أضوى فهد لـ"سيدتي": تغلبي على السرطان أهم نقلة في حياتي وفيلم "حد الطار" تحدٍّ حمّلني المسؤولية

تصوير - أحمد مبارز



تتميَّز الفنانة السعودية أضوى فهد بالاحترافية في أداء الشخصيات التي تسند إليها، ما جعلها تثبت وجودها، وتضع بصمتها في الساحة الفنية السعودية ، وتشارك في عددٍ من أهم الأعمال وأضخمها. والتي ولاقت عليها إعجاباً وثناءً كبيرين من الجمهور.
ومؤخراً، فاز الفيلم السعودي "حد الطار"، الذي شاركت فيه، بجائزتين مهمتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثانية والأربعين، هما جائزة لجنة التحكيم الخاصة،وجائزة أفضل ممثل لبطل الفيلم فيصل الدوخي، وهو ما يعد إضافة للفنانة أضوى ويعزَّز من النجاح الذي تحققه في مسيرتها الفنية.

تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2083 من مجلة سيدتي

تصوير - أحمد مبارز 
ستايلست- إيمان الخميسي
Outfit- Flair boutique
ماكيير- دينا الكاشف
كوافير- مصطفى لطفي


الفنانة و"المودل" السعودية أضوى فهد، التقيناها في "سيدتي"، فتحدثت عن تفاصيل بداياتها وأعمالها الفنية ، وأبرز التحديات التي واجهتها خلالها.
كيف تصفين تجربتكِ في "حد الطار"، خاصةً أنه أول فيلمٍ روائي طويل لكِ؟
كان تحدياً قوياً بالنسبة إلي، رفعت فيه شعار "أكون أو لا أكون"، فلم يكن أمامي خيارٌ آخر، لا سيما أن ثقة المخرج والكاتب بي حمَّلتني مسؤوليةً كبيرة، لذا اجتهدت حتى أكون عند حُسن ظن الجميع بي، وتدرَّبت لأخرِجَ أفضل ما لدي.
بماذا شعرتِ بعد فوز فيلم "حد الطار" الذي شاركتِ به بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان القاهرة السينمائي؟
شعورٌ رائع لا يوصف. أتذكر جيداً كيف صرخت حينما رأيت المخرج يتقدم من جانبي في المدرج، ويعتلي المسرح، حينها تمنيت لو أقفز من السعادة التي أحسستُ بها، لكن لم أفعل ذلك كيلا أخسر "برستيجي" (وقاري)، واكتفيت بالهتاف والتشجيع، وتصوير مشهد تسلُّمه الجائزة لتوثيقه والاحتفاظ به ذكرى جميلة.
حدثينا عن الفيلم، ومَن يقف خلف نجاحه؟
تدور أحداث الفيلم داخل حي شعبي في فترة نهاية التسعينيات، حول قصة شاب كان أبوه يعمل سيافاً، وتضغط عليه عائلته، ليكمل مسيرة عمل والده، لكنه يقع في حب فتاة من بيئة أخرى تماماً، وهي الأفراح الشعبية، إذ تعمل والدتها مطربة أفراح.
أما من يقف خلف نجاحه فكل العاملين في الفيلم كانوا السبب في نجاحه، من أكبرهم إلى أصغرهم، لا سيما المنتج أحمد موسى، والمخرج عبدالعزيز الشلاحي ،والكاتب مفرج المجفل وزملائي الممثلين، والحمد لله، وفَّقنا الله لتقديم عملٍ جميلٍ.

عملتِ مع الفنان فيصل الدوخي في مسلسل "أم القلايد" وفيلم "حد الطار" الذي حصل من خلاله على جائزة أفضل أداء في مهرجان القاهرة السينمائي، كيف وجدتِ أداءه؟
فيصل مجتهدٌ جداً، ويتقمص جيداً الشخصية التي تُعطى له، ويجسِّدها بشكلٍ رائع، كما أنه طموحٌ، ويسعى إلى إعطاء العمل حقه كاملاً، ووجدته لا يهدف إلى الشهرة، أو المال بقدر حبه لتقديم فنٍّ راقٍ، ما جعله يترك بصمةً مميزة في المجال.


