حصرياً نورا الصقلي بطلة وكاتبة مسلسل" ياقوت وعنبر" لـ"سيدتي نت": أحب أن أمثل ما أكتب

نورا الصقلي في دور "عنبر"
الممثلة المغربية نورا الصقلي
نورا الصقلي مع الممثلة حسناء طمطاوي
نورا الصقلي في مسلسل "ياقوت وعنبر"
نورا مع الممثل حميد الزوغي
5 صور

تألقت الممثلة نورا الصقلي في بطولة المسلسل الرمضاني "ياقوت وعنبر"،والذي يعرض حالياً وهو دراما اجتماعية تتمحور حول أم رزقت بست بنات وكل مرة تنتظر ولداً ارضاءً لزوجها ،وحينما حملت للمرة السابعة فكرت في استبدال البنت بولد وتم الاتفاق بهذا الشأن مع إحدى السيدات المعوزات ، وتتوالى أحداث المسلسل الذي لاقى الاستحسان وعن دورها ومساهمتها في كتابة السيناريو تحدثت إلينا نورا الصقلي رغم الحجر الصحي .

تقول لـ"سيدتي نت":" بداية الفكرة تعود للممثلة سامية اقريو ، طرحتها منذ ثلاث سنوات، أي مباشرة بعد انتهائنا من مسلسل "سر المرجان" الذي عرض سابقاً في رمضان ، تقاسمتها معنا سامية أنا والسيناريست جواد لحلو ،تتمحور حول أم تلد البنات فقط واضطرت في الولادة السابعة لاستبدال ابنتها بمولود ذكر ،ومن هنا بدأنا نبني شخصيات وأحداث المسلسل وقصصه ، هذه القصة مع الكتابة انتهت في ديسمبر 2019 حيث وضعنا اللمسات الأخيرة على السيناريو ، رحلة طويلة مع الكتابة التي لم تكن سهلة لأننا لأول مرة نكتب 52 دقيقة وهي شكل متعب وشاق في الكتابة لأن فيها مجهوداً مضاعفاً مغايراً تماماً لما تعودنا عليه في الكتابة في تجارب أخرى ولم تكن تتجاوز 30 دقيقة .وذلك بخلق عوالم للشخصيات وقصصها والحفاظ على توازن الحكي والسرد تباعاً عبر الحلقات ، أخذت المسألة جهداً كبيراً لكسب تحدي هذا العمل إن صح القول .

الم يكن ممكناً اختيار ممثلة أخرى لتلعب دورالزوجة والأم عنبر؟
لقد عملنا دائماً على الانخراط في كتابة الشخصيات التي نعيش حالها لنتمكن من تجسيدها كما يجب ،والكتابة جاءت رغبة في تمثيل أدوار نحس بها أكثر، لم نكتب لنتحول إلى كاتبات سيناريو بل لنجد أدواراً نسائية مكتوبة بنظرة فنية قريبة من إحساسنا وانفعالاتنا كنساء وتتلاءم في نفس الوقت مع إمكانياتنا ومؤهلاتنا كممثلات. كنا باستمرار نقع في مشاريع درامية تحمل أدواراً لا تمنحنا فرصة لعب شخصية متكاملة الملامح ، تكون لديك فكرة شخصية ولكنها ليست مفصلة كما ينبغي ، وقد تكون بلا روح ،لأنها في النهاية إنسان من دم ولحم مثلاً البنت البورجوازية التي تبكي باستمرار وتغرم وتكون ضحية تسير من طرف الأخر ، كنا نجد أنفسنا أننا هنا لأجل إعطاء لازمة لشخص آخر ،وحتى الآخر غير مكتمل الملامح .وجدنا أزمة في الكتابة ،لذا قررنا وانخرطنا في الكتابة واضطررنا لنضع أيدينا في العجين كما يقول المثل الفرنسي، ولا ننطلق من فراغ ، فلدينا تكوين أكاديمي في مجال الدراما وكيفية بناء الشخصيات والتشخيص ،لدينا رصيد معرفي كخريجات معهد أكاديمي لكي نمر إلى مرحلة الكتابة لأننا كنا نشعر باستمرار بنقص كبير في النصوص التي تمنح لنا .وكما لاحظتم فالمسلسل فيه شخصيات متعددة مع حيز لنا ككاتبات، وأصلاً هذا العمل كنا سنعتذر عن التمثيل فيه لان التصوير تأخر وتزامن مع مسلسل آخر "باب البحر" ، كان المفروض أن يعرض في رمضان على القناة الثانية ،وبسبب الحجر الصحي توقف تصويره.لكن المنتج أصر على أن أؤدي دور "عنبر" لأنه وجد من الصعب أن يجد ممثلة أخرى في تلك الفترة ،كما أنه اعتبرني أقرب إلى الشخصية لأنني مساهمة في كتابتها.نحن نكتب ونخلق عوالم وشخصيات لها بناء درامي تستوعب وجوها عديدة وهي أيضاً فرص عمل تمنح للممثلين .

كيف تجمعين بين مهمتي التمثيل والكتابة؟
التمثيل مهمة صعبة والكتابة أيضاً .وحين يلتقيان معاً فالمسألة صعبة للغاية،وكما سبق أن قلت كتابة هذا المشروع أخذت منا 3 سنوات، شخصياً عشت تجربة خاصة مع العمل ،فقد بدأ التصوير وأنا لازلت أضع اللمسات الأخيرة على سيناريوهات الحلقات الثلاث الأخيرة للمسلسل ،أكتب وأصور في نفس الوقت، فلا تتصوروا مدى الضغط النفسي والفكري الذي عشته ، كنت أنهض باكراً في الرابعة صباحاً لأكتب قبل أن أذهب للتصوير أو خلال فترات الراحة في البلاتوه ، عشت إرهاقاً كبيراً في هذه الفترة بين الإخلاص للمشاهد والتركيز على الدور، وفي نفس الوقت الانتهاء من الحلقات الأخيرة للمسلسل .لم أتنفس الصعداء إلا حينما أتممت الكتابة وتفرغت لدوري كممثلة.المهمة كانت شاقة فعلاً.

