mena-gmtdmp

قلوب حائرة!!

مبارك الشعلان

 

تأتيني رسائل من القراء والقارئات وبالذات من القارئات، بدأت أشعر معها وكأن هذه الزاوية زاوية «قلوب حائرة».. فهي من نوع أرجوك أعطني حلًا أو انقذني برأيك.. أو أعطني مما أعطاك الله من الحكمة.. وكأنني حكيم فعلًا!!

ومع كل رسالة تطلب حلًا أجد نفسي أبحث عن حل لمشكلتي مع القارئ لا عن حل لمشكلة القارئ.. فأنا سبق وأعلنت من هذه الزاوية أنني لا أعالج الحماقات، وأعلنت عدم مسؤوليتي عن إيجاد حل للقلوب الحائرة.. فالحماقة أعيت من يداويها.. ولا أريد أن أداوي حماقات الآخرين حتى لا أصاب أنا بالإعياء.. فالحب حماقة.. والزواج حماقة.. والطلاق أكثر حماقة.. المشكلة أن القراء والقارئات يطلبون حلًا لهذه الحماقات، ولا أريد من أي قارئ أن يطلب مني أن أساعده على ارتكاب حماقة.. أو أن يداوي حماقة بحماقة أخرى.

وإذا كنت اعتذر عن إيجاد حل مرة.. فأنا أعتذر مرتين عن نشر الرسائل؛ لأن هذه الزاوية ليست بابًا لرسائل القراء.. كما أنها ليست بابًا لقلوب حائرة.. لكن أعد بأن أنشر ما هو طريف من تعليقات.

وأبدأ بواحدة تبحث عن حل وتطلبه مني تحديدًا.. فهي تشتكي من حبيبها الذي «تغيّر» عليها، فهي تقول «كنا واحدًا» وأصبحنا «اثنين».. بمعنى أن تفكيرها «واحد» أيام الخطبة وأصبحا بعد ذلك اثنين.. وهي مثلها مثل كل واحدة تقول لخطيبها أنا وأنت واحد.. المشكلة أنهما سيقضان بقية عمرهما يختلفان على من منهما «هذا الواحد».

وهي لو أخذت بنصيحتي تخسر.. وإذا لم تأخذ بها ستخسر.. ولذلك لا أنصحها ولا أنصح أي قارئ أو قارئة حتى لا تخسر أكثر إذا كانت »خسرانة« أصلًا، ولو لم تكن خسرانة لما طلبت النصيحة!!

النصيحة كانت بجمل واليوم ببلاش ولا أحد يقبلها.

كل ما ننصح به هو عدم ارتكاب حماقات ثم يأتي بعد ذلك من يطلب النصيحة، ولكن بعد أن يرتكب حماقة، ويطلب من الناس أن يداووها!!

وفي مقابل القارئة التي تطلب حلًا والقارئة التي تطلب رأيًا.. هناك قارئة أو قارئ يطلب «مساعدة»، ولو كنت أوزع «مساعدات» على القراء لما كتبت.

صحيح أن القراء هم «رصيدي» الحقيقي.. لكن ليس لدي «رصيد» لأوزعه عليهم.. لذلك اكتفي بتقديم النصيحة طالما أن النصيحة «ببلاش»!!

قارئة تسألني هل أتزوج من أحب أو أحب من أتزوج؟!

وهي كمن تسأل من جاء أولًا البيضة أم الدجاجة.. لذلك فهي زادت وزايدت على غيرها، فهي لا تطلب رأيًا فقط وإنما تطلب فلسفة ورأيًا!

قارئة أخرى لا تطلب حلًا ولا رأيًا ولا فلسفة، وإنما تطلب «القرب»، ليس مني، وإنما من حبيبها الذي ترفضه والدتها.. وتطلب مني أن أتدخل لإقناع والدتها، ولو تدخلت لأقنعت والدتها بالفعل، ليس بالعريس، وإنما برأيها الصائب.. فالأم ترى ما لا تراه البنت.. ولو كانت البنت ترى أصلًا ما طلبت »رأيًا« أو أحدًا يرى بالنيابة عنها.. فالحب أعمى.. والأعمى لا يرى.. وتأتي بعد ذلك لتطلب من الآخرين أن يروا بالنيابة عنها.. وإن فعلوا قالت إنهم يرون بعيونهم لا بعيونها.. وهي ترى بعيون ليست في رؤوسهم.. لذلك أنصحها أن تتوجه لباب قلوب حائرة بعد أن أصبحت في حيرة مع بعض القارئات.. وأحتاج معها لأن أكتب لباب قلوب حائرة!

 

شعلانيات

< أطول يوم مثل أقصر يوم.. له آخر، لكن إحساس أطول يوم ليس مثل إحساس أقصر يوم.. فهو ليس له آخر!

< أجمل الأيام تحمل عيبها معها.. فهي غالبًا ما تكون »أقصر الأيام«!

< لا يمكنك أن تتحكم بطول حياتك أو قصرها.. ولكن يمكنك أن تتحكم في عمقها!!