هل الفساد حقيقة مطلقة؟!
أم أنه مسألة نسبية؟!
فكل يوم نسمع ونقرأ عن الفساد، ولكننا لا نرى المفسدين.
ونقرأ عن مكافحة الفساد وهيئاته، ولا نرى المتورطين بالفساد.
إما إننا فاسدون أو مشاركون دون أن نشعر.
أو أن ما يكتب افتراء، فلا يوجد ما يسمى فساداً أو مفسدين.
وإنما هناك صحف تكتب عن الفساد؛ لتفسد على الناس صفو حياتهم...
قبل فترة اقتنع مواطن تركي ببرنامج تنظيم الأسرة وتحديد النسل، بعد أن أنجب 42 طفلاً من أربع زوجات!
عذر هذا المواطن التركي أنه لم يسمع من قبل عن برنامج تنظيم الأسرة! وهو ينصح كل مواطن بعدم الوقوع في هذا الخطأ الذي وقع فيه، وأنه عندما تزوج 4 نساء لم يجد من يقدم له النصيحة، حيث إنه كان يحلم بأسرة كبيرة، لكنه لم يكن يفكر أنها ستكون كبيرة إلى هذه الدرجة!
هذا المواطن التركي ميوله عربية، وأعذاره عربية، لدرجة تجعلنا نشك في «تركيته» فعذره أقبح من ذنبه؛ فهو يتصرف على طريقة الحكومات العربية، كما لو كان ناطقاً رسمياً لحكومات الإصلاح العربية، فهي الأخرى مثل هذا المواطن التركي، أو هذا المواطن التركي مثل الحكومات العربية، أيهما يشبه الآخر لا فرق، فالرجل اقتنع بتنظيم النسل بعد 42 طفلاً فقط، والحكومات العربية اقتنعت بالإصلاح بعد 50 عاماً فقط.
المواطن التركي عذره أنه لم يجد من ينصحه، والحكومات العربية هي الأخرى لم تجد من ينصحها، لذلك فعذرها معها، وعلينا أن نقتنع بعذرها مثلما اقتنعنا بعذر المواطن التركي، فهي تنادي أيضاً بتنظيم النسل، ولكنها تتزوج بالأربع وتطالب الناس بعد ذلك بأن يقتنعوا بنظرياتها عن تحديد النسل، فمن نصدق؟ المواطن التركي أم الحكومات العربية؟ أم نصدقهما معاً؛ لأنهما صادقان على الأقل مع نفسيهما.
فهذا المواطن التركي صادق مع نفسه؛ لأنه الآن من حزب «أخ الجهالة في الشقاوة ينعم»، ليس مهماً بعد ذلك إن كان لديه 42 طفلاً كل ذنبهم أن والدهم يعتقد أنه بلا ذنب، وأنهم هم ذنبه، وليس هو ذنباً لهم، ومثله الحكومات العربية تعتقد عن قناعة راسخة أنها حكومات صالحة، وأن المواطنين هم الفاسدون، أو هم من يعلمونها الفساد، مع أنها صالحة، وتريد أن «تصلح» الأوضاع، فالذنب ذنبهم لا ذنبها!
فمن الصالح إذن؟ ومن الفاسد؟ المواطن التركي أم أبناؤه الـ42؟!
الحكومات العربية الصالحة... أم مواطنوها الفاسدون؟!
شعلانيات:
| أنت تطيل الكلام عندما لا يكون لديك ما تقوله!
| إذا تجمل الناس بحسن كلامهم فتجمل أنت بحسن صمتك.
| الأم تحلم أن تجد لابنتها زوجا أفضل من أبيها،
ولديها قناعة راسخة بأن ولدها لن يجد زوجة مثل أمه!!





