«مانقص مال من صدقة» حديث شريف
كلمة «بقشيش» كلمة سيئة في قاموسنا، واكتسبت سمعتها السيئة هذه من كونها ابنه غير شرعيه للعطاء... فالذين «يعطون» يعطون بغير اقتناع، والذين يبخلون يزدرونها؛ لكي يجدوا مبرراً لبخلهم أمام أنفسهم وأمام الناس!
وإمعاناً في الازدراء أسموها «بخشيش»؛ حتى أصبح مجرد لفظها يعني أنها كلمة سيئة السمعة!
هذا الازدراء هو الوجه الآخر للبخل.
وفي أفضل حالاته يكون بسبب قلة العطاء، أو عدم فهم فلسفة العطاء.
وأن من يخدمونك في المطعم وأنت تأكل ما لذ وطاب وتشرب ما لذ وطاب ليس بمقدورهم أن يأكلوا مثلما تأكل، وليس بمقدورهم أن يشربوا مثلما تشرب!!
لذلك تحاول أن يكون لديك حد أدنى من الذوق؛ لكي تترك شيئاً لناس لم يتذوقوا مثلما تذوقت، وبما أن كثيرين وكثيرات ليس لديهم هذا الحد الأدنى من الذوق، فقد لجأت كثير من الفنادق والمطاعم لتجعل لديهم ذوقاً بالقوة...عندما أصبحت تحتسب ضريبة خدمة، وهي في الواقع «ضريبة عدم ذوق».
واقترح أن يتم تعميم هذه الضريبة في الشارع وفي المستشفى وفي الأماكن العامة؛ لأنه من قلة الذوق الذي يحتاج إلى ضريبة أن نرى عاملاً مسكيناً يقف تحت لهيب الشمس في هذا الحر القائظ، وهو يجمع مخلفاتنا التي رميناها بالأمس، ونستكثر أن نضع في يده شيئاً من مال الله.
كنت قبل فترة أستمع لنجم عالمي مشهور في كرةالمضرب ، وهو يتحدث عن تجربته مع العطاء، فهو يقول: إنه نتاج لتجربة العطاء، فوالده كان يعمل جرسوناً في مطعم، وكان يحصل كل يوم على «بقشيش» استطاع من خلاله أن يعلمه هو وإخوته، ويدفع مصاريف تعليمه وتدريبه ليصبح نجماً، ولولا هذا البقشيش لما أصبح نجماً.
ويضيف: لذلك أصبحت دائماً أدفع البقشيش في كل مكان بنفس راضية ومقتنعة بأن هناك أناساً يحتاجون لهذا القليل في الوقت الذي لن يخسرني فيه هذا القليل كثيراً.
هذه الفلسفة التي يحث بها هي نفسها فلسفة الحديث الشريف عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «ما نقص مال من صدقة».
فكم من واحد منا يؤمن بهذه الفلسفة...فلسفة العطاء.
وفلسفة أن هناك من يحتاجون إلى هذا القليل الذي لن ينقصنا كثيراً.
فالبقشيش سيئ السمعة من الممكن أن يكون حسن السمعة إذا كان بنية الصدقة، والتي قد تكون قليلة، ولكنها عند الله كثيرة!!
شعلانيات:
إذا أردت أن يسامحك الناس فسامحهم!!
لن يعطيك أحد الفرصة مرة أخرى.. أعطها لنفسك!!
سبحان الله.. عدو واحد كثير.. مائة صديق قليل!!





