بعض إيجابيات «كورونا»!

أحمد العرفج


نعم، نحن نعيش زمن «كورونا» بامتياز، لذلك، لا يعلو صوت فوق صوت «كورونا»، ومن هذا المنطلق، أُقدِّم بعض اللمحات والمنحنيات؛ التي التقطتُها من هذا الفيروس. وإذا كان أغلب الناس يتحدَّث عن «كورونا»؛ من الناحية السلبية، فقد حاولتُ أن أَنظُر إليه بطريقة إيجابية، وإليكم بعض هذه النواحي:
- كان المؤرخون يُسمُّون السنوات بأبرز أحداثها، «سنة الجُدري، سنة الغرقى، سنة الجوع... إلخ». سنة (٢٠٢٠) هي «سنة كورونا» بامتياز، وهي بالنسبة لنا، سنة للذِّكرَى والنسيان في نفسِ الوقت...!
***
- أجلس هذه الأيام في منزلي، وأتذكَّر شاعرنا «أبا العلاء المعري»، الذي كان لا يخرج مِن منزله، لأن الخروج لا فائدة منه، حيث يقول:
(وقَالُوا: قَدْ لَزِمْتَ البَيت جِدّاً...
فَقُلْت: لِفَقْد فَائِدة الخرُوجِ)!!!
نعم لم أنتفع بخروجي مِن المنزل كثيراً، ولكن جلوسي في منزلي؛ ساعدني على اكتشاف هواياتي واهتماماتي... فهل حاولتم - أحبَّائي - اكتشاف جماليات البقاء في منزلكم، ولذة العزلة «البسيطة»، التي تجعل الإنسان في مواجهة نفسه وروحه...؟!
***
- بعد الصدمات والكوارث والمتاعب، يُولَد الناس من جديد، وتتحوَّل الأزمات إلى مكاسبٍ وانتصارات، وقد قال الطبيب النفسي د. «جي ديتسكي»: (إن البشر يُظهِرُون قوتهم عند الأزمات، أما بعدها، فإنهم يُحقِّقون النمو في شتى المجالات في حياتهم، وهذا ما يُطلق عليه مصطلح «نمو ما بعد الصدمة»)... أنا واثقٌ أن أزمة «كورونا» ستمر، وبعدها سنُحقِّق النمو الذي نطمح إليه... اللهم آمنتُ بأن بعد «العُسر يُسراً»، نعم بعد «العُسر يُسر»...!
***
- أصبح العالم قرية صغيرة، فإذا عطست الصين؛ أُصيب العالم بالزكام، و«كورونا» جاء ككرتٍ أصفر، ليُوقِف الركض العالمي نحو المتاهة... هذا الكرت يقول للناس: توقَّفوا قليلاً، وتعرَّفوا على «ذواتكم» وعلى أُسرِكُم، وعلى قيمة أوطانكم...!
***
- البقاء في المنزل شكلٌ من أشكال العزلة اللذيذة، وهي كذلك طريقة من طرق اكتشاف الذات، ومصادقة النفس... وأسعد الناس، مَن كان متصالحاً مع ذاته، وصديقاً لنفسه...!
***
«كورونا» ليس مرضاً، بل هو علامة استفهام كبرى حول:
‏1 - مهمة الإنسان في الحياة...!
‏2 - دور العمالة في المجتمعات...!
‏3 - قيمة الوطن، التي لا يعرفها الناس إلا في الأزمات...!
‏4 - إعادة ترتيب الأولويات...!
‏5 - تغيير نمط العيش والسلوك...!
‏6 - تسريع مهارة العمل والتعليم عن بعد...!!