الناس يطاردون السعادة في المطارات، بدليل أنه في كل إجازة يبحث الناس عن أي مخرج أو مهرب؛ ليضعوا لأنفسهم خارطة طريق؛ بحثاً عن السعادة المفقودة. ويسافرون ويطيرون ويقطعون آلاف الأميال حتى انقطعت أنفاسهم.
ثم يعودون وهم غير سعداء. فهل السعادة شعور هلامي غير محدد الشكل والمكان والإحساس؟ أم إنها يقين يستقر في القلوب الأمارة بالحب... لا يعرفها إلا الراسخون في علم الطمأنينة والسكينة، ممن يملكون قلوباً أوسع من المطارات، وآفاقاً أرحب من آلاف الأميال التي يقطعها المسافرون؛ بحثاً عن السعادة المزعومة.
في كل مرة يهرب الناس من أنفسهم إلى العالم، ويعودون هاربين من العالم إلى أنفسهم... هذا من ناحية الإحساس، أما من الناحية العملية، فيبدو أن السعادة موجودة أساساً في شمال أوروبا، حيث يجدر بالباحث عنها الابتعاد عن دول مناطق اليورو ودول الربيع العربي، وفق تقرير أسعد شعوب العالم.
لكن ما هي هذه السعادة؟؟
هل هي ارتفاع دخل الفرد، وتحقيق أعلى مستويات الرفاهية؟! وهل الرفاهية هي السعادة؟
تقارير أسعد شعوب العالم تقول إن الدول الإسكندنافية ودول الخليج الأكثر رفاهية، ولكن الواقع يقول إن شعوب الدول الإسكندنافية الأكثر انتحاراً، وشعوب الدول الخليجية الأكثر سفراً، والأكثر «تحلطماً» و«تململاً» من الواقع.
على كل حال ما أعرفه بشكل أكيد أن السعادة هي أن يكون لدى الإنسان الحد الأدنى من أي شيء.. وهذا هو الحد الأقصى من القناعة.
وأتوقف اليوم مع بعض الكلمات التي تعتبر «صيدلية» للباحثين عن علاج نقص السعادة.
الخبز مشبع جداً لمن يغمسه في القناعة...
سر الرضا هو الاقتناع أن الحياة هبة وليست حقاً...
ثمرة القناعة الراحة، وثمرة التواضع المحبة...
القناعة هي الاكتفاء بالموجود وترك الشوق إلى المفقود...
الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي لا يرضى بما هو عليه…
التغيير يتم بنسبة طردية مع عدم الرضا، ولكن عدم الرضا لا يتغير أبداً…
من يدرك أن ما يملكه يكفيه، يملك دائماً ما يكفيه…!!
شعلانيات:
• لن تتوقف الحياة على أشياء خذلتنا، فدائماً يعوضنا الله بما هو أفضل!
• إن لم تترك أثراً جميلاً فلا تترك عكس ذلك، فعدم ذكرك أفضل من يذكرك بسوء!
• المصيبة نعمة إذا قربتك إلى الله، والنعمة مصيبة إذا أبعدتك عن الله!