بداية المشوار

أضوى فهد


لنعد للوراء .. حدِّثينا عن بداياتكِ في عالم التمثيل؟
دخلت المجال الفني بالعمل "مودل"، وتدرَّجت فيه حتى وصلت إلى التمثيل في الإعلانات التجارية، ثم "السكيتشات" التمثيلية القصيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد تمكُّني من أداء الأدوار، أصبحت أشارك في "المسلسلات المنفصلة" إلى أن وصلت إلى السينما و"المسلسلات المتصلة".
في رأيك، كيف يثبت الفنان وجوده في المجال، ويصبح المرشح الأول للأدوار لدى المخرجين؟
سؤال جميل. يتمكَّن من ذلك حينما يعمل على نفسه، ويطوِّر من قدراته وأدائه في كل المسلسلات والأفلام التي يشارك فيها، ما يجعله مطلبًا للمخرجين والجمهور. هناك أيضاً دور للعلاقات العامة في إعطاء الأدوار للممثلين، لذا على الممثل أن يعمل بذكاء على هذا الجانب، وألَّا يكتفي ببذل مجهوده في الأدوار المقدمة له.
ما المعايير التي تقبلين من خلالها أداء دور امرأة كبيرة في السن، أو حامل، أو حتى بشعة؟
أقبل التغيير في شكلي وفق الدور المطلوب مني تجسيده، فأدائي الشخصية ليس استعراضاً لشكلي بقدر كونه تجسيداً للدور بحذافيره سواءً أظهرني جميلة أو بشعة، وفي اعتقادي هذا معنى التمثيل الحقيقي.


نصيحةً من ممثلةٍ قديمة

أضوى فهد
أضوى فهد


هل هناك خطوطٌ حمراء بالنسبة إلى الأدوار التي تقبلينها؟
نعم، هناك أمور عادية لم أكن معتادةً عليها، وكانت لدي صعوبةٌ في أدائها مثل دور رومانسي، أجسِّد فيه دور عشيقة شخصٍ ما، فكيف الحال بأمور أكبر؟! لكن مع الوقت استطعت كسر هذا الحاجز. كذلك، أؤيد السينما النظيفة، وأعتقد أنني سأستغرق وقتًا أطول حتى أعتاد على الحدود الطبيعية فيها بحكم المجتمع والعادات.
ما النصيحةٌ الفنية التي سمعتِها، وتعملين بها إلى الآن؟
سمعتُ مرةً نصيحةً من ممثلةٍ قديمة وقديرة، قالت لي: "لا تنجرفي في الأدوار، ولا توافقي على أي عملٍ فورًا، بل قومي بقراءته جيداً وفكري، وانظري إن كان يناسبك أم لا، بعدها قرري، ولا تجعلي أحداً يجبرك على تمثيل دور لا تريدينه". وحقاً أعجبتني النصيحة، وما زلت أعمل بكلامها إلى اليوم.


تجارب فنية

أضوى فهد
أضوى فهد


شاركتِ في مسلسل "ضرب الرمل"، مع الفنان خالد عبدالرحمن. ماذا أضافت هذه التجربة لمسيرتكِ الفنية؟
على الرغم من أن مساحة الدور كانت قليلة، وأثَّرت فيها جائحة كورونا كثيراً، إلا أنني تعلمت الكثير من مشاركتي في "ضرب الرمل"، كما سمح لي العمل بالتعاون والتعرُّف على أشخاص جددٍ في المجال، لم أكن على تواصلٍ معهم سابقاً، وبإذن الله، سأقدم أداءً أفضل في الجزء الثاني منه إن تأكَّد تصويره.

