حوار: عواطف الثنيان
تصوير: فراس الشيخ ، حسن آل قيصوم
- تجربتك في هذا المجال كيف بدأت ؟ وممن تأثرت على المستوى الشخصي؟
بدأتُ مشواري الفني وأنا طفل صغير متأثراً بوالدي رحمة الله عليه الإعلامي والأديب المشهور أ. شاكر الشيخ , أحد أهم رواد الحركة الثقافية والفنية والإعلامية في المنطقة الشرقية ، لما تميز به من خبرات في كافة المجالات الفنية والثقافية وشغل منصب , مديراً لجمعية الثقافة والفنون في الاحساء, ورئيس تحرير لمجلة الشرق , ومدير تحرير ورئيس القسم الثقافي في جريدة اليوم, رافقت والدي منذ طفولتي في جميع المحافل الثقافية والفنية ومنها العروض المسرحية، والحفلات الموسيقية والغنائية الشعرية وغيرها فعشت هذه الأجواء وأحببتها، ودخلت فيها منذ الطفولة .
ومن ضمن هوايات والدي المتعددة العزف على آلة العود , ومن هنا انطلقت في الدخول لعالم الفن, فكنت ذاك الولد المشاكس الذي يلعب دائماً بتلك الآلة لدرجة أن أصل أحياناً لكسرها .
وبدأت مداعبتي على أوتار العود بشكل أستطيع أن أطلق عليه (عشوائي ) حتى وصلت إلى مستوى جيد تمكنت بعدها من إقامة بعض من الأمسيات الموسيقية خارج المملكة وداخلها كعازف منفرد..... بدأتها بالعود وصولاً للكتابة والإخراج والتصوير والتلحين والتأليف الموسيقي، بالإضافة إلى تنظيم المهرجانات المنوعة والأمسيات الفنية والثقافية.
رفيق دربي
- ما الموهبة الأقرب لنفسك العود أو الكتابة والتأليف أو الإخراج؟
في الحقيقة لكل فن رونقه وحلاوته وأبعاده الجمالية ...لكن بالنسبة لي العزف على آلة العود أقرب لي من كل شيء, والسبب في ذلك بكون العود رفيق دربي , والصديق الصدوق, الذي لا استغني عنه .
- وأي المقطوعات تفضل؟
ليس هنالك مقطوعات محددة ..فأنا منفتح على جميع موسيقى العالم المتنوعة واستمتع فعلا بالاستماع لها والعزف على بعض منها , كأنني في رحلة حول العالم.
- حدثنا عن فكرة تأسيس بيت الفانين وما أهدافه؟
" بيت الفنانين " يهدف لإبراز ونشر ما يخص الجانب الثقافي والفني والموروث الشعبي بالمنطقة الشرقية , ورعاية مثقفي وفناني المنطقة الشرقية من المخضرمين والمهتمين بإظهارهم بالصورة التي تليق بهم وبمستواهم, بالإضافة لدعم المواهب الشابة وتوجيههم تحت إشراف متخصصين لإبراز مواهبهم , وتمثيل ثقافة وفنون وموروث المنطقة الشرقية الشعبي محلياً وعلى مستوى المملكة , وكذلك تمثيل المملكة في المحافل العربية والدولية بما يخص جانب الثقافة والفنون والموروث الشعبي.
هاجس المواهب
- كيف تقيم المواهب الفنية لدى الشباب السعودي من الجنسين ؟ وماذَا ينقصهم ؟ وما هي نصيحتك لهم؟
تلك المواهب بقدراتهم الفذة من الجنسين هي من حرك عندي هاجس التجمع وإنشاء كيان لهم لإظهار مواهبهم وإخراج قدراتهم للجمهور.
وحول الذي ينقص اي موهوب بشكل عام هو " المكان " الذي يحتضنه ويصقل موهبته ويظهره بالشكل اللائق.
ونصيحتي لأي موهوب وفي أي مجال أن يكون عنده الإرادة والعزيمة والتحدي للوصول لهدفه، بالإضافة إلى تقوية قدراته بالتعليم على سبيل المثال الالتحاق بدورات لتنمية موهبته كهاوي.. وبالنسبة لمن يريدها احترافاً فنصيحتي أن يلتحق بمعهد أو جامعة ليخصص بنفس المجال .
- الشعب السعودي له علاقه وثيقه بالموروثات الشعبية ...كيف ترى ردة فعل المجتمع السعودي حيال الفن والموروث الشعبي؟
المجتمع السعودي مجتمع ذويق ومتعطش لجميع الفنون بشكل عام خاصة بأنه حُرم من بعضها فترة من الزمن.
