دراما رمضان في تونس: أخطاء بالجملة والممثلون يتفوّقون على مسلسلاتهم

مشهد من مسلسل اولاد مفيدة
مشهد من مسلسل قلب الذيب
افيش مسلسل 27
مشهد من مسلسل 27
مشهد مسلسل نوبة
افيش مسلسل نوبة
افيش مسلسل قلب الذيب
افيش مسلسل اولاد مفيدة
8 صور

اقتصر السباق الدرامي الرمضاني التونسي على عدد قليل من الأعمال وذلك بسبب أزمة كورونا التي أجبرت صناع الدراما على إيقاف عمليّات التصوير وهو ما أدى إلى عدم استكمال عدد من المسلسلات وانسحابها من السباق الرمضاني.
ولم تنج الأعمال التي تمّ عرضها على مختلف القنوات التلفزيونية من نقد الجمهور والمختّصين على حدّ السواء وذهب كثيرون إلى حدّ القول بأنّ موسم رمضان 2020 هو موسم للنسيان. في المقابل يصرّ منتجو الأعمال والمشاركون فيها على وصفها بالناجحة مستندين إلى نسب المشاهدة التي تعتبر في حدّ رأيهم أهمّ مقياس لمعرفة مدى نجاح أيّ عمل.
واقتصرت الأعمال الدراميّة على أربع مسلسلات هي" نوبة" الجزء الثاني للمخرج عبد الحميد بوشناق و "27" للمخرج يسري بوعصيدة و "أولاد مفيدة" الجزء الخامس من اخراج سوسن الجمني و"قلب الذيب" من إخراج بسام الحمراوي.


نصوص ضعيفة


انتقد عدد كبير من المشاهدين مضمون الأعمال الدراميّة التونسيّة وأكدّ كثيرون أنّ الدراما التونسيّة والتي هي دراما رمضانيّة، إذ يقتصر الإنتاج على شهر رمضان فقط، تعاني من مشكلة كتابة ونصوص، واستغرب كثيرون عدم التعويل على مختّصين مشهود لهم في هذا المجال. وفي هذا الصدد يقول الصحفي والناقد التونسي صابر بن عامر لـ"سيدتي" إنّ الأعمال الدراميّة ظهرت بمستوى ضعيف بسبب ضعف نصوصها مؤكّدا أنّ احتكار المشهد من أشخاص بعينهم أوصد الباب أمام من يمتلكون موهبة حقيقيّة.
ووجّهت الانتقادات بشكل مكثّف لعملي "قلب الذيب" وهو فانتازيا تاريخيّة ولمسلسل "27" ويتناول يوميّات فرقة عسكرية لمكافحة الارهاب، واعتبر كثيرون أنّ العمل الأوّل احتوى الكثير من الأخطاء التاريخيّة وذهب البعض إلى حدّ المطالبة بايقاف بثّه على اعتبار أنّه يسيء لتاريخ الكفاح الوطني ضدّ المستعمر الفرنسي ويزيّف الحقيقة ،وطالبت سيّدة تونسيّة في تدوينة على "الفايسبوك" ــ على سبيل المثال ــ برفع قضيّة للمحاكم ضدّ التلفزة الوطنيّة التي سمحت ببثّ المسلسل المسيء لتاريخ البلاد.
واضطرّ صنّاع المسلسل تحت ضغط الانتقادات لوضع عبارة "هذا العمل من وحي الخيال و لا علاقة له بالواقع" ودافعت منتجة العمل خولة سليماني عن المسلسل مؤكّدة أنّه فانتازيا تاريخيّة ولا علاقة له بالواقع مذكّرة بأعمال عالميّة كثيرة اعتمدت ذات المنهج.
و بلغ الأمر حدّ توجيه هيئة الاعلام السمعي البصري الهايكا( هيئة رسمية) تنبيهاً للتلفزة الوطنيّة التي تبثّ المسلسل مؤكّدة أنّه تضمّن مشاهد مسيئة لحركة المقاومة الوطنيّة ضدّ المستعمر الفرنسي.
وكتب الصحفي محسن عبد الرحمان مقالاً نقدياً بجريدة" الشروق "التونسية تناول فيه الأخطاء التي وقع فيها العمل مشيراً إلى أنّه " بغضّ النظر عن الأخطاء التقنيّة والفنيّة العديدة التي وقع فيها ،فهو عمل درامي بعيد عن الفانتازيا بمفهومها الفنّي ، وبعيد عن الدراما التاريخية التي تخضع بدورها لشروط معروفة أهمها احترام التاريخ الذي يفترض استشارة أخصائيين في المجال سواء فيما يتعلق بالأحداث و الشخصيات أو الأزياء و الاكسسوارات واللغة".
أمّا مسلسل"27" فقد اعتبر كثيرون أنّه علاوة على ضعف نصّه فانه يسيء للمؤسسّة العسكرية التونسيّة ويبيّض الارهاب في حين أن كاتب السيناريو يريد تكريم الجيش والاشادة ببطولاته و ذهب كثيرون لإجراء مقارنات بينه وبين المسلسل المصري "الاختيار" الذي يتناول تقريباً ذات الموضوع من خلال سرد حكاية شهيد الجيش المصري أحمد المنسي وكان موفقاً في ذلك.


