طبيب مصري ترك والده المشلول وطفليه وقضى العيد مع مرضى كورونا

الطبيب أحمد المناخلي
الدكتور أحمد المناخلي
المناخلي
3 صور

لم يتردد الطبيب أحمد جمال المناخلي في تلبية نداء الواجب والانضمام إلي الطاقم الطبي داخل عزل كورونا في مستشفي بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، وترك طفليه الصغيرين ووالده الذي يعاني من شلل الأطفال ويعتمد عليه كلياً فى الحركة والتنقل، ووالدته التي لم تستطع عمل أي شيء بدونه؛ فضلاً عن جدته المُسنة التي تعتبره نجلها وليس حفيدها، وتجاهل دموع زوجته؛ بل استجاب لنداء الوطن.
قضى الطبيب العيد بعيداً عن عائلته وطفليه مع مرضى كورونا، ففي الثاني عشر من مايو الجاري، تلقى الطبيب البالغ من العمر 31 عاماً، والذي تخرج في كلية طب الأزهر عام 2013، مكالمة هاتفية من مسئول التدريب بمديرية الصحة بكفر الشيخ، يخبره بأنه وقع عليه الاختيار ليكون بين الفريق الطبي الذي سيقضي 14 يوماً بمستشفى بلطيم للعزل، سيكون بين زملائه من أخصائيي الرعاية المركزة، وعليه تجهيز نفسه خلال 48 ساعة، المكالمة وقعت على مسامع الطبيب الشاب بصدمة، لكن واجبه لم يمنعه: «لما قالوا لي في التليفون اتصدمت، التوقيت قاتل بالنسبة لي، لكن فكرت لدقائق ورديت وقلت حاضر، دا واجب وطني، ومينفعش أتأخر عن الذهاب أبداً، وأن دوري أنا وجميع زملائي المشاركة في هذه الجائحة، اللي بتمنى إنها تعدي على خير».
مهمة بدأت لدى الطبيب، وهي سرعة تجهيز نفسه والذهاب للمستشفى: «بدأت أجهز مستلزماتي، اللي سأحتاجها معايا في مدة الحجر، ووصلت للمستشفى بعد الفطار مباشرة، واستلمت غرفتي، وتعرفت على زملائي من باقي الفريق، وفي اليوم التالي نزلت مع أحد الزملاء؛ للتعرف على الأماكن في المستشفى، وطرق وأماكن لبس الواقيات، وأيضاً المسارات المخصصة للحركة داخل المستشفى والأماكن المخصصة للملابس والتعقيم، وفي نفس اليوم استلمت العمل، وبدأت في اللبس والصعود إلى غرف العناية المركزة لمتابعة الحالات المحجوزة بها، وما أن وصلت إلى حجرة الرعايه المركزة، إلا وتلقيت اتصالاً هاتفياً من أحد الأقسام الداخلية المحجوز بها المرضى، بأن أتوجه بسرعة إلى القسم لوجود مريض في حالة حرجة، وعليّ إنقاذه،
والأصعب إني لما وصلت لأحد الأقسام علشان أشوف مريض محجوز، لقيته تُوفّي، وكان الموقف صعب، ضاق صدري، وجلست على الأرض باكياً وقلت لنفسي: دا أنا لسه أول نبطشية في أول يوم، أعمل إيه بس، يا رب دبرها من عندك».
يبذل الطبيب قصارى جهده مع زملائه من أجل إنقاذ المرضى، ويسعد لشفاء بعض الحالات؛ متمنياً أن ينتهي الفيروس دون حصد مزيد من الأرواح: «أبذل قصارى جهدي لراحة المرضى، ولرعايتهم أنا وزملائي، ونسعد بشفاء الحالات وخروجهم ونوثق لحظاتنا معهم عن طريق التقاط صور سيلفي للذكرى، وأتمنى أن ينتهى الفيروس دون حصد الأرواح، هؤلاء المرضى معزولون إجبارياً بسبب فيروس خفي».
يحاول المناخلي الاطمئنان على أسرته؛ خاصة مع رفض نجله عمر البالغ من العمر 4 أعوام، تناول الغذاء دون وجوده، لكنه يحاول إقناعه بمكالمات الفيديو كول عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «بتمنى نخلص ونرجع بيوتنا، أطفالي وحشوني، أول مرة أغيب عنهم أكتر من يومين، نفسي آخدهم في حضني، بطمن عليهم عن طريق مكالمات الفيديو كول، أتضايق لما عمر ابني يرفض يأكل أو ينام، متعودش حد يأكله غيري، بحاول أقنعه وأفهمه أني في مهمة وهجيبله لعب وشيكولاتة معايا».