باعتباري من المناصرين للمرأة وقضاياها العادلة وجدت أن اقتراح عضو في البرلمان الكويتي بصرف ألفي دينار لمن يتزوج من أخرى مع علاوة زوجية أيا كان عدد الزوجات اقتراحًا وجيهًا من الناحية «الديموقراطية»، واقتراحًا غير وجيه من الناحية «الزوجية».
الاقتراح من الناحية «الاجتماعية» حل لمشكلة. ومن الناحية «الزوجية» مشكلة لا حل لها. فهو من ناحية «يفتح بيوت»، ومن ناحية أخرى «يخرب بيوت»!
والنائب المقترح إذا أراد لاقتراحه أن ينجح فعليه أن يبدأ بنفسه. ويطبق اقتراحه على نفسه انطلاقًا من قاعدة «من ساواك بنفسه فما ظلمك»، مثله مثل رئيسة جمعية تعدد الزوجات في مصر، والتي بدأت بنفسها وخطبت لزوجها؛ لكي تكون منسجمة مع نفسها. فإذا نجحت التجربة فلا بأس من نقلها لبقية الحالمين بزوجة ثانية وثالثة ورابعة. وإذا «اتخرب» بيته فعليه ألا «يخرب» بيوت الآخرين.
وعليه أن يتقدم لوزارة الشؤون لإشهار جمعية تعدد الزوجات، على أن يكون الرئيس الفخري لها. وتكون مهمة هذه الجمعية الرئيسة هي إقناع الزوجات بأن يخطبن لأزواجهن، مع تقديم التعويضات للرجل عن أي ضرر يلحق به بعد ذلك، فالرجل في هذه القضية في ظاهره هو الرابح؛ لأنه يتزوج مثنى وثلاث ورباع. وفي واقع الحال «يتخرب» بيته مثنى وثلاث ورباع. ما لم تكن هناك جمعية مهمتها «غسل مخ» الزوجات، وإقناعهن بضرورة الزوجة الثانية من منطلق ديموقراطي.وبالتالي تكون الزوجة التي لا تقبل بالزوجة الأخرى زوجة دكتاتورية متخلفة. أما التي تقبل بالتعدد فهي تقدمية ديموقراطية ليبرالية.
مرة أخرى الاقتراح في ظاهره رحمة للزوج وعذاب للزوجة. ولكن في حقيقته عذاب للرجل ورحمة للمرأة، فالرجل يقبل بهذه المهمة من منطلق أنها مهمة «وطنية» أكثر من كونها مهمة «زوجية»، فهو في مقابل ألفي دينار يدفع «ألوفًا». ويعطي من نفسه وجهده وماله!
وعليه يجب الترويج لمفهوم الزوج الوطني. والزوج غير الوطني.
فالزوج الوطني يقبل الزواج كمهمة وطنية.
والزوج غير الوطني «يتهرب» من أداء الواجب الوطني، والذي لا يقل أهمية عن أهمية التجنيد الإلزامي الوطني.
وبما أنه لم يعد هناك تجنيد إلزامي في كثير من دول العالم، فليكن الزواج الإلزامي هو معيار الخدمة الوطنية بعد أن ثبت في كل دول العالم أن خدمة الزوجة أهم من خدمة العلم؛ لأن خدمة العلم لا تتجاوز 3 سنوات من العمر.. بينما بقية العمر لخدمة علم الزوجة، فهل خدمة الزوجة أصبحت أهم من خدمة الوطن؟!
شعلانيات
قالت أريد أن يكون زوجي وسيمًا، ومثقفًا، وروحه مرحة، وابن ناس. هل يصعب وجود هذه الطلبات في مليونير؟!