تطبيع مع العنف


لم تخل المسلسلات التونسيّة لهذا الموسم من مشاهد العنف إلى حدّ أنّ هيئة رسميّة( الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، الهايكا )وجّهت تنبيهاً لتلفزيون "الحوار التونسي" مطالبة ايّاه بتأجيل بثّ المسلسل إلى ما بعد العاشرة ليلاً بسبب تضمنّه لمشاهد عنف.
ويقول الناقد صابر بن عامر في هذا السياق في حديثه ل"سيدتي" إنّ أغلب الأعمال الدراميّة التونسيّة لم تخل من مشاهد العنف اللفظي والمادي معتبراً إنّها تحاول أن تدفع المشاهد للتطبيع مع هكذا محتوى في حين أنّها أعمال تبثّ في شهر رمضان الذي تجتمع فيه العائلة معاً لمشاهدة التلفزيون.
ويدافع صنّاع الأعمال عن مسلسلاتهم مبرّرين الأمر بأنّها تنقل الواقع دون تجميل أو تزييف.


أخطاء مضحكة


من بين المآخذ على الأعمال الدرامية التونسية نجد أخطاء وصفها المشاهدون بالمضحكة وقع فيها مخرجو المسلسلات وتظهر تلك الاخطاء في الملابس التي لا تتناسب مع الحدث وبعضها متعلق بالديكور الذي لا يتماشى مع الحقبة الزمنيّة التي تدور فيها أحداث العمل. ومن بين أكثر الأعمال المنتقدة في هذا المجال مسلسل "قلب الذيب" الذي تعود أحداثه إلى فترة الأربعينات غير أنّ بعض المشاهد تضمّنت مؤثّرات وأكسسوارت حديثة لا تتناسب مع تلك الحقبة.
ونشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بعض الصور لمشاهد تضمنّت أخطاء من هذا القبيل بكثير من السخرية و التهكّم.
أداء مذهل
ورغم كلّ الانتقادات الموجهة للأعمال الدراميّة التونسية هذه السنة فانّ أداء الممثلين وخاصّة الشبّان منهم وأغلبهم قادم من عالم المسرح، كان محلّ اشادة كبيرة من النقاد أو الجمهور على حدّ السواء.
ويقول صابر بن عامر لـ"سيدتي": "نظراً لضعف المحتوى أجبرنا على التركيز على أداء الممثلين بشكل منفرد وقد كان متميّزا وبرهن كثير منهم على موهبة كبيرة وقدرة على تقمّص الشخصيّة واقناع المشاهد". واعتبر بن عامر أن أداء الممثلين تفوّق على كتّاب المسلسلات ومخرجيها وكان نقطة مضيئة في دراما رمضان 2020.

 

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"