mena-gmtdmp

سي السيد الأميركي

مبارك الشعلان

قال توم كروز يومًا لنيكول كيدمان كلمة واحدة، قال لها أحبك، كانت هذه الكلمة مجانًا لأن الحب ببلاش، وقال لها بعد ذلك كلمة واحدة دفع فاتورتها كذا مليون جنيه إسترليني، قال لها أنت طالق.

لأن الحب بلا جمارك، أما الزواج فيكتب عند مأمور الضرائب، أو المدعي الاشتراكي، فلا شيء مجانًا في هذا العالم إلا الحب بدليل أن توم كروز دفع كل هذه الأموال ليتخلص من الزواج المكلف، ليقول وهو يخرج من المحكمة بعد إبرام صفقة تسوية الطلاق أمام الدنيا كلها «مازلت أحبها»، فالتسوية التي شملت عقارات في لوس أنجلوس، ولندن، واستراليا، ومدن، وجزر على امتداد العالم كانت للخلاص من الزوجة لا الحبيبة، لأن الحبيبة، والكلام لتوم كروز، لم تكلفه شيئًا، ولكن الزوجة كانت كلفتها باهظة.

مشكلة توم كروز أنه يتصرف كرجل شرقي أشبه بـ «سي السيد»، وهذا الأمر يكشف إليَّ أن في داخل كل رجل مهما كان شرقيًّا، أو غربيًّا «سي سيد» كبيرًا يتمدد بالحب، وينكمش بالزواج، ولديه استعداد لأن يدفع نصف أمواله إذا أحب، ويدفع نصفها الآخر إذا فقد هذا الحب من أجل أن يتخلص من الزوجة لا الحبيبة، فهو مثل رشدي أباظة قضى حياته يتزوج ويُطلق، ويُطلق ويتزوج ليخرج ليقول كلمته المشهورة: «كنت أتزوج الحبيبة، وبعد الزواج اكتشفت أنني أمام زوجة لا حبيبة»، لذلك كان يتخلص من الزوجة التي تنكّرت في ثياب الحبيبة،

إذن ما الفرق بين توم كروز الغربي، ورشدي أباظة الشرقي؟ فكل الرجال في الحب شرقي،

وأكبر دليل على ذلك ما أظهرته مؤخرًا مراكز الدراسات المهتمة بشؤون الأسرة الأميركية، حيثُ لاحظت إرتفاع معدلات الطلاق لدى رجال الأعمال الأميركيين، وهجرتهم إلى شرق آسيا للزواج من آسيويات، لأن المرأة هناك تقوم بدور الحبيبة، والصديقة، والأم أكثر من كونها زوجة، فالرجل في حقيقته الكامنة هو طفل كبير يطارد أحلام الطفولة في المرأة التي يقترن بها، يريدها أن تكون أمه التي تشجعه، وحبيبته التي تحبه، وصديقته التي تسمع صدى انكساراته.

ولا يريد للمرأة أن تلعب دور الزوجة التي لا تفهم أو تتفهم كل هذه الأشياء والتفاصيل الصغيرة والكبيرة، لأن حياة الرجل ما هي إلا مجموعة تفاصيل صغيرة تتجمع لتكون شيئًا كبيرًا في ظاهرة «سي السيد»، ولو أعاد هذه التفاصيل الصغيرة إلى نصابها، ووضعها الطبيعي لوجدنا في داخل كل «سي سيد» طفلاً وديعًا يتعلق بأطراف أمه وحبيبته.

 

شعلانيات

 تريد المرأة أن تكون الأخيرة في حياة الرجل، ويريد الرجل أن يكون الأول في حياتها

 الجميع يحاول تغيير العالم، ولكن لا يوجد أحد يفكر في تغيير نفسه

 قبل أن تُصدر أحكامًا نهائية على الآخرين احكم على نفسك

 أفضل وسيلة للوفاء بالوعد هي ألا تعد أحدًا أصلاً.