(نصف المتعلم أخطر من الجاهل)

أحمد العرفج


تزخر الصحف كل يوم بمئات الأخبار التي تستحق التعليق والتوقف أو التحليل والتفسير.!


ومن هذه الأخبار الغريبة هذا الموضوع الذي نشرته الصحيفة الغراء صحيفة المدينة تحت عنوان: (المتعلمون ينقلون الشائعة أكثر من الأميين).!


وجاء فيه: أن الشائعة تنتقل بين المتعلمين أصحاب الشهادات أكثر من أصحاب الشهادات المتدنية أو الأميين، وبرر متخصص في علم الجريمة ذلك بأن أصحاب الشهادات يستخدمون الأجهزة الذكية أكثر من غيرهم ويتناقلون الأخبار أسرع....... إلخ).!


منذ سنوات طويلة وأنا أردد أن المتعلم أكثر ضرراً من الأمي؛ لأن الأمي يعرف حدود جهله، ودوائر الظلمات التي يعيش فيها.. فلذلك هو لا يخرج للناس حتى لا يكتشفوا خطأه، بينما المتعلم بغرورٍ من التعليم وثقته بنفسه جعلته يوزع الشائعات هنا وهنا دون تفكر أو تأمل.!


إن المتعلم الذي لا يعرف واجباته ومسؤولياته ينطلق في الميدان ناشراً الضرر والإثم والعدوان في كل بيئة يذهب إليها، وقديماً قال الفلاسفة: (إن الحديد لا يجرح، ولكنه إذا تعلم وتحضَّر وصار سكيناً أصبح يقطع ويؤلم ويجرح).!!


وفي النهاية أقول:
إنني لا أخشى من الأمي، فهو مثيرٌ بجهله، وجاذبٌ بصمته، ولكن ما يزعج هو المتعلم الذي لا يعرف واجباته وحدوده وأيضاً ينشر الكلام دون أن يتأكد من صحته، ولعله إذا نشر شيئاً وضع عبارة (كما وصلني) من باب إبراء الذمة وحتى يصنع لنفسه طريقاً للرجعة..!
وقد قال غازي القصيبي رحمه الله: (نصف المتعلم أخطر من الجاهل)..!!