وأنت تتفرجين على المسلسل ماهي المآخذ إن صح التعبير التي تمارسينها على دورك من باب النقد الذاتي؟
لا أتفرج أبداً على نفسي أو على المسلسل ككل كمشاهدة عادية ، بل مشاهدتي للعمل هي في حد ذاتها عمل ،ألاحظ أدائي وأداء جميع زملائي وكل تفاصيل العمل من ديكور وصوت وتصوير،لذا في النهاية لا أتفرج .إن شئت أتفرج بمفهوم الفرجة هي حينما أشاهد عملاً لست فيه ،إذ ذاك أكون في موقع المتلقي العادي لأنني لا أكون جزءًا من العمل والمشروع.

ما هي الأعمال التي تتابعينها في رمضان؟
لأصدقكم القول فأنا لا أتابع مسلسلات رمضان ،أتابع الأعمال التي أكون اشتغلت فيها لممارسة نوع من النقد الذاتي وتصحيح الأداء،وأتابع من خلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أن ثمة انتعاشاً للدراما المغربية هذه السنة ،بعد رمضان أخصص وقتاً لمشاهدة المسلسلات في فترة وجيزة لآخذ فكرة شاملة عن الأعمال ،وأظن أن ذلك راجع للمنافسة القوية حالياً خصوصاً مع ظهور قناة عربية منافسة على أرض المغرب وتنتج أعمالاً مغربية .وهي مسألة صحية وستدفع الفنانين والمنتجين والقنوات لمزيد من البذل لإنجاز أعمال ترقى لانتظارات المشاهد المغربي ،فكفانا ضحكاً على الذقون والمشاهد المغربي اليوم راكم رصيده من المشاهدة ويدرك جيداً التمييز بين الغث والسمين ،يجب أن نتبنى الجودة ونحسن الأداء وإلا سنفقد المشاهد الذي أصبحت له خيارات أخرى عربياً وعالمياً ،خاصة مع قنوات المسلسلات والأفلام العالمية التي غزت البيوت. فمن مصلحة الجميع كل من موقعه بذل مجهود والاشتغال على جودة الأعمال لتطوير الدراما المغربية متمنية أن يكون القادم أفضل.

هل يستهويك دور الزوجة والأم في الدراما؟
ليس الدور في حد ذاته، بل البناء الدرامي للدور وكيفية كتابته ووقعه في القصة العامة هل هو مهم أم يمكن حذفه دون أن يغير في الأحداث شيئا ،أصبح لديّ هاجس الكتابة أكثر دون أن أنتبه إلى وظيفة الشخصية. الزوجة والأم لم ألعبهما كثيراً في الدراما وأي دور يمكن في تقديري أن يكون مهماً وله تأثير جميل على المشاهد إذا كان مكتوباً جيداً ويحمل رؤى وقيماً معينة .

ما هي الأدوار التي لم تقومي بها بعد؟
هي ببساطة تلك التي لم أؤديها بعد ،حتى في الدول المتطورة في هذا المجال، لا يمكن لممثل مهما كان محترفاً أن يجسد كافة الأدوار، لأن الشخصيات كثيرة ومتعددة وليست محدودة ،وهي أيضاً مرتبطة بالطرح والصياغة ،مثلاً دور الصحافية سأكتبه بطريقتي وصياغتي وقد يأتي سيناريست آخر يضعها في سياق مختلف تماماً وبأسلوب مغاير، ففي هذه الشخصية على سبيل المثال سنجد عوالم ومواقف وملامح شتى .وعلى ذكر الصحافية أتطلع شخصياً لأن أمثل هذا الدور وأتقمص دور صحافية ملتزمة تحقق في قضية ما،أحب مثل هذه الأدوار الحاملة لهم ما وقضية معينة. ومن موقعنا البسيط في كتابة السيناريو نتطلع دوماً لكي نخلق نوعاً من التساؤل لدى المتلقي ، هي دعوة صغيرة للمشاهد ليعيد النظر في مجموعة من المسلمات الخاطئة في حياتنا دون أن ننتبه لها ،خاصة فيما يتعلق بوضع المرأة في المجتمع ،هذا هو الهدف أن تكتب وأن تنبه الناس للتفكير في أمور يومية، أو على الأقل دغدغة التفكير وطرح التساؤلات التي تفضي إلى نوع من التغيير الإيجابي.

 

كيف تقضين شهر الصيام خصوصاً مع الحجر الصحي؟
رمضان عادة هو موعد سنوي أعيش فيه شبه اعتكاف: لا أحبذ الاشتغال في رمضان وأفضل التفرغ لهذا الشهر الكريم والتفرغ لأسرتي. وهذه السنة مع الحجر الصحي لا يفرق الحال كثيراً ، فالوضعية الراهنة ترغمنا على المكوث في البيت والتفرغ لذواتنا ولأسرتنا، أعتبر هذه الفترة فترة نقاهة أُلزم بها بني البشر ليعيدوا ترتيب أوراقهم، هي صرخة مدوية للتوقف قليلاً والتريث والتفكير في :إلى أين نحن ذاهبون ؟ هل الإنسان يسلك أنجع السبل؟ أم اننا صرنا نخبط خبط عشوائياً وكان لزامًا على الطبيعة أن تنتفض علينا .

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"