mena-gmtdmp

ديموقراطية الضرب!

مبارك الشعلان

سمعت عن رجل سأله القاضي لماذا ضرب زوجته بمقعد البيانو؟

فرد الرجل: لأنني لم أستطع أن أحمل البيانو وأضربها به!

هذا الرجل رومانسي بما يكفي لأن يضرب زوجته بأدوات موسيقية.. أما غيره فيضرب بالمطواة والساطور وغيرهما من أدوات تقليدية كلاسيكية.. أما هو فأراد أن يعبّر عن مشاعره بصورة مختلفة، بعد أن حاول أن يستخدم البيانو بالعمليات السلمية، فيعزف لزوجته لعلها تتذكر الأيام الخوالي، ولكنه لم يفلح، فلم يجد سوى كرسي البيانو، ليعبر من خلاله عن مشاعره الجياشة!

هذا الرجل كان يعترف على صفحة « الاعتراف اليومي» التي يدخلها ملايين الناس كل يوم ليعترفوا.. في إطار موجة أو موضة الاعتراف.. فبدلاً من الذهاب للكنيسة والاعتراف أمامها، لكي تخرج أخف وزنًا وروحًا.. ما عليك سوى أن تجاري موجة الاعتراف وتعترف بـ»مشاعرك الموسيقية«.. فهذا الرجل مثله كثيرون.. فمن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب هناك ضارب ومضروب.. ليس بالضرورة أن يكون الضارب هو الزوج.. وليس بالضرورة أن تكون المضروبة هي الزوجة.. فهناك حركة تقدمية واسعة تغزو العالم لإعطاء المرأة حقوقها كاملة بالضرب.. لذلك بدأت تمارس هذا الحق، بدليل أن بلدًا مثل الهند التي تسعى أن تحتل موقعها في عالم المساواة تقيم مهرجانًا سنويًّا لضرب الأزواج.. وليس ضرب الزوجات!

وفي أمريكا التي تحمل لواء المساواة، اعترف كثير من أعضاء الكونغرس أثناء مناقشة قانون يُجرّم ضرب المرأة بأنهم يضربون شركاء حياتهم.. والأعضاء لم يكونوا كلهم رجالا.. بمعنى أن هناك »عضوات« في الكونغرس اعترفن بأنهن يضربن شركاء حياتهن.

وجاء من يحاول أن يبرر تصرفهن بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح، لأنهن اعترفن ولم ينكرن.. والاعتراف يكفي لأن نبدأ صفحة جديدة في العلاقات.

وأترك المعترفين وأبقى مع الاعتراف، في محاولة لمسايرة الموجة، فأبقى مع ذلك الرجل الذي اعترف بأن زوجته »تتقلب« كثيرًا أثناء النوم.. بينما هو »يتغلب« كلما »تقلبت«، لأنها تضربه بيدها أو تركله.. وبما أنها ترفض أن يناما في سريرين منفصلين، فقد أصبح يدّعي النوم ثم »يتقلب« هو ويضربها أو يركلها.

وإذا كان هذا يحدث لبعض الأميركيين في أحلام النوم، فلديهم من يشجعهم على ممارسة هذه الهواية في أحلام اليقظة، بعد أن استيقظ العالم بأكمله على رئيس أقوى قوة في العالم، الرئيس الأميركي كلينتون وهو مضروب ومطرود من سريره في البيت الأبيض، ليتبعه بعد ذلك الرئيس بوش الابن، وآثار أكبر صفعة على وجه رئيس في العالم تترك نيشانًا تذكاريًّا على مدى ديموقراطية كل رئيس، سواء كان جمهوريًّا أو ديموقراطيًّا!!

كل ذلك لأن كل رئيس أراد أن يعطي للعالم صورة خاصة عن ممارسة الديموقراطية وإعطاء المرأة حقوقها كاملة غير منقوصة بما فيها حق الضرب!!

 

 

شعلانيات

< المرأة تحلم بعشاء على ضوء الشموع، أما الرجل فلا يفكر بالعشاء على ضوء الشموع إلا إذا انقطعت الكهرباء!

< السوق رحلة ترفيهية للمرأة وأشغال شاقة للرجل!

< المرأة تقيس حب زوجها لها بعدد المرات التي يأخذها فيها للسوق.

< في كل مرة تريد أن تذهب فيها المرأة إلى السوق تسأل زوجها: كم تحبني؟! وهو يرد: كم تريدين؟!

للتواصل مع الكاتب مبارك شعلان[email protected]