mena-gmtdmp

يا عزيزي كلنا متشوهون بالمهنة!!

مبارك الشعلان

ما الفرق بين التلميذ، وبائع العرقسوس، والبائع الذي يحمل بضاعته على كتفه أو ظهره، والجزار،

وأي امرأة تحمل شنطة على كتفها؟!

الجواب: انظر لكل واحد منهم وستجد أن كتفًا أعلى من الكتف الأخرى.

وهذه ضريبة المهنة° فلكل مهنة ضريبتها ومتاعبها وتشوهاتها أيضًا.

 فهناك في الغرب ما يعرف بتشوهات المهنة. وتدفع لها شركات التأمين مئات الملايين. فلكل مهنة تشوهاتها الجسدية والنفسية والفكرية. فالذي يعمل في مهنة يستخدم جسده فيها يدفع هذه الضريبة. وتأتي شركات التأمين لتعوضه عن شيء لا يعوض وهو يقبل العوض على مضض؛ لأنه يعرف أن كتفه لن تعود. ومثله الذي بترت أصابعه بحكم المهنة. كل مهن العالم لن تغير له خنصرًا أو بنصرًا!!

الموظفون الذين يقضون ساعات طويلة على المكاتب يشعرون بعد حين بانحناءة في العمود الفقري والكتف ومثلهم التلاميذ الذين يحملون كتبًا ´تكسر ظهورهم ثم يطالبهم الأستاذ بأن يقفوا بشكل مستقيم  وألا ينحنوا لأحد في حياتهم مع أن كتب وزارات التربية تعلمهم الانحناء منذ نعومة أظافرهم.

تشوهات المهنة الجسدية كلها تهون أمام التشوهات النفسية والفكرية لكثير من المهن فالذين يعملون في مهن مثل الطب والسياسية والشرطة وأجهزة كشف الجريمة والمحاماة، يتعرضون لما هو أكثر أذى من ذلك. فهناك تشوهات لا ينفع معها علاج عندما تستقر في أعماق نفسيتهم وعقيدتهم الإنسانية.

 هذه الممارسات المشوهة يحصلون عليها في الخارج وهم يعودون بها إلى البيت.

فالدكتور يرى أن كل الناس مرضى ويحتاجون إلى علاج وهو بالتأكيد يريد أن يلعب دور المعالج، مع أنه وصل إلى مرحلة المرض والشرطي ومن هم في حكم عمله يعتقدون أن السجن سيكون خيارًا مناسبًا لمعظم الناس الأبرياء فالشك يفسره ضد المتهم لا لصالحه. وبالتالي فكل الناس مشكوك في سلوكهم إلى أن يثبت العكس عكس القاعدة الشهيرة. والمحامي لديه عقيدة راسخة بأن كل إنسان له قضية أو عليه.

 فالإنسان ما هو إلا قضية تمشي على قدمين تحتاج إلى رقم صادر ووارد وملف جلدة.

والصحافي ينظر للناس على أنهم مجموعة أخبار في صحف الصباح. منهم من يستحق أن يكون خبرًا على الصفحة الأولى. ومنهم من يكون خبرًا في صفحة الحوادث. وآخر في صفحة الوفيات...

فيا عزيزي كلنا مشوهون.. ومتشوهون بالمهنة.. وبعاهات المهنة!!

شعلانيات:

 احترس من الباب الذي له مفاتيح كثيرة!

 ليس مهمًا أن تحب.. المهم من تحب!

ما أسهل أن تكون عاقلاً.. بعد فوات الأوان!

 كل الظلام الذي في الدنيا لا يستطيع أن يخفي ضوء شمعة مضيئة!

خير لك أن تسأل مرتين من أن تخطأ مرة واحدة!