هل تذكرون قصة المليونير الأميركي الذي ترك ثروته لكلابه.. بعد أن صدم عائلته في وصيته بأن كلابه أكثر وفاء من أصدقائه وعائلته؛ لأنها ببساطة لم تدعُ الرب أن يموت لترث ثروته..
وترك في وصيته فلسفة طويلة عريضة عن علاقته الإنسانية الحميمة مع من كان يستمع إليه عندما كان يروي همومه من دون أن ينتظر المقابل.
ومن بين ما ذكر الحكمة الإنجليزية التي تقول ´إذا أردت صديقًا يستمع إليك بشكل جيد ولا يقاطعك اشتر كلبًا!! والفيلسوف ديوجبن الذي يرى في فلسفته أن الإنسان يتعلم من الكلاب أكثر مما يتعلمه من سقراط.
لهذا السبب.. وأسباب أخر.. نجد أعداد الكلاب المنزلية في تزايد.. فهم ´أصدقاء بدرجة ´كلاب، بينما غيرهم ´كلاب بدرجة ´أصدقاء!!
على كل حال لا تعنيني مبررات الإنسان في الغرب في علاقته بالكلاب.. ولكن ما يعنيني هو الفلسفة في هذه العلاقة.. فهم يرون أن الكلب هو الكائن الوحيد الذي يصادق الإنسان في كل الظروف المناخية من القطب الشمالي حتى خط الاستواء.. وآخر يقول ´كلما عرفت الإنسان ازددت حبًا للكلاب.. فهم يتعلمون من الكلاب.
هذا الأمر بقدر ما يعكس فلسفة إنسانية جديدة.. فهو يعكس قدرًا أكبر من فقدان الإنسان لقيمته في الغرب.. فالإنسان لم يعد يستمع للإنسان فلجأ لابتكار خدعة أن هناك من يسمعه ليصل لما يريد أن يقوله.. المهم أن يتكلم.. والأهم ألا يقاطعه أحد.. فالكل يريد أن يتكلم.. والكل في المقابل لا يريد أن يسمع.. هناك زيادة في الطلب على الكلام.. في مقابل انخفاض في العرض للمستمعين..
وهذه فجوة إنسانية عميقة لا يمكن ردمها إلا بعودة الإنسان لإنسانيته وإقامة علاقات إنسانية أكثر دفئًا.. وأكثر استماعًا.
عيادات الأطباء النفسيين تعج بالهاربين من الناس ومن أنفسهم.. فقط يريدون أن يتكلموا.. حتى لو تكلموا إلى جدار.. أو إلى كلب!!
فأسوأ شيء أن يهرب الإنسان من الناس..
وأسوأ من ذلك أن يهرب من نفسه..
وأسوأ من كل ذلك أن يهرب إلى الكلاب.. ليتكلم معها
.. ويدعي بعد ذلك أنها تستمع إليه من دون أن تقاطعه!!
شعلانيات:
مفتاح الفشل هو محاولة إرضاء كل شخص تعرفه.
الأمس هو شيك تم سحبه، والغد هو شيك مؤجل، أما الحاضر فهو السيولة الوحيدة المتوفرة؛ لذا فإنه علينا أن نصرفه بحكمة.
الضمير صوت هادئ، يخبرك بأن أحدًا ينظر إليك.