بريطانيا بحاجة إلى ربع مليون متطوع، والمتقدمون فاقوا نصف المليون!

4. النجمة البريطانية ( كلوديا جرانت) تتطوع للمساعدة
1. متطوعون فاقت أعدادهم التوقعات
5. متطوعون من كل الأعمار
2. المتطوعون يقدمون المساعدة لكبار السن
3. عودة المتقاعدين إلى المستشفيات
6 صور

في ظل تزايد حالات الإصابة بفايروس كورونا المستجد وما يسببه من ضغوط هائلة على نظام الخدمات الصحية البريطانية (NHS) دعا وزير الصحة البريطاني (مات هانكوك) المواطنين للتطوع فيما أسماه (جيش الصحة الوطني) من أجل مساعدة النظام الصحي وإعانته في جهود مكافحة الوباء وتخفيف بعض العبء عن العاملين فيه، وقد حدد في مناشدته رقم (ربع مليون) متطوع كحاجة ماسة في الوقت الحالي ولكن ما كان مثيراً للدهشة أن المتطوعين قد تسابقوا لتسجيل أسمائهم بعد دقائق معدودة من هذه المناشدة، ووصل العدد في زمن قياسي إلى أكثر من نصف مليون متطوع، أي ضعف العدد المطلوب، وهذا ما دفع رئيس الوزراء البريطاني إلى تقديم شكر خاص لكل متطوع نيابة عن البلد بأكمله، وأشار إلى الأدوار التي سيلعبها المتطوعون والتي قد تبدو بسيطة ولكنها بالغة الأهمية، فما هي مهام هؤلاء المتطوعين وما الذي دفعهم إلى التطوع؟


تسابق من أجل تقديم المساعدة

6547346-1016967613.jpg


قبل البدء بحملة التطوع كانت وزارة الصحة البريطانية قد تواصلت مع الأطباء والعاملين في مجال الصحة من المتقاعدين وتاركي الخدمة وناشدتهم بالعودة إلى العمل وقد استجاب أكثر من 120 ألف متقاعد لهذا الطلب كوجبة أولى، وتركوا بيوتهم دون تردد والتحقوا بالمستشفيات الميدانية، ومنهم أطباء وصيادلة وممرضين وعاملو خدمة، وكذلك فعل طلاب الصفوف المنتهية في كليات المجموعات الطبية ممن تطوعوا، ليكونوا في الخطوط الأمامية في مواجهة هذا الفايروس، ثم جاءت الدعوة الأخيرة للمتطوعين الذين لا علاقة لهم بحقول الطب، ممن ستلقى على عاتقهم مهام أخرى تساهم في استراتيجية القضاء على هذا الفايروس، ومنها نقل المرضى إلى المستشفى، وإحضار الطعام والدواء لحوالي مليون ونصف من البريطانيين المعزولين في منازلهم من كبار السن، وممن يعانون من ظروف صحية حرجة، والحوامل وآخرين ممن طُلب منهم حماية أنفسهم من الفيروس، عن طريق البقاء في المنزل لمدة 12 أسبوعًا، كما يعمل المتطوعون في مساعدة الصيدليات في توزيع الدواء على البيوت، والتحدث هاتفياً مع الناس المعزولين، من أجل التخفيف من مشاعر الوحدة، وأيضاً توفير وسائل النقل للمرضى الذين يتعافون من المرض، ويتهيؤون للخروج من المستشفى والاستقرار في منازلهم.


لحظات تاريخية لا تتكرر

6547351-1680087374.jpg


وقد وضعت السلطات الصحية بعض الشروط في قبول المتطوع، وأهمها أن يكون بعمر أكبر من 18 عاماً، وأن يكون بصحة جيدة، ومتواجداً في إنكلترا أو ويلز، وما على المتقدم إلا الدخول إلى موقع خاص، ووضع بياناته الخاصة، ومنها مكان تواجده والحقل الذي يريد العمل فيه، وما إذا يملك رخصة قيادة سيارة أو دراجة، وطبيعة تخصصه، ولعل المثير للاهتمام أن مزيداً من المتطوعين من الرجال والنساء وبمختلف الأعمار ما يزالون يسجلون أسماءهم، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى (750) ألف متطوع، ولعل من أوائل المتطوعين خبير التكنولوجيا (أليكس هاميلتون) الذي أشار إلى أنه يعمل من البيت حالياً، ولكنه يملك كثيراً من الساعات التي يمكن استثمارها في خدمة الناس، رغم أن زوجته مصابة بسرطان الثدي وتعاني من قلة المناعة، وشاركته الحماس النجمة (كلوديا جرانت) التي أشارت إلى أنها لا تقبل فكرة وجود إنسان بحاجة لمساعدتها دون أن تمد له يدها، فيما أكد شاب متطوع في العشرين من عمره إلى شعوره بالفخر لأن هذه واحدة من اللحظات التي لا تتكرر سوى مرة واحدة في العمر، وأنه سعيد لأنه يمكن أن يقوم بعمل يحدث فرقاً في حياة الناس، وربما يكون خطاً حاسماً ما بين الحياة والموت.