الدور الأساسي لحليب البودرة المدعّم في النظام الغذائي اليومي للأطفال

4 صور

تعدّ مرحلة المدرسة سواء كانت في داخل حرم المدرسة أو التدريس عن بعد كما نشهد حالياً، من أهم المراحل العمرية التي يمر بها كل من الأهل والطفل سوياً. يتم خلالها نمو الطفل الجسدي والذهني والإدراكي، وبالتالي يجب الحرص جيداً على أن يكون نظامه الغذائي خلال هذه الفترة متوازناً يزوّده بكل حاجات جسمه المتزايدة من المغذيات الضرورية خلال فترة النمو. ويشكل الحليب المدعم البودرة جزءاً أساسياً من هذا النظام بفضل محتواه من المغذيات الأساسية للطفل في هذه المرحلة العمرية.

ومن الملاحظ أنه يبدأ بعض الأطفال في هذه المرحلة بالتمرّد على الأهل واتخاذ مواقف تدلّ على تمتعهم بشخصية مستقلة. هذا يرافقه تغيير في عاداتهم الغذائية كالتوقف عن تناول الحليب بهدف التفاخر بأنهم أصبحوا كباراً أو بسبب الملل من طعم الحليب أو كتقليد لأحد الوالدين أو الأصدقاء، أو لأنهم يتناولون الحليب السائل غير المدعم أو يستبدلون بالحليب العصير والمشروبات الغازية.
ويعتقد الكثير من الأهل أن الهدف الوحيد من تناول الحليب هو فقط الحصول على الكالسيوم الضروري للنمو، وأنه لا فرق بالمكونات بين أنواع الحليب سواء كان سائلاً أو مجففاً. وبالتالي يتجاهلون حقيقة أن الحليب البودرة يحتوي على أفضل صيغة من التدعيم وهو طبيعي وخالٍ من السكر والمواد الحافظة والملونات الصناعية. ويحتوي على البروتين الذي يضمن بناء كتلة عضلية سليمة والمحافظة على وزن صحي، والكالسيوم الضروري لبناء هيكل عظمي سليم وقوي، وفيتامين د الضروري لامتصاص الكالسيوم، وفيتامين أ الضروري لنمو الطفل وتعزيز مناعته. والزنك الضروري لأداء طبيعي لوظائف الجهاز المناعي بالإضافة إلى مجموعة فيتامينات ب الأساسية في مكافحة التعب والإرهاق. ولا ننسى فيتامين سي الذي يعزز المناعة ويتوفر بتركيزات صحيحة تساعد على ضمان امتصاص كامل للحديد يساهم في نمو الطفل الجسدي والذهني وتقوية مناعته للأمراض.
فبعض الحليب السائل لا يحتوي على فيتامين د وأ وسي، ومن الجدير بالذكر أنه لا يمكن إضافة الحديد إلى الحليب السائل، وحتى لو تمت إضافة المغذيات للحليب السائل فلن تصل للتركيزات الصحيحة التي يحتاجها جسم الطفل خاصة في مرحلة المدرسة والتي تضمن استفادة جسمه من كل هذه الفيتامينات والمعادن. وأن تناول الحليب السائل غير المدعم قد يعرّض الأطفال لعوز كثير من المغذيات الضرورية لجسمهم في هذه المرحلة. بالمقابل فإن الحليب المدعم البودرة مصمم خصيصاً لاحتياجات سن المدرسة، وبالتالي يجب أن يكون الخيار الأول.

المشاكل الصحية 


وقد أشارت دراسة حديثة إلى أن 80 % من الأطفال بين عمر 6- 13 سنة لا يحصلون على حاجات جسمهم اليومية من فيتامينات أ، د، هـ، والكالسيوم، ويعتبر عوز الحديد من أكثر المشاكل الصحيّة شيوعاً خاصةً في المنطقة. وبالتالي فإن اعتماد الطفل على تناول الحليب غير المدعم مجففاً أو سائلاً قد يعرّضه لمشاكل صحيّة كثيرة منها:
1. نقص النمو .
2. التعب والإرهاق.
3. فقر الدم بعوز الحديد.
4. ارتفاع معدلات الكسور العظمية وهشاشة العظام.
5. نقص الكتلة العضلية.
6. نقص المناعة.

فوائد شرب الحليب المدعّم

لذلك يجب أن يدرك كلّ من الأهل والطفل أنّ شرب الحليب المدعّم البودرة المخصص لعمر المدرسة بشكل يومي ومنتظم في مرحلة المدرسة، سواء كان الطفل في المدرسة أو البيت، ضروريٌ جداً لضمان نموّ صحّي وبناء عظام قوية. وبالتالي يجب على الطفل تناول كوبين من الحليب المدعم يومياً كما يتوجب على الأهل توجيه الأطفال لفوائد شرب الحليب المدعم والتي تشمل:
1- ترطيب الجسم وتزويده بجزء من حاجته من السوائل.
2- ضمان نمو جسدي وذهني سليم بفضل محتواه من الدهون الصحية والحديد والكالسيوم وفيتامين د، أ.
3- مكافحة التعب والإرهاق بفضل محتواه من مجموعة فيتامين ب.
4- بناء عظام وأسنان قوية وسليمة بفضل وجود البروتين وفيتامين د والكالسيوم.
5- المحافظة على كتلة العضلات وعلى وزن صحي بفضل محتواه من البروتينات وفيتامين د والكالسيوم.
6- بناء جهاز مناعي سليم بفضل محتواه من فيتامين سي وأ والزنك.
أخيراً يلعب الوالدان دوراً كبيراً في تشجيع الأولاد على عادات غذائية صحيّة فهم قدوة مثالية لأطفالهم، وبالتالي يجب عليهم توجيه أولادهم لأهمية شرب الحليب المدعم. فمثلاً يمكنهم تناول كوب الحليب الصباحي يومياً معهم على مائدة الإفطار، كما أنه من المفيد تشجيع الطفل على تحضير كوب الحليب الخاص به بنفسه كوسيلة لتشجعيه على الاعتماد على نفسه ممّا ينمي بداخله الشعور بأنه أصبح كبيراً.
* بقلم الدكتورة دانة الحموي، اختصاصية تغذية علاجية، حاصلة على شهادة الدكتوراه في الطب بجامعة دمشق وماجستير في التغذية الإكلينيكية وعلم التغذية بجامعة شيفيلد في المملكة المتحدة.