وبالنسبة للموروث الشعبي فالمملكة تزخر بتلك المورثات الجميلة والعديدة المنوعة في جميع أرجائها، وهي تمثل تاريخ وثقافة كل منطقة , فمن الطبيعي أن نجد تعلق وحب المجتمع لتلك الفنون الأصيلة التي تمثلهم وتمثل تاريخهم , وكل ما أتمناه من الجهات المعنية أن تدعم تلك الفنون الأصيلة وأن تكون حاضرة في جميع المحافل.
-وبالنسبة لأبرز الإنجازات؟!
استطاع بيت الفنانين بتلك الجهود الفردية إنتاج بعض من الأعمال الفنية المصورة، منها (أوبريت شمس العيد)، أغنية وطنية (دولة عز) وفيلم قصير بمناسبة اليوم الوطني بعنوان (شهيد الوطن)، و( أوبريت أهلاً رمضان هل نورك ) وتم عرضها على منصة اليوتيوب وعلى مستوى المعارض والمهرجانات تم إقامة معرض تشكيلي للفنان السعودي العالمي عبد الستار علي الموسى، وزوجته الفنانة ناتاليا. بالإضافة إلى المشاركة في حفل ذكرى البيعة الخامسة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله بعنوان ( الشباب ثروة وطن ). ومؤخراً قدم بيت الفنانين أمسية فنية ثقافية منوعة بالتعاون مع المكتبة العامة بالدمام وعلى مسرحها، من غناء، وعزف، وتمثيل، وشعر، ورسم، وفنون شعبية نالت إعجاب الحضور
تجاوز العقبات
- ما الصعوبات والعقبات التي واجهت بيت الفنانين؟
" بيت الفنانين " لم يحظ باهتمام ولم يتلقى دعم أو رعاية من قبل أي جهة حكومية أو قطاع لذلك فإنه بأعضائه المميزين يحتاج لوقفة ولفتة من قبل الجهات المسئولة بتذليل بعض من العقبات كدعم ورعاية وتوفير مقر يحتضن البيت، حتى ينمو بالشكل الصحيح، ..وبشكل عام المنطقة الشرقية مليئة بالمخضرمين والمواهب، والثقافة والفنون الأصيلة المنوعة، وتحتاج فعلاً لتسليط الضوء عليها لتظهر في النور.
دور المسؤولين
- ماهي المعوقات التي تواجه موهوبي المملكة من وجهة نظرك؟
من الصعب أن أحكم لأن ما مررنا به في السابق كان صعباً خاصة على الموسيقى , لكن جهود الحكومة بتوفير مراكز للفنانين والمثقفين كجمعية الثقافة والفنون والنادي الأدبي أمر جميل تشكر عليه, وفي وقتنا الحالي نتأمل خيراً من وزارة الثقافة بهيئاتها الجديدة بمزيد من الاهتمام بفناني ومثقفي الوطن ودعمهم من قبل الوزارة والقطاع الخاص.
تجربة جميلة
-عطفاً على السؤال السابق ...كان لبيت الفنانين تجربة فنية مع المكتبة العامة بالدمام؟
نعم ...في الحقيقة أود أن أشكر مدير المكتبة العامة بالدمام الأستاذ بدر السالم على دعمه اللامحدود لأعضاء بيت الفنانين، بتوفير المكان لدعم مواهبهم، وإعطائهم الفرصة للصعود على خشبة المسرح ومقابلة الجمهور, وهذا حلم قد تحقق لمعظمهم ...كانت تجربة المكتبة العامة جداً جميلة فقد استفاد الكثير من المواهب الشابة , بصقل مواهبهم بإقامة ورش عمل ودورات تدريبية مبسطة استطاع بعدها الكثير من تلك المواهب مواجهة الجمهور على خشبة المسرح في حفل بيت الفنانين المنوع بالتعاون مع المكتبة العامة بالدمام وكانت تشمل الغناء، والعزف، والتمثيل، والشعر، والرسم، والفنون الشعبية، وقد نالت إعجاب الحضور.
وتلك التجربة في الحقيقة أثرت المشهد الفني والثقافي في المنطقة الشرقية وعلى مستوى المملكة وغيرت الكثير، لتصبح المكتبات في وقتنا الحالي منبراً للثقافة والفنون بشكل عام، عما كانت عليه في السابق>
-ما طموحاتك المستقبلية ؟
الطموحات كبيرة والمشاريع المزمع تنفيذها عديدة توقف بعضها بسبب تداعيات كورونا المستجد , بالتعاون مع المكتبة العامة بالدمام , أبرزها كرنفال بالإضافة إلى فيلم سينمائي ومسرحية وأوبريت وطني .
