أثر جائحة كوفيد-19 على الأطفال في 2020

ألقى وباء كورونا بظلاله على جوانب عديدة من حياة الأطفال والمراهقين، أبرزها إغلاق المدارس. وبحسب منظمة اليونيسكو، فإن الوباء تسبب في انقطاع 1.6 مليار تلميذ في 190 دولة حتى الآن عن التعليم، وهذا يمثل 90 % من أطفال العالم في سن المدارس.

أغلب الظن أن حياة معظم الأطفال لن تعود لطبيعتها في الأشهر القليلة المقبلة. وإضافة إلى الانقطاع عن الدراسة، ستؤدي الضغوط النفسية التي تفرضها العزلة في ظل الحجر الصحي، إلى تبعات جسيمة، مثل تأخر النمو المعرفي والعاطفي والاجتماعي. وقد تزيد هذه الضغوط في مرحلة المراهقة من مخاطر الإصابة بالأمراض النفسية.
ولحسن الحظ، فقد نجا الأطفال حتى الآن إلى حد كبير من أشد أعراض هذا المرض حدّةً إلا أن حياتهم انقلبت رأساً على عقب.

التعليم

التعليم عن بعد أقل جودة

جميع الطلاب تقريباً لا يذهبون الآن إلى المدرسة. ويمارسون التعليم عن بعد وهو أقل جودة، وحتى هذا أيضاً هذا غير متاح للجميع خصوصاً في البلدان التي تكون فيها خدمات الإنترنت بطيئة وباهظة التكلفة.
ونظراً لأن دراسة نرويجية خلصت إلى أن الوقت الذي نقضيه في التعليم يؤثر على مستوى ذكائنا في مرحلة البلوغ، فإن الانقطاع عن الدراسة سيكون له تبعات جسيمة على القدرات المعرفية للطلاب ستلازمهم طيلة حياتهم.

الغذاء

ضعف النظام الغذائي

حسب تقرير الأمم المتحدة فإن حوالي نصف مجموع عدد التلاميذ على الصعيد العالمي؛ يعوِّلون على المدرسة للحصول على مصدر للتغذية اليومية بشكل منتظم مما يزيد مشكلة التقزم وسوء التغذية عند الأطفال، هذا بالإضافة إلى الآثار الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة على الأسر.

الآثار النفسية

العنف الأسري

مع خروج الأطفال من المدارس، وفي ظل الحجر المفروض على مجتمعاتهم المحلية وتزايد حدة الركود العالمي، تزداد مستويات إجهاد الأسرة.
وقد يكون الأطفال ضحايا فيما يخص حوادث العنف المنزلي والاعتداء في ظل الحجر الموجود، كما أن الوقت المتزايد وغير المنظم الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت قد يعرضهم لمحتوى ضار وعنيف.

الصحة

ضعف الرعاية الصحية

بالرغم من أن الأطفال أقل عرضة لمضاعفات مرض كوفيد 19 وأقل في نسب الوفاة بكثير مقارنة بالكبار، إلا أنهم تأثروا بشكل غير مباشر وبصورة كبيرة من هذه الجائحة حيث أدى انخفاض دخل الأسر إلى إجبار الأسر الفقيرة على تقليص نفقاتها الصحية والغذائية الأساسية، وهو ما يؤثر بصفة خاصة على الأطفال فقد توقفت حملات التحصين في ما لا يقل عن 23 بلداً.
وعندما تتحمل الخدمات الصحية عبئاً يتجاوز طاقتها، تقل فرص حصول الأطفال المرضى على الرعاية الصحية.
وهذا ما حذرت منه المنظمات الدولية وما سوف نواجه عواقبه في الفترة القادمة مما يحتاج تضافر الجهود للخروج من هذه الأزمة.