mena-gmtdmp

الرئيس الفخري السابق لسكة حديد «إمبابة»

مبارك الشعلان

 

في السابق لا يوجد في الوطن العربي الكبير الذي أصبح كبيراً وديمقراطياً أيضاً تماشياً مع موجة الديمقراطية التي توزع مجانًا على كل بيت مع تباشير الصباح مسمى رئيس سابق. إلى أن شاهدنا الرئيس مسحولاً، أو مشنوقًا، أو مطروداً!!

فهل الرؤساء مطلوبون إلى هذا الحد، أم أن الشعوب ديمقراطية إلى هذا الحد الذي لا تقبل معه إضفاء رئيس سابق على رؤسائها؛ لأن الرئيس العربي إما أن يكون مرحوماً، أو يقاد إلى حبل المشنقة ليصبح مشنوقاً، أو مسحولاً، أو مغتالاً، أو قتيلاً. وكلها مناصب تجعل من مسمى رئيس سابق تهمة لا تليق بأي رئيس عربي

حتى لو كان رئيساً لقسم السكة الحديد في الأقاليم البعيدة.

فالسابق توازي في الذهن العربي كله سوابق. ولا يوجد عربي يقبل أن يكون سابقًا أو لديه سوابق، فكل مواطني هذا الوطن العرب النظيف بلا سوابق حتى لو كانت لديهم سوابق؛ لأنهم لا يرضون بالخنوع أو بالسوابق أو بالرئيس السابق!

قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك والابتسامة تعلو وجهه، وهو يغادر الإليزيه سأعود مواطناً طيباً ورئيساً سابقاً، سأتمتع بما تبقى لي من عمر وأنا أعيش بين هذا الشعب الجميل الذي استأجر لي بأصواته قصر الإليزيه لسنوات طويلة مضت!

ومثله قال ساركوزي، وسيقول غداً الرئيس هولاند.

كل مواطن عربي كان يتمنى لو كان فرنسياً وهو يرى الشعب الفرنسي يكرم رئيسه الذي كرم شعبه

وكل مواطن عربي كان يتمنى لو كان أميركياً وهو يرى الرؤساء الأميركيين السابقين يقفون معهم في الطابور كمواطنين عاديين، وكرؤساء سابقين؛ لأن هذه الفلسفة التي تجعل من الرئيس السابق أي مواطن، ومن أي مواطن إلى رئيس لاحق!!

أما في وطننا العربي الجميل فكل الرؤساء السابقين في رحمة الله

وكل المواطنين تحت رحمة الله؛ لأنه لا يوجد رئيس سيصبح مواطنًا. ولا مواطناً سيصبح رئيساً إلا سوار الذهب الذي لاتزال حالته تستدعي عرضه على مختبرات جينية للكشف عن جيناته التي من المؤكد أنها غير عربية. فلا يوجد رئيس عربي فعل ما فعله سوار الذهب. ولا حتى صاحبنا الرئيس الفخري لسكة الحديد في «إمبابة»، الذي رفض أن يترجل من منصبه دون أن يحصل على لقب الرئيس الفخري مدى الحياة!!

 

شعلانيات:

   في المدرسة والجامعة نتعلم الدروس ثم نواجه الامتحانات

في الحياة فإننا نواجه الامتحانات ثم نتعلم منها الدروس.

   البعض في تعامله مع الآخرين يحتاج إلى الأدب أكثر من حاجته للثقافة.

   ما فائدة الدنيا الواسعة إذا كان حذاؤك ضيقاً؟!