رائدة الأعمال السعودية لمى القصيبي: مواجهة التحديات تستلزم إرادة صلبة وعقلية استراتيجية

رائدة الأعمال السعودية لمى القصيبي

لمى القصيبي شخصية سعودية رائدة في الاتصال المؤسسي والإعلام الرقمي. بدأت مسيرتها المهنية قبل سنوات طويلة بالعمل في الصحافة، وتمكَّنت من نيل إعجاب القرَّاء بالموضوعات المهمة التي كانت تطرحها. عملت في القطاع الخاص، قبل أن تؤسس شركة مختصة في مجال الاستراتيجيات التسويقية والاتصال المؤسسي والإعلام الرقمي.استضافتها «سيدتي» عبر حوار تناول جوانب مهمة من التطورات التي تعيشها المملكة العربية السعودية فيما يخص تمكين المرأة. رافق اللقاء جلسة تصوير ملهمة في قصر المربع العريق الذي تم بناؤه على يد القائد المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله على الطريقة النجدية التقليدية ليصبح معلماً تاريخيا بارزاً في مدينة الرياض.


تصوير: سمر جابر Samar Jabr
تنسيق أزياء: وفاء الدخيل Wafa AlDekhail
مجوهرات: الرميزان VIP
مكياج: ريما ناصر Reema Nasser
شعر: ريما السعد Reema Alsaad
تم التصوير في قصر المربع
شكر خاص لدارة الملك عبدالعزيز
شكر لشركة أجواد للسياحة والرحلات

 

تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2092 من مجلة سيدتي

 

 لمى القصيبي
الإطلالة من علامة ليم Leem
المجوهرات من الرميزان VIP

بدايةً، كيف تفضلين التعريف بنفسكِ؟
صحافيةٌ سعودية، وأمٌّ لولدين. اتَّجهت للعمل في القطاع الخاص بوصفي مديرة إقليمية للتسويق، ثم العلاقات العامة، وحالياً أمتلك شركةً خاصة بي تختص في مجال الاستراتيجيات التسويقية والاتصال المؤسسي والإعلام الرقمي.


العمل الحر


لماذا اخترتِ مجال العمل الحر؟
أنتمي إلى أسرة تمتهن التجارة وقطاع الأعمال، ومع ذلك فضَّلت في بدايتي اكتساب الخبرة والتجربة حتى أخوض العمل الحر لاحقاً وأنا أمتلك كافة أدوات النجاح، والحمد لله، استطعت تحقيق عديدٍ من الإنجازات التي أفتخر بها، خاصةً أنني وجدت دعماً كبيراً من والدتي وأسرتي وأصدقائي، وروَّادٍ في عالم الأعمال الذين استفدت من رأيهم وتجربتهم الثرية.
ماذا يميز مجال عملكِ، سابقاً وحالياً؟
في الصحافة، كنت حريصةً على العمل الميداني، لأنه ساعدني في بناء قاعدةٍ من العلاقات والخبرات، والاحتكاك بالمجتمع، أما في مجال عملي الحالي، فأديره بنفسي، وأشرِف عليه عن قرب. في رأيي صاحب العمل، لا تقتصر وظيفته فقط على الإدارة، بل عليه العمل بنفسه، ومشاركة فريق العمل والإشراف عليه، ووضع الاستراتيجيات معهم، ومن جهتي، أتابع آخر المستجدات في مجال عملي لتطويره وتحسينه، وأؤكد أن تعزيز خبرات فريق العمل الأساس لنجاح أي مشروعٍ، مع أهمية تجاوز الصعوبات والتركيز على الإنجازات.


