العادات قد تصنع المخاصمات

أحمد العرفج

 

لازلت على يقين بأن العادات تشكل ثلاثة أرباع حياتنا وتسيطر على أفعالنا، وأنا لا أقصد هنا عادات السهر أو التدخين، بل أقصد أيضاً العادات الفكرية مثل، استدعاء الماضي وجعلة يسيطر على الحاضر.

وحتى أختصر الموضوع، اليكم هذه القصة الجميلة التي ذكرها السيد "روب مور" في كتابه ابدأ الآن وتحسن لاحقاً: " كانت لدي خطيبة سابقة، كانت مخطوبة قبل أن تعرفني، لنطلق على خطيبها السابق "ديك" وكانت تخبرني باستمرار " اعتاد ديك القيام بذلك الأمر، وأنا لا أحبه، توقف عنه، لا تكن مثله "، ثم كانت تقول" " لم لا تفعل هذا وذاك مثلما اعتاد ديك أن يفعل ؟

" حسنا إذن لم لا تغربين عن وجهي وتعودين إليه ؟ "

لم أقل هذا قط، ولكنني فكرت فيه، كنت جباناً، لا أعرف ما الذي فعله لها " ديك " ؟ ولكنه بالتأكيد خلف في نفسها انطباعاً كبيراً وأزلياً.

 فالعيش في الماضي - سواء أكان بمقارنة الشكل الذي كان عليه بالحاضر، أو عدم القدرة على التخلي عنه والمضي قدماً، أو الشعور بالحنين إليه، أو الذنب، أو الإحراج، أو الخجل، أو الاستياء – هو طريقة مؤكدة لعدم المضي قدماً، ويمكن للمرء أن يظل في مكانه سنوات، أو إلى أن يتراجع، إن البقاء هكذا على حالك فترة طويلة للغاية، ربما كان أمراً مضحكاً، أو مدعاة للأسى فالماضي قد ولى وانتهى، لا يمكن تغييره، ولكن ما يمكن تغييره هو الذكريات ومعانيها، والطريقة التي تشكل بها مستقبلك، فكلما أسرعت في تخطي الماضي، أصبحت حياتك أفضل، فليس من الضروري أن يملي ماضينا علينا مستقبلنا، ومع ذلك إنه يحدد مستقبل الكثيرين، فتلك المشاعر القوية المتجسدة في عدم القدرة على مسامحة الآخرين ( أو أنفسنا ) بسبب أخطاء الماضي لا تدمر سوى صاحبها.

 

في النهاية أقول:

لقد اختصرت هذه الفكرة في ناصية على تويتر أقول فيها:

"العادات قد تكون احدى أهم القضايا التي تحرض على الطلاق بين الزوجين، فاختلاف العادات يجلب المخاصمات، وحين يقارن الزوج زوجته الجديدة بالزوجة القديمة التي أعتاد عليها، أو حين تفعل المرأة نفس المقارنة، كل هذه العادات حين تحضر تجلب معها المخاصمات والمشاحنات