إشراقة الأصفر في الديكور الداخلي

بعد سنة فائتة غامضة عاشها العالم، وسيطرت أخبار الجائحة السلبيّة عليها، حدّد "معهد بانتون للألوان" الرمادي الهادئ والأصفر المضيء لونيّ عام 2021، وذلك للإيحاء بالإشراق، وإشاعة الأمل. المزيد عن اللون الأصفر في معلومات مستمدّة من مصمّمة الديكور اللبنانيّة كارما شرف الدين.



سواء حلّ الأصفر المضيء على مزهريّة تتخذ مكانًا لها في المنزل أو على فستان ناعم أو حذاء أو ساعة أو قطعة من المجوهرات أو حتى دخل في تلوين الشعر... فإنّه يشيع الدفء والتفاؤل، ويعبّر عن الأمل والإيجابية.
لطالما كان الأصفر الذي يستخرج من الطين، لونًا حيويًّا عبر التاريخ؛ وفي هذا الإطار، تظهر رسوم على جدران الكهوف القديمة حضوره، علمًا أنّ استخدامه يرجع إلى نحو 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وتحديدًا إلى العصر الحجري الحديث، أيّام المصريين القدماء، الذين كانوا يغالون في التزيّن في الذهب. يعبّر اللون أيضًا عن الأبديّة والقوّة.
ومع مرور الزمن، صار الأصفر رمزًا للغيرة والخيانة والتزييف والمرض، لارتباطه بشحوب الوجه، والتهابات الجسم. وفي الفلسفة، يعتقد أن الربط بين الأصفر والغيرة يرجع إلى عامّة الشعب التي كانت تتملّكها هذه المشاعر السلبيّة من الملوك الذين كانوا يترصّعون بالذهب. ثمّ، ما لبثت هذه الفئة من الناس أن خانت طبقتها، وارتدت الملابس الصفر حتى توحي أنّها تنتمي إلى فئة أكثر رفعة، وبالتالي زيّفت هويّتها!
يدخل اللون الأصفر أيضًا في المواد السامّة، وهو يدلّ إلى الخطر، كما يستخدم في اللافتات التحذيرية لسطوعه. لكن، من النواحي الإيجابيّة، هو يحمل معاني السعادة والدفء، وهو كان كثير الحضور في لوحات تشكيليين كبار، كفينست فان خوخ (1853-1890).
إلى السعادة وضوء الشمس والفرح، تختلف دلالات الأصفر حسب البلدان، ففي اليابان هو صنو الشجاعة، أمّا في بعض مناطق المكسيك فهو يوازي الموت. وفي أوروبا وكندا والولايات المتحدة، هو يرتبط بالتسلية واللطف والعفويّة، وعلى النقيض منها إلى الغيرة والخيانة والاحتيال، وفي الولايات المتحدة قد يؤشّر إلى عدم الجرأة. أمّا في آسيا فهو مرادف للمجد والحكمة.
راهنًا، الأصفر شائع الاستخدام، في العالم الحديث، ومن قبل الإعلام، وهو يلمح إلى المعرفة.

تابعوا المزيد: ديكورات إضاءة حائط داخلية


سيكولوجيّة اللون


تستشهد مصمّمة الديكور كارما شرف الدين بمجموعة من الدراسات عن تأثير الألوان، وتحديدًا درجاتها، في السلوك البشري والمزاج، وتقول إنّه منذ أيّام المصريين القدماء، كانت الألوان من الوسائل المستخدمة في التحكّم في الشعوب.
مع تطوّر السيكولوجيا، توسّع العلماء في درس تأثيرات الألوان على البشر. مثلًا: قد ينصح المعالج النفسي المرء الذي يقصد عيادته تغيير الألوان في غرفة نومه، للتخفيف من حدّة العصبيّة التي يشكو منها.


الأصفر في التصميم والديكور


الأصفر لون دقيق عمومًا، ويجب حسن استخدام درجاته في التصميم والديكور، وبصورة ناعمة، حتّى يعكس الصفات الإيجابيّة، كالإشراق والفرح، ويحيل إلى سطوع الشمس في وقت معيّن من النهار. وهو قد يحلّ في المنزل، حسب المصمّمة، عن طريق كرسي أو جزء من السجّادة أو طاولة جانبيّة... ومع ملازمة المنزل طويلًا جرّاء الحجر الصحّي الوقائي من "كوفيد_19"، تحتاج غالبيّة الناس إلى الأمل الذي يبثّه. لكنّ المصمّمة شرف الدين تشدّد على الدرجة المناسبة منه، كالأصفر الخفيف على جزء من الجدران، والأصفر المطفأ في غرفة النوم، والدرجة الأكثر قوّة منه في المطبخ أو في مشلح على الكنبة أو وسادة أو تفصيل على الطاولة.
وتذكر أن الأصفر المضيء ينسجم مع الأبيض أو الأزرق أو الأسود أو الرمادي أو البيج.

تابعوا المزيد: أسقف جبس بورد حديثة