هي أسوأ، وكأن الكل خارج من معركة ليدخل موقعة. فهذه الجريمة يمكن أن تحدث لأي واحد منا كل صباح وكل مساء. فكل واحد منا سيكون قاتلاً أو مقتولاً يوماً ما بسبب موقف سيارة. فهل نتسلح بالسلاح الأبيض عند خروجنا من منازلنا، أم نتسلح بالتسامح؟ الحكمة تقول أن نتسلح بسعة الصدر والتسامح وكلمة طيبة. لكن الواقع يجعلنا نرفع شعار كلمة طيبة وسلاح خير من كلمة طيبة فقط. فهذه هي ثقافة «العشوائيات» التي زرعتها البلدية ومجلسها الحكيم الرشيد، ثم تطالب الناس بعد ذلك بأن يكونوا أكثر حكمة وأكثر رشداً. فهي كمن يدخلك البحر ثم يقول لك إياك أن تبتل! شعلانيات: | الإنسان يصبح قاضياً عادلاً عندما يحكم في قضية لا تهمه!! | أليس غريباً أن تزرع الشوك، وتتوقع أن تحصد الورد!! | كما يطفو الزيت على الماء. تطفو الأسرار على وجوه بعض الناس!