عاد الناس من إجازاتهم بأشياء كثيرة
ليس من بينها الفوائد السبع للسفر، بل على العكس أصبح للسفر سبعة مخاطر أحدها أن
تجد نفسك، وقد تأكد حجزك على إحدى الطائرات التي لن تعود أبدًا، السفر هذه الأيام
أصبح يحتاج إلى مغامرين أكثر مما يحتاج إلى مسافرين في ظل وجود الطائرات التي تغير
مسار رحلتها إلى العالم الآخر دون أن يؤكد الركاب حجزهم على هذا النوع من الرحلات،
فشركات الطيران لم تكتف بتأخير رحلاتها، وإزعاج الركاب، وإنما أصبحت توفر رحلات
إضافية للعالم الآخر، المشكلة أن هذا النوع من الطائرات غالبًا ما تتوافر فيه
مقاعد خالية أحوج ما تكون إلى ركاب من نوع خاص، مثل فيدل كاسترو، لكن للأسف فهذا
النوع لايزال غير مؤمن أن بإمكان الحديد أن يطير!!
سقوط الطائرات أعطى للعالم المتحضر -الذي آمن أن بإمكانه أن يطبخ وجبة بدقيقة واحدة في جهاز اسمه «الميكروويف» من دون أن يصاب بأضرار- درسًا بأنه يؤمن أيضًا أنه لا يمكن أن يقطع بالطائرات كل هذه المسافة من دون أن تسقط طائرة هنا، وأخرى هناك.
على كل حال، من لم يمت بالسيف مات بغيره، ومن لم يمت بسرطان الميكروويف، فسيجد له مقعدًا وثيرًا على متن إحدى الطائرات التي لن تعود أبدًا، وهذه أقل ضريبة يدفعها إنسان هذا العصر.
وأبقى مع السفر وفوائده، فقد لاحظت أن الناس تستمتع بالحديث عن السفر أكثر مما تستمتع بالسفر نفسه، فهم يتحدثون قبل سفرهم بشهر، ويتحدثون بعد عودتهم بشهر، وتبقى الفترة بين هذه وتلك، وهي الفترة المخصصة للسفر يقضيها الناس في «التحلطم» و«التململ»، فهم أدمنوا هذه الهواية لدرجة أن نجد بعضهم يقطع المسافات الطويلة ويجلس في مقهى «ليتحطلم» بالجملة قابله آخر «يتحلطم» سفري، ويصرخ «وين نروح؟» فهو قطع كل هذه المسافات ليقول عبارته المأثورة «وين نروح؟»، ولم يبق إلا أن يلقي باللوم على الحكومة التي لم توفر أماكن يذهب إليها حتى وهو في الخارج!!
هذا النوع من المسافرين يجب أن توضع أسماؤهم على قائمة الممنوعين من السفر رحمة بهم، لأنهم يتكبدون مشقة، وعناء السفر من دون أن يحصلوا على فائدة واحدة من فوائده.
فهذا النوع لن تتغير هوايته في «التحطلم»، و«التململ» مهما غيروا أماكنهم، ولن يتغيروا إلا إذا تغير فيدل كاسترو، فهذا الأخير لاحظته في القمة الألفية، وكل العالم تغير من حوله.. رؤساء الدول تغيرت وجوههم، وتوجهاتهم على مدى أربعين عامًا.
وحده فيدل كاسترو ظل يهيم على وجهه لمدة 40عامًا.. يبحث عن الاتجاهات.. ويحارب طواحين الهواء مع الذين ضل سعيهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!!
وأترك كاسترو، وأختم بالمسافرين الذين عادوا من سفرهم بهدايا على طريقة »خفي حنين«، فمعظمهم عاد بخف.. ولم ينتظرهم الخف الآخر!!
شعلانيات
< تطبيق العدالة حرفيًا ظلم!
< الرجل ينسى ولا يتسامح، والمرأة تتسامح ولا تنسى!
< الرجل يملك الفتاة التي يحبها، بينما المرأة تملك الرجل الذي يتزوجها!





