mena-gmtdmp

همسة نسائية = أزمة سياسية!!

مبارك الشعلان


هناك أزمة سياسية كبرى بين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.. ليس بسبب حلف «الناتو».. أو صراع الدول الصناعية السبع.. أو بسبب الصراع بين كبريات الشركات المصنعة للطائرات بوينغ الأميركية وإيرباص الأوروبية التي تتخذ من تولوز الفرنسية مقرًا لعملياتها.

الأزمة السياسية هي أزمة نسائية بالدرجة الأولى، بدأت شرارتها عندما نشرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي ساركوزي، مذكراتها الفضائحية والسياسية.. وقالت في أحد فصولـها إن ميشـيل أوباما زوجة الرئيس الأمـيركـي «همست» في أذنها بـأن العـيش في البـيـت الأبيــض أشـبه بــ «الجحيم».. وأنها تعيش أسوأ أيامها.. مع أن العالم يعتقد أنها تعيش أجمل أيامها.

هذه «الهمسة» النسائية التي وضعتها ميشيل أوباما في أذن كارلا أصبحت «أزمة سياسية».. فهذه الحادثة على صغرها كشفت عن «سياسة النساء».. أو «نساء السياسة».. فالمرأة مهما علا شأنها وقامتها وكعبها تبقى امرأة.. هذه وجهة نظر وأصبحت نظرية فيما بعد.

أذكر أنني قبل عدة سنوات كتبت مقالاً قلت فيه إنه لا توجد جامعة في العالم تعلم المرأة كيف «تكبر» عقلها.. حتى لو كانت جامعة هارفارد العريقة، التقتني بعد ذلك هيئة الإذاعة البريطانية B.B.C -التي كنت أعمل مراسلاً صحافيًّا فيها لعدة سنوات- في حوار ساخر ضمن برنامج ساخر عن عالم المرأة.. اتهمتني فيه باتخاذ مواقف عدائية للمرأة وارتكاب جرائم رأي ضد الإنسانية والمرأة.. قلت يومها إنني أحل عل البرنامج كمعارض للمرأة مثل المعارضين الذين يتخذون من لندن مقرًا لتصريحاتهم غير المسؤولة.

بعدها تدرجت في عدة مناصب.. منها «سفير محال» في عالم المرأة من خلال مجلة سيدتي.. تطور الأمر بعدها إلى أن أصبحت «وزيرًا» في حكومة المرأة.. وأقول كلامًا جميلاً لا يقوله إلا «المتيمون» عشقًا في المرأة، وفي رجاحة عقلها، وحسن تدبيرها، وسياستها الرشيدة الرامية إلى إحلال السلام العالمي، حتى وإن كانت سياسة «خراب البصرة».. فأنا وزير مطيع في حكومة المرأة.

ولكن حادثة كارلا ساركوزي وميشيل أوباما ربما تعيدني «معارضًا» لأقول إن «أزمة الهمسة» و«همسة الأزمة» هي طبيعة نسائية من أيام شجرة الدر وكليوباترا.. فالمرأة في سياستها تبقى سياسية امرأة.. والمرأة تبقى امرأة، حتى لو كانت زوجة الرئيس.. أو الرئيسة بــ «جلالة قدرها».. فالأشياء والتفاصيل الصغيرة تجعلها تنسى كل «بروتوكولات» السياسة وتعود إلى «بروتوكولات» المرأة التي لا تعترف إلا بما تمليه عليها غريزة المرأة في داخلها.. لذلك لم يستبعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية إدخال كارلا ساركوزي في دورة «مكثفة» في معهد إعداد القادة والقائدات في باريس.. وهو الأمر الذي قد تحذو حذوه الخارجية الأميركية بعد أن قال الناطق باسم البيت الأبيض إن «همسة» زوجة الرئيس سببت «أزمة».. لذلك عليها ألا «تهمس» مجددًا في أذن امرأة.. لأن الهمس في عالم النساء ليس سرًّا.. حتى لو كان السر سرًّا «قوميًّا»!!

 

 

شعلانيات

< إذا عزفت جيدًا لم تسمع الناس.. وإذا أسأت العزف تتكلم الناس!!

< لا شيء يتغير في الدنيا أكثر من تسريحة النساء وعداد التاكسي.. كل يوم شكل وكل يوم تعريفة!!

< كل شيء نسبي في هذه الحياة.. فإذا كان لديك موقف مطلق من الحماة.. فلا تنسَ أن أمك حماة بعض الناس!!