ليس هناك أعداء
دائمون.. وليس هناك أصدقاء دائمون.. فقط هناك مصالح دائمة..
هذا في عالم السياسة والسياسيين.. أو هكذا كانوا يحاولون إقناعنا عندما يصفون لنا «روشتة» السياسي الناجح الذي يضع كل شيء خلفه من أجل مصالحه ونجاح مهمته.. ونجاحه في مهمته يعني قدرته على جعل أعداء الأمس أصدقاء اليوم.. والتخلي عن أصدقاء اليوم من أجل أعداء الأمس.. هذا في عالم السياسة.
ولكن ماذا عن عالم الإنسانية وعالم الإنسان؟! فما نعرفه أن هناك صداقات دائمة، وليس بالضرورة أن تكون هناك عداوات دائمة.. أو مصالح دائمة.. أو هكذا يفترض.
لكن ما نكتشفه هذه الأيام.. كل يوم.. أن عالم الإنسان ليس بعيدًا عن عالم السياسة.. فليس هناك أصدقاء دائمون.. وليس هناك أعداء دائمون.. فقط هناك مصالح دائمة.
فأناس هذه الأيام أصبحوا بـــ«قدرة قادر» سياسيين في علاقاتهم الإنسانية.. يركضون وراء مصالحهم الدائمة.. لا وراء أصدقائهم الدائمين.
وانظروا حولكم لتعرفوا نجاح «السياسي - الإنسان» في سياسته.. في مقابل فشل «الإنسان ـ الإنسان» في «إنسانيته».. فكل الذين ينطلقون من منطلقات سياسية «ناجحون» ونجوم مجتمع.. وكل الذين ينطلقون من منطلقات إنسانية «منهزمون» أمام قناعاتهم.. أو في أفضل الأحوال «منزوون» في زحمة الحياة.. يصارعون من أجل بقاء قناعاتهم في عالم ليس بعيدًا عن عالم السياسة.. وليس «نزيهًا» أو «نظيفًا» بما يكفي لإقامة علاقات «إنسانية - إنسانية».. فمقدار نجاحهم يقاس بمقدار «تلونهم».. والأنقياء لا لون لهم إلا لون النقاء الذي يحملونه.. لذلك فهم «فاشلون» في علاقاتهم.. وإذا نجحوا فهم بالتأكيد لم يكونوا «مخلصين».. لــ«فشلهم» الجميل الذي يمنحهم قدرًا أكبر من النجاح في عالم إنساني أكثر نظافة وعلاقة إنسانية أكثر صدقًا.. ففي هذا العالم الجميل لا توجد مكاسب دائمة.. ولا توجد خسائر دائمة.. فقط هناك صداقة دائمة لا يعرفها إلا الراسخون في عالم الصداقة!
شعلانيات
< كل الناس يحبون الماضي.. ليس لأنه جميل، ولكن لأن الحاضر أسوأ.. فـيتمرغون بتراب الماضي الذي كان يومًا ما حاضرًا!!
< أقرب الناس هم الأقارب.. لكن لماذا أغلب الأقارب بعيدون جدًّا عن بعض وربما أبعد الناس؟!
< الـ«فيس بوك».. كتاب لكل وجه أو وجه لكل كتاب!!