التحديات والإرادة الصلبة


ما الصعوبات التي واجهتكِ في بداياتكِ؟ وكيف قمتِ بتخطيها؟
يسمِّيها بعضهم صعوباتٍ، لكنني أراها تحدياتٍ، تستلزم التعامل معها بإرادةٍ صلبة، وجهد مضاعف، وفكر استراتيجي أشمل، والنظر إلى العثرات بوصفها فرصاً، يتعلم منها الإنسان، ويجب عليه قبل كل شيءٍ التوكل على الله.
كيف تقيِّمين المشروعات الصغيرة حالياً؟
السعودية من الدول المتقدمة في ريادة الأعمال، حيث وفرت كثيراً من التسهيلات لرواد ورائدات الأعمال، ودائماً ما تؤكد أنهم عنصر أساسي في الاقتصاد الوطني، ومن أهداف «رؤية 2030» رفع إسهام المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي من 20% إلى 35% بحلول عام 2030.
ما رؤيتك لمستقبل سيدات الأعمال في المملكة العربية السعودية؟
السعودية منذ زمنٍ طويل وهي تستثمر في تعليم وتأهيل المرأة، حتى أنها تبوَّأت ريادة تعليم البنات في العالم، وفي جميع التخصصات من دون استثناء، وما يدل على ذلك احتضانها أكبر جامعة بناتٍ في العالم، وهي جامعة الأميرة نورة، وقد قامت قيادتنا الرشيدة، بعد أن شاركت المرأة السعودية بفاعليةٍ وكفاءة في عددٍ من القطاعات، بتمكينها من العمل في قطاعات أخرى لتصبح شريكاً حقيقياً في المشروع التنموي الحضاري للبلاد في ظل رؤيتها الطموحة 2030، واستطاعت المرأة إثبات حضورها في جميع تلك المجالات.
ما الصفات التي لابد أن تتمتع بها رائدة الأعمال؟
عليها التحصُّن بالعلم أولاً، ثم الإيمان بإمكاناتها وقدراتها، والاستمرار في تطوير ذاتها وصقلها بالتجارب، مع عدم الانكسار أمام الفشل، فكلنا معرَّضون له، والتحلي بالصبر والإرادة القوية أمام أي عقبةٍ تعترضها.


رسالة ونصيحة

 لمى القصيبي
الإطلالة من المصممة بلقيس القضيب LA’BESO
المجوهرات من الرميزان VIP


ما رسالتكِ للمرأة السعودية؟
أقول لها: كوني واثقةً ومؤمنة بنفسكِ، وقبل أي شيءٍ عليكِ أن تعلمي أنكِ نصف المجتمع، وشريكٌ للرجل في تنمية مجتمعكِ وأسرتكِ.
من خلال تجربتكِ، بماذا تنصحين الراغبات في العمل الحر؟
أنصحها بالإيمان بمشروعها، وأن تعمل في المجال الذي تحبه، لأن حب العمل أولى خطوات النجاح، وتحدي اليأس والإحباط.
ما العوامل التي تساعد المرأة السعودية على النجاح في عالم المال والأعمال؟
هناك عوامل كثيرة، في مقدمتها فتح كافة المجالات أمامها، وتهيئة الأرضية المناسبة لعملها، لذا اقتحمت المرأة السعودية كافة القطاعات، وأثبتت نفسها فيها جميعاً، وأنصحها باختيار مجالٍ تحبه للإبداع فيه.

كيف ترين تمكين المرأة السعودية في مختلف المجالات؟
نحن في عصر تمكين المرأة السعودية وبروزها في جميع القطاعات، وقيادتنا الرشيدة منحتها الثقة الكاملة، وأوكلت إليها مناصب حكومية وسياسية رفيعة المستوى، وجعلتها تمثِّل البلاد في محافل دولية مهمة. المرأة السعودية اليوم شريكٌ فاعل في بناء الوطن.

تابعي المزيد: الأميرة هند بنت عبدالرحمن آل سعود: العمل التطوعي ليس تشريفاً بل أمانة ومسؤولية


المرأة السعودية لفتت الأنظار

 لمى القصيبي
 الإطلالة من المصممة بلقيس القضيب LA’BESO
المجوهرات من الرميزان VIP


يقال إن المرأة السعودية مرفَّهة، هل أنتِ مع هذه المقولة؟
هذه المقولة لا تتعارض مع كون المرأة السعودية مكافِحة، وأثبتت جدارتها وقدرتها على العمل وتحمُّل المسؤولية سواءً في القطاع الحكومي، أو الخاص، إلى جانب تميزها في مجال ريادة الأعمال. هناك أيضاً سيدات سعوديات يتحمَّلن مسؤولية عائلاتٍ كاملة، والنماذج على ذلك كثيرة.
من وجهة نظركِ، هل أنصف الإعلام المرأة السعودية؟
إعلامنا أبرز نجاحات المرأة السعودية إلى أن وصلت إلى الإعلام العالمي، واليوم تتسابق القنوات الإعلامية لإلقاء الضوء على الخطوات التي تتخذها السعودية لتمكين المرأة في جميع القطاعات والمجالات.
ما التجارب والخبرات التي خرجتِ بها من عملكِ؟
التجارب والخبرات كثيرة في مجالي بحكم العلاقات الواسعة فيه، كما أنه يسهم في تعزيز الثقة بالنفس. مجال العلاقات العامة بالذات يتطلب مهاراتٍ للتعامل مع الناس، وكسب ثقتهم، وتكوين علاقات جيدة مع مختلف فئات المجتمع، وعالم الأعمال عالم غني بالخبرات.

