ثلوج وبَرد في مناطق جبلية بالمغرب يعزز قيم التضامن

ثلج على قمم جبال جنوب المغرب
ثلوج المغرب
ثلوج كثيفة
3 صور

عرف المغرب تقلبات جوية كثيرة مع موسم الشتاء الذي سجل انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة وسقوط ثلوج بمناطق جبلية لم تشهد مثل هذه الثلوج لسنوات خلت.

ويحاول سكان الجبال في القرى، التأقلم مع الجو وتتخذ العديد من التدابير من أجل مواجهة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية على السكان.

وتظل النساء في واجهة الحدث من أجل التخفيف من هذه التداعيات حيث يقمن بالعديد من الأعمال الاستباقية التي تقلص من تداعيات موجة البرد والتساقطات الثلجية الكثيفة التي تسجل أرقاما قياسية.

ففي منطقة إملشيل القريبة من مدينة تنغير (جنوب شرق المغرب) تقطن ساكنة محلية تحاول أن تجيب على إكراهات هذا الواقع الذي تفرضه قساوة الجو.

وترى فاطمة ألنيف، وهي امراة قروية تقطن قرية ملشيل أن هذه الظروف المناخية التي تؤثر على الحياة اليومية للقرويين والفلاحين، تحتم عليها كل مرة للتأقلم معها لكي تستمر في الحياة بدون مشاكل. حيث تقوم باستعدادات مسبقة لكي تمر بدون خسائر، خاصة أن فترة الشتاء بانقطاع بعض المحاور الطرقية ونقصان التزود بالمواد الغذائية بفعل قلة حركة نقل البضائع، فتعمد إلى تجميع الحطب للتدفئة وتنظيف الأغطية الشتوية وإعداد الألبسة الدافئة، خاصة بالنسبة للأطفال والتلاميذ الذين يتوجهون إلى المدارس البعيدة.

ويقوم سكان المنطقة بتجميع كل المؤن والحاجيات الغذائية التي يحتاجون إليها في هذه الفترة من السنة، وتكتسي جبال الأطلس المتوسط ومناطق الجنوب الشرقي وجبالها البياض، حيث تحمل معها تباشير موسم فلاحي جيد على الرعاة والمزارعين الذين يؤكدون أنها دلالة على التزود بالماء طوال السنة.

وتنشر السلطات المحلية في هذه المناطق كاسحات الثلوج على طول المحاور الطرقية، متقدمة نحو بلدات عزلتها الثلوج، مع تنظيم تدخلات ميدانية في مختلف البلدات والقرى للإشراف على عمليات فك العزلة وتوزيع مواد الدعم الأساسية.

وتكتسى أقاليم هذه المناطق والمحافظات رداء أبيض بعد تساقطات ثلجية هامة تعرفها خلال فصل الشتاء، تمنحها جمالا خاصا لكن ظروف العيش الصعبة وعسر حال الأهالي تجعل حياة الشتاء قاسية.

وتؤدي هذه الظروف المناخية إلى إغلاق الأسواق الأسبوعية، وابقاء المواشي في اسطبلاتها بعد أن كسيت الثلوج المراعي، ولهذا تقوم الجهات المختصة بتوزيع الشعير المدعم على المزارعين للتقليص من نسبة الخسائر.

وتشمل تدخلات السلطات المحلية تقديم الدعم للأسر التي تعاني من قساوة الظروف الطبيعية بأعالي الجبال، والقرى النائية، وذلك في إطار تفعيل إجراءات المخططات المحلية للتخفيف من آثار موجة البرد والأضرار الناجمة التي يمكن أن تسببها الاضطرابات الجوية.



حماية المشردين



كما تعرف هذه المرحلة طرح إشكالية المتشردين والأشخاص دون مأوى الذين يعدون من الفئات الهشة بقضائهم ليالي البرد القاسية في ظروف صعبة للغاية.

وتقوم السلطات المحلية بأقاليم الجنوب الشرقي، التي تعرف تساقطات ثلجية كثيفة، بإيواء الأشخاص بدون مأوى من مشردين أو عابرين للإقليم، وذلك من أجل حماية هذه الفئة الهشة من المجتمع وتقديم كل المساعدات الضرورية في ظل موجة البرد.

ويتم التكفل بهؤلاء الأشخاص في المؤسسات الاجتماعية، مع توفير كل المستلزمات من إيواء ونظافة وأكل وتدفئة وعناية صحية، في ظل مراعاة جميع التدابير الوقائية اللازمة والاحترازية المعمول بها للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وتشارك في هذه العمليات جمعيات مدنية تنظم حملات لجمع المساعدات العينية المتمثلة في توفير الأغطية والأفرشة والملابس المستعملة والوجبات الغذائية، من أجل توزيعها على المشردين والأشخاص في وضعية الشارع.

كما تعمل على إعداد خطط مستقبلية للتحكم في خرائط ونقط تجمع المشردين من أجل تقديم العون والدعم العاجل وإعادة تأهيلهم مستقبلا. وتشمل الأعمال أيضا تنظيم حملات طبية متنقلة، وذلك في سياق مواجهة موجة البرد القارس التي يعرفها الإقليم خلال هذه الفترة، بمشاركة الأطر الصحية بشبكة المؤسسات الصحية الأولية وأطر المراكز الصحية المحلية.