mena-gmtdmp

حمل الديمقراطية كاذب!!

مبارك الشعلان
الدنيا ربيع.. والجو بديع الربيع يبدأ في 21 مارس، هكذا تقول روزنانة العجيري، ولكن لعل الدنيا في الوطن العربي فعلاً ربيع المهم نحن في فصل الربيع، إذا لم يكن ربيع العشب فهو الربيع العربي، ربيع الديمقراطية.. ونتمنى لهم ولديمقراطيتهم الازدهار، ونتمنى أكثر ألا يقطعوا أزهار الديمقراطية، ويرموا أجمل ما فيها، فالديمقراطية أشبه بالربيع الزاخر بكل ألوان الورود. فتعدد ألوانه ميزة، وليس عيباً، أما الذين يقطعون الورد الذي لا يشبه وردهم فهم في حالة صحية مستعصية الفهم، وهو الأمر نفسه مع أولئك الذين يرفضون الآخر لمجرد أنهم في الخندق الآخر. فألف باء الديمقراطية هي قبول الآخر لا إلغاؤه، ولكن المشكلة أن الكل يلبس ملابس الديمقراطية، ويذهب كل صباح إلى مدرسة الديمقراطية باعتباره تلميذاً أو أستاذاً نجيباً إلا أنه لا يتعلم، أو لا يريد أن يتعلم هذه الأبجديات؛ لأن لديه أبجدياته، ومع ذلك يصر على أن يتخرج ويحمل شهادة الديمقراطية حتى وإن لم يتعلمها، فالديمقراطية هي ممارسة أكثر منها أنشودة صباحية، و«تعامل» أكثر من كونها «عملاً»، وفلسفة أكثر من كونها شعاراً. الديمقراطية مثل الحمل، إما يكون هناك حمل أو لا حمل، لا يوجد هناك حمل صحيح وحمل كاذب، فإما أن تكون ديمقراطياً أو لا تكون، ولا توجد حالة وسط بين الحالتين، مشكلة كثيرين وكثيرات أنهم يعيشون حالة الحمل الكاذب، والديمقراطية الكاذبة، فاختزال الديمقراطية في عملية الاقتراع هو تشويه للممارسة الديمقراطية، فالذي يكتفي بأن يكون ديمقراطياً ويمارس حقه في التصويت لمدة يوم واحد في حين يكون في 364 يوماً شخصاً غير ديمقراطي لا يقبل الآخر هو في واقع الحال ديكتاتور صغير تحت التمرين، ينتظر الفرصة المواتية لإعلان ديكتاتوريته التي ترتدي ثياب الديمقراطية. شعلانيات: | إنني أتركك لنفسك... أي لأقسى أعدائك. | إننا ننسى خطايانا بسرعة؛ لأن أحداً لا يذكرنا بها. | إذا أردت أن يكون لك صديق فكن صديقاً.