تابعي المزيد: سيدة الأعمال السعودية ندى باعشن تروي لـ «سيدتي» مشوار نجاحها في العمل والحياة


العمل والدراسة

 لمى القصيبي
الإطلالة من المصممة بلقيس القضيب LA’BESO
المجوهرات من الرميزان VIP


يرى بعضهم الممارسة العملية والموهبة الأساس وأهم من الدراسات العليا، كيف تردين على ذلك؟
بالتأكيد الخبرة مهمة، وهي تأتي بالممارسة العملية والتدريب، وهناك أعمالٌ تتطلب وجود خبرة مسبقة، في المقابل هناك أعمالٌ أخرى، يفضَّل فيها توظيف حديثي التخرج لسهولة تدريبهم وإعدادهم لسوق العمل. بالنسبة إلى الدراسات العليا، أرى أن مَن يحتاجون إليها هم الأكاديميون فقط، لأنها تضيع سنواتٍ، يمكن استغلالها في تلقي الخبرة العملية، لذا أنصح بدخول الدراسات العليا إلى جانب العمل.
سنوات الطفولة والدراسة، كيف أثَّرت في أعمالكِ؟
طفولتي جاءت مثل طفولة أي فتاةٍ سعودية أخرى، حيث مررت بحقب عدة من الزمن، خاصةً أنني أنتمي لجيلٍ عاصر نقلات هائلة في المجتمع حتى وصلنا إلى هذه المرحلة التي تعيش فيها السعودية أكبر نقلةٍ حضارية في تاريخها.


حاضر مشرق ومستقبل مزدهر


كيف تنظرين للمستقبل؟
نحن اليوم، ولله الحمد، نعيش حاضراً مشرقاً في ظل قيادتنا الرشيدة، ينبِّئ بمستقبلٍ مزدهر، بمشيئة الله تعالى، ونسابق الزمن للوصول إليه بسواعد أبنائنا وبناتنا، ونعيش رؤيةً، تهدف إلى استثمار ثروات ما فوق الأرض على حساب ثروات ما تحتها، كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لذا نرى أن السعودية تعيش مشروعاً ضخماً، طال جميع قطاعاتها من دون استثناء، هذا المشروع يستلزم كل طاقاتنا، ويخلق عديداً من الفرص الوظيفية، خاصةً في قطاع الأعمال أما المرأة السعودية، فقد وضعت أقدامها في هذا المجال بقوة عبر استثمارات متنوعة في المشروعات الكبرى والمتوسطة والصغيرة، وكلنا أملٌ في فتح مزيدٍ من المجالات التنموية أمامها.
مَن مثلكِ الأعلى؟
يشكِّل الوالدان دائماً المثل الأعلى لأبنائهما، وهما سر النجاح. أمي علَّمتني الصبر، والثقة في النفس، وحب العمل، ووالدي، رحمه الله، علَّمني الاستقلالية، حيث كان يوكل إلي كثيراً من أعماله، كذلك أستمد خبرتي من كل إنسانٍ ناجح، أرى فيه قدوةً.

تابعي المزيد: جلسة تصوير من قلب القديّة مع سيدة الأعمال السعودية دانة العلمي


العائلة والأمومة

 

 لمى القصيبي
 الإطلالة من المصممة بلقيس القضيب LA’BESO
المجوهرات من الرميزان VIP


كيف تقضين وقت فراغكِ؟
العائلة دائماً وأبداً تظل محور اهتمامي طيلة يومي، بما في ذلك أوقات الفراغ، كما أعدُّ السفر كسراً للروتين والنمطية وتجديداً للنشاط، لكن لفترةٍ قصيرة، وأمنح صديقاتي بعضاً من وقتي باعتبارهن جزءاً من العائلة الأوسع.
ماذا غيَّرت الأمومة في لمى القصيبي؟
الأمومة نقطة تحولٍ في حياة أي امرأة. بعد الأمومة أصبحت أفكر في المستقبل أكثر من السابق، وصرت أكثر نضجاً وتحديداً لأولوياتي، مع السعي إلى أن أكون قدوةً وصديقة لأولادي. أصبحت أرى العالم من منظور الأم التي تعمل من أجل أبنائها، وتفكر في مستقبلهم. أصبحت أهدافي أوضح وإصراري أكبر على تحقيقها.
ماذا خططتِ لأبنائكِ في المستقبل؟
أخطط معهم مستقبلهم، وأتابعهم من بعيد، وأترك لهم الخيار في جميع قراراتهم حتى يعتمدوا على أنفسهم، وعندما يواجهون أي عقبات، أنصحهم وأبحث معهم عن حلولٍ.
هل تفكرين في مساعدتهم باختيار مجالات دراساتهم؟
في صغرهم، كان استثماري الأكبر في دراستهم، وحينما وصلوا إلى المرحلة الجامعية، تركت لهم حرية اختيار التخصص، واكتفيت بنصحهم، والمشاركة معهم في التفكير.