لاقى مسلسل "أم القلايد" أصداءً واسعة، كيف وجدتِه؟
تجربة "أم القلايد" كانت جميلة جداً من نواحٍ عدة، منها المناطق التي مثَّلنا فيها، وهي أبها، ورجال ألمع، و"الكرو" (فريق التصوير) المغربي، ما أتاح لنا تعلم ثقافات جديدة، والاطلاع على طريقةٍ مختلفة في التصوير، إضافة إلى جمال القصة، وروعة الممثلين المشاركين في العمل، وقد أحببت الشخصية التي جسَّدتها كثيراً، وهي فتاةٌ مسكينة، تريد التمرُّد على واقعها، لكنها في الوقت ذاته تخاف من هذه الخطوة، وتنتظر أن ينقذها شقيقها من أزمتها.
استضافة أعمالكِ على منصات عالمية، ماذا يعني لكِ ذلك؟
سعيدةٌ جداً بهذه الخطوة، كونها فرصةٌ رائعة للانتشار، لا سيما أن محتوى هذه الأعمال جيد.
كيف يختلف التمثيل في المسلسلات عن الأفلام وعن الإعلانات التجارية، وأي تلك المجالات الأقرب إليكِ؟
يختلف كثيراً، فالإعلانات لا تتطلب التحضير، ويتم تصويرها في يوم واحد فقط، أما المسلسلات والأفلام فتحتاج إلى مدة تحضيرٍ طويلة، والعمل على تقمُّص الشخصية، وتجهيز ملابسها وشعرها، وكل ما يساعد في تجسيدها بشكلٍ جيد، في حين تصل مدة التصوير إلى شهرين أو أكثر بحسب الشخصية، وعدد مشاهدها، وتبقى المسلسلات والأفلام الأقرب لي، مع تفضيلي الظهور في الأفلام أكثر.
ما الدور الذي ما زلتِ تبحثين عنه وتريدين تجسيده؟
أبحث عن تجربة أدوار الحركة والأكشن والتعقيد، لأن أغلب أدوارنا وقصصنا ذات "رتم" (إيقاع) هادئ. أريد أن أتحدى بها نفسي، وأكتشف قدراتي ومهاراتي.
ما أعمالكِ المستقبلية؟
هناك كثير من الأعمال التي عُرِضت عليّ وأدرسها حالياً، وسأعلن موقفي منها بعد الانتهاء من ذلك سواءً برفضها أو توقيع عقودها.
مَن قدوتكِ في المجال الفني؟
لم أختر بعد شخصاً ما يكون لي قدوةً فنية، وأحرص حالياً على اختيار الأفضل فقط.
ممثلٌ أو ممثلة تحلمين بأن يجمعكِ به عملٌ ما؟
هناك الكثير من الممثلين الكبار في الشام ومصر الذين أتمنى العمل معهم يوماً ما، منهم خالد سليم، فهو حب المراهقة، وأحمد عز، وجمال سليمان، وعبلة كامل، ومنى زكي، ومنة شلبي، وهاني عادل، وأحمد السقا.


قصة المرض والشفاء

أضوى فهد
أضوى فهد


تغلَّبتِ على مرض السرطان، كيف فعلتِ ذلك، وما الذي تعلمتِه من هذه الرحلة؟
رحلة الشفاء من هذا المرض الخبيث، كانت متعبةً وصعبة جداً، ويطول الحديث عنها، لكنَّ تغلُّبي عليه شكَّل أهم نقلةٍ في حياتي كلها، وقد علَّمتني هذه التجربة أن أعيش الحياة حيَّةً لا ميتة، وأن أستغل الحياة الجديدة التي وهبني إياها ربي، وأن أنطلق خلالها، وأحبها، وأحقق كل طموحاتي فيها بإصرار، وأن أرى الأمور من وجهات نظرٍ مختلفة، وألَّا أبخس نفسي حقها أبداً، وأن أكون واثقةً منها، ليسخِّر لي ربي خلقه وعباده، ويستجيب دعائي. وقد أصبت بالسرطان مرتين في العام نفسه، واضطررت إلى أن أجري عملية زراعة نخاعٍ، جعلتني أرقد في المستشفى لمدة شهرين، لم يزرني فيهما أي أحدٍ، ولم يدخل عليَّ سوى الفريق المختص، وهم معقَّمون بأعلى درجة، لأن مناعتي كانت صفراً بمعنى لو "سعل" شخصٌ أمامي لتسبَّب في وفاتي.
ما أهم عملٍ قدمتِه في 2020، وكيف مرَّ هذا العام عليكِ؟
كان سيئاً جداً بسبب جائحة فيروس كورونا، ووفاة جدتي، رحمها الله، نتيجة إصابتها بالمرض، وظروف حظر التجول، ومع ذلك كانت هناك أحداثٌ جميلة، منها مهرجان القاهرة السينمائي، وفوز فيلمنا فيه بعدد من الجوائز.

