هذه المرحلة أشبه ما تكون بشنطة تاجر المخدرات، كلما كشفنا
عن طبقة، وجدنا تحتها طبقة أسوأ منها، فهذه الأيام كل يوم أسوأ من الذي قبله، فهناك
طبقة أسوأ من الطبقة التي قبلها.
فأسوأ الأيام تلك التي لم تأتِ بعد.
وأسوأ المؤتمرات تلك التي لم تُعقد بعد.
وأسوأ المواقف تلك التي لم تُعلن بعد.
وأسوأ المبادرات تلك التي لم تُطرح بعد.
وأسوأ السياسيين أولئك الذين لم يقولوا بعد.
وأسوأ الكلام هو ما لم يُقل بعد.
فهذه المرحلة لا تعترف بمقولة «الوضع ليس سيئًا إلى هذا الحد.. في الصباح سيكون أفضل» بعد أن رفعت شعارًا معاديًا للتفاؤل.. وجعلت من كل المتفائلين مجموعة من السذج الذي يتكلمون عن وضع لا يعرفون إلى أي حد هو سيئ.
فكل يوم سيئ هناك يوم أسوأ منه.. كلما قلنا غدًا أفضل نفاجأ بما هو أسوأ.. وهذه سلسلة لا تنتهي وهي أشبه بمنحدر لا يقود إلا إلى الهاوية.. في كل الاتجاهات هناك منحدر ينتظر أن يقود إلى الهاوية.
فللسياسيين هاويتهم وانحدارهم.. وهم لا يحتاجون إلى أن يتسابقوا، فكلما كانوا من «الوزن الثقيل» سينحدرون وبدرجة أكبر.
وللاقتصاديين انحدارهم الذي لا يوازيه سوى انحدار مؤشر البورصة، ويقابلهم الكتاب والشعراء والفنانون والمشتغلون في الشأن العام.. فهناك حالة عامة من الانحدار في كل شيء، وقلة هم أولئك الذين يرفعون شعار «لا للانحدار» ويسبحون عكس التيار.
فالسياسيون يقدمون كل يوم بضاعة سيئة.
الاقتصاديون يبيعون الأوهام.
الكتاب يكتبون على طريقة كتاب الحائط فيشوهون المنظر العام.
الشعراء يبيعون كلامًا رخيصًا.
الفنانون يغنون كلامًا أرخص.
وكأننا في سوق شعبي كبير مليء بالبضائع الرديئة.. فهل نشتري الأحلام بعد ذلك من السوق السوداء؟!
وهل أصبح تعاطي الأحلام «أصعب» من تعاطي المخدرات؟!
بكلام آخر.. هل أصبح تعاطي المخدرات «أسهل» من تعاطي «الأحلام»؟!
أعود فأقول إن الوضع ليس سيئًا إلى هذا الحد، ففي الصباح قد يكون الوضع «أسوأ».
فصحف الغد لم تُطبع بعد.
وتصريحات المسؤولين لم تُعلن.
و«هوشات» السياسيين لم تنته بعد.
و«بطون» الاقتصاديين لم تشبع بعد.
وأسوأ الصحف لم تُكتب بعد.
وأسوأ الأغاني لم تُزعجنا بعد.
وأسوأ الأفلام لم تُطرح بعد.
أعتذر فأقول إن الوضع ليس سيئًا إلى هذا الحد.. ففي الغد هناك ما هو أسوأ.. فقط.. تفاءلوا!!
شعلانيات
< هذا الرجل كلما تساقطت أسنانه ازداد رغبة في عض الناس!!
< كل الذين ينصحون بعدم الزواج متزوجون!!
< أن تحب نفسك فأنت في قصة غرام لا تنتهي تكتشف بعدها كم حاولت تجميل منْ تحب!!
< الرجل يتنفس في العزلة والمرأة تختنق!!
للتواصل مع الكاتب يمكنكم مراسلته على البريد الالكتروني [email protected]