دروس وعبر


أزمة كورونا، هل أثرت على الاقتصاد السعودي؟
جائحة كورونا وجَّهت ضربةً قاسية للاقتصاد في العالم كله، ويحتاج التعافي منها إلى فترةٍ من الزمن. الاقتصاد السعودي كذلك تأثر بهذه الأزمة، لكنَّ السعودية تداركت الموقف بحزمة قراراتٍ وتسهيلاتٍ للحد من الخسائر التي تكبدها القطاع الخاص، لا سيما المنشآت الصغيرة والمتوسطة، كما تحمَّلت حكومتنا الرشيدة، حفظها الله، المقابل المالي على المؤسسات بنسبة 60%، وقدَّمت وزارة العمل، والتجارة، والمالية وجهات أخرى تسهيلات كبيرة في هذا الجانب، ما خفف من آثار الجائحة على هذه المؤسسات.
ما الدرس الذي تعلمتِه من أزمة كورونا؟
أزمة كورونا جعلتنا نستشعر نِعم الله التي لا تعد ولا تحصى علينا، من أهمها الصحة، كما أدركنا كم أننا محظوظون بهذا الوطن الذي أثبت أن صحة المواطن تأتي في المقام الأول، حيث بذل الغالي والنفيس لاحتواء الأزمة، في وقت أخفقت فيه دولٍ كبرى في ذلك، وشخصياً شعرت أيضاً بجمال وجود العائلة وأهميتها.
كيف استفدتِ من الـ «سوشيال ميديا» في مجال عملك؟
الـ «سوشيال ميديا» من أهم أدوات العصر ولغاته، فمن خلالها أصبح التواصل أوسع وأكبر، وشمل كافة شرائح المجتمع وفئاته العمرية، بل واستطاع اختراق الحدود وتقليص المسافات، بما يسمح بإيصال أي رسالةٍ ونشرها بسرعة الضوء، لذا أهتم كثيراً بها، وأعدُّها إحدى الركائز الرئيسة لمشروعاتي.

تابعي المزيد: أضوى فهد لـ"سيدتي": تغلبي على السرطان أهم نقلة في حياتي وفيلم "حد الطار" تحدٍّ حمّلني المسؤولية


هوايات وذكريات

 

 لمى القصيبي
 لمى القصيبي


ما الدول التي تفضلين قضاء إجازتكِ فيها؟
أفضِّل الدول الهادئة، كما تستهويني الطبيعة والمباني القديمة، وأحب التعرُّف إلى الدول التي تمتلك حضارات عريقة، والجزر والمدن الساحلية.
موقف مرَّ بكِ ولا تستطيعين نسيانه؟
وفاة والدي وزوجي خلال السنة نفسها، رحمهما الله.
شخصية كنتِ تتمنين الالتقاء بها؟
الأمير سعود الفيصل، رحمه الله.
كلمة تفتقدينها ولا تزال باقيةً في ذاكرتكِ؟
كلمة «لمى» عندما كنت أسمعها من والدي، رحمه الله.
بمَن تأثرتِ في حياتكِ من النساء؟
لا يوجد اسم محدَّد هنا، لكنني أتأثر بطريقةٍ ما بأي سيدةٍ ناجحة، تُحدث أثراً إيجابياً في مجتمعها.
ما حكمتكِ في الحياة؟
قول الله تعالى: «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم».
ما هواياتكِ المفضلة؟
القراءة، ومشاهدة الأفلام، خاصةً الوثائقية، والسفر.
في كل عام، كيف تستقبلين شهر رمضان مع أسرتكِ؟
مثل أي أسرة سعودية أخرى، حيث «الجمعات العائلية» يومياً، خاصةً في بيت والدتي، التي أشاركها في إعداد أطباقٍ مختلفة، لا سيما السمبوسة التي أتخصَّص فيها، وطبق البف الذي تفضله العائلة من صنع يدي، إضافة إلى الأكلات التقليدية الرمضانية التي توجد على «سفرة رمضان» في السعودية، وأحرص في الشهر الكريم على عدم الخروج من المنزل كثيراً، ولست من هواة متابعة المسلسلات الرمضانية.
ما مشروعاتكِ المستقبلية؟
أبحث عن أفكارٍ جديدة غير نمطية، وهذا الأمر يتطلب مني متابعةً مستمرة لمستجدات العمل للخروج بأفكارٍ جيدة، وأسعى دائماً إلى تقديم مشروعات مبتكرة، تلبي حاجة المجتمع ومتطلباته، وبإذن الله تعالى سأعلن عن مشروعات جديدة في الوقت الملائم.

تابعي المزيد: حياة سندي تفتتح مقهى التعلم بالايسسكو وتتحدث لسيدتي عن مفاتيح النجاح