الجمهور... والنجوم الشباب

سهى الوعل- ناقدة فنية سعودية

صعوبة كبيرة يواجهها النجوم الشباب لإرضاء جمهور مواقع التواصل، وهي فئة من الجمهور تختلف كلياً عن الفئة الأخرى من الجمهور والتي تهتم أكثر بالفن وتهتم أقل بمواقع التواصل وما يحدث فيها!.

مؤخراً ومع إطلاق أولى أغاني ألبوم "حالة جديدة" للفنانة بلقيس، شاهدنا صداماً وغضباً كبيرين بينها وبين جمهور مواقع التواصل الذي كان يتهمها باقتباس بعض أفكار الفيديو الخاص بالأغنية من نجوم أجانب وهي في المقابل ترفض هذه الاتهامات خاصةً وأن مخرج الفيديو أحد أكثر المخرجين الشباب طلباً في مصر والوطن العربي حالياً وهو حسام الحسيني. الصدام ما بين الجهتين تطور حد التجريح في شخص بلقيس وعائلتها والسبب بعض الأفكار التي يقولون عنها مقتبسة بينما هي في الحقيقة ليست كذلك.

لم يتوقف الجمهور عند الفكرة الجديدة في الأغنية حتى ولو كان مختلفاً معها، لم يتحدث عن رأيه بمشاركة نجوم هيب هوب وبوب عرب معها، أو عن اللون الموسيقي الجديد الذي أدخله الفنان عبد العزيز الويس للأغنية كملحن، والكلمات ما بين البيضاء والفصحى وطريقة بلقيس في أدائها لها، وحقيقة أن الفيديو كفكرة يستحق المشاهدة، توقف فقط عند تفاصيل غير موجودة!

الجمهور في هذه الحالة لم يكن يُحبط بلقيس وحدها، لأن هذا ما يحدث مع معظم النجوم الشباب، فلا أحد يهتم لما يقدمون من تجديد أو أفكار قد تكون مهمة، كل ما يهتمون له هو إما كبار النجوم، أو نجوم من ثقافات أخرى، ولم يعد للنجوم الشباب فرصتهم سوى بصعوبة شديدة.

في 2019 قدمت داليا مبارك مع الملحن ياسر بوعلي ميني ألبوم (في حياتك مستحيل) والذي يُعتبر نقلة نوعية من ناحية الكلمات والألحان والتوزيع، لم يتوقف عنده الجمهور رغم أن هذا الألبوم وعلى صعيد المنافسة كاد أن يكون الأفضل، لكن لم يهتم أحد بما قدمته داليا التي لو كانت استفزتهم بفكرة مقتبسة لكان الجميع أصبح يتحدث عن ألبومها باهتمام مبالغ به، ويهاجمها!

حتى على صعيد الحياة الشخصية، هناك عايض والذي يُعتبر أحد أبرز المواهب الواعدة في الخليج، وزوجته الممثلة هبة حسين، تنتشر للاثنين عشرات المقاطع من حساباتهم الشخصية بشكل يومي لكن هل يعرف أحد إن كان أياً منهما يحضر لعمل فني جديد؟؟ بالتأكيد لا.. وهذا بالتأكيد أمر محبط للغاية خاصةً وأن عايض يحكي أحياناً بأريحية عما يحضر له لكن لا أحد يهتم!

معظم النجوم الشباب اليوم ينتظرون أن يصبحوا كباراً علهم يأخذون فرصتهم من الاهتمام، فهناك جيل فني كامل يشعر بالتهميش ويستشعر القسوة التي يتعامل بها معه الجمهور، وفي الحقيقة أننا كجمهور ولَدنا علاقة متينة مع جيل فني شاب من ثقافات أخرى، بينما لا تربطنا بنجومنا الشباب أي علاقة سوى إذا كان الأمر يتطلب شيئاً من القسوة!