خلال فترة الحظر، ما أكثر شيءٍ شعرتِ بالحنين إليه، وكيف قضيتِ تلك الفترة؟
شعرتُ بالحنين كثيراً إلى حضن أمي، وأكثر ما أردته خلال تلك الفترة العصيبة النوم، وكنت أخبرها بذلك حينما كانت تزورني، وتقف خارج باب الغرفة، وتتظاهر بالقوة حتى تهوِّن عليَّ الأمر، وقد أخبرتني شقيقتي بعد خروجي من المستشفى أن والدتي حينما كانت تتجاوز الباب تنهار لأنها لا تستطيع فعل أي شيءٍ لي، لذا حينما عدت إلى البيت احتضنتها كثيراً لأعوِّض هذا الشعور، وودَّعت بالتدريج العائلة الخيالية التي كانت تعيش في عقلي لتسلِّيني.


الزواج خطوة عظيمة

أضوى فهد
أضوى فهد


يوم زواجكِ، ما أحلامكِ فيه، وماذا تخططين له؟
كنت أحلم أن يتَّصف زواجي بالفخامة ، وأن يكون حفلاً ضخماً، يحضره أكثر من ألف شخص، وأن يُجرى في قاعة كبيرة، مع "زفةٍ طويلة"، لكنَّ الزواجات التي أقيمت في فترة كورونا غيَّرت نظرتي لهذا الأمر، وجعلتني أفكر بأنني قد أشعر بالسعادة نفسها مع مَن أحب في يومي المميز دون تكلُّفٍ، "فكل الطرق تؤدي إلى روما"، والأهم أن يفعل الإنسان ما يجعله مرتاحاً، وليس من شروط روعة الزواج أن يكون فخماً، فالزواجات الصغيرة ستكون جميلة أيضاً، والأهم أن نفرح في هذا اليوم، وألَّا نتكلَّف فقط من أجل كلام الناس.
ما فلسفتك بالنسبة للزواج؟
اكتشفت أن الارتباط مشاركةٌ لم أعش شعورها من قبل، فهي تتضمن الأخذ والعطاء، وتحتاج إلى "طولة البال" حتى نتغاضى عن صغائر الأمور، ونركز على الأمور الكبيرة.
الزواج خطوة عظيمة، يعتاد فيها شخصان على بعضهما بعد عيش كلٍّ منهما حياةً كاملة، اعتادا فيها على نمطٍ معين، وأسلوب حياة خاص، لذا حينما يقرران الارتباط يجدان أن أموراً كثيرة تتغيَّر، وتتطلَّب منهما التفكير جيداً في شريك العمر قبل أي شيءٍ، ومحاولة إثراء حياته، وتشجيعه للوصول إلى طموحاته التي قد تكون أحياناً على حسابه، بالتالي أرى أن الزواج شراكة حقيقية بين شخصين، لها بنود والتزامات، وتحتاج إلى توفيقٍ من رب العالمين بينهما حتى تنجح.
كلمة شكر لمَن تقدمينها؟
أشكر أهلي، أبي وأختي وبنات عماتي، وأمي تحديداً فهي التي أستمدُّ منها قوتي وطاقتي، وإن كانت في أضعف حالاتها، فهي التي حملت همَّنا دائماً، وساندتنا حتى نشقَّ طريقنا، وكنا ولانزال سنبقى شغلها الشاغل، وأتمنى أن أجعلها فخورةً بي، وأن أُسعِدها، كما أشكر صديقاتي، وخطيبي الذي يقف إلى جانبي دائماً، وجميع مَن حولي.


الأناقة والمكياج

أضوى فهد
أضوى فهد


بماذا تتميز إطلالاتكِ، وما الذي لا تخلو منه؟
في إطلالتي أحاول فقط أن أكون أنيقةً دائماً.
كم يأخذ منكِ المكياج، ومتى تمتنعين عنه؟
أحتاج إلى ساعة، وأمتنع عن وضعه حينما أستطيع فعل ذلك، ولا يتطلب مني الموقف الظهور بماكياجٍ، فأنا لا أفضِّله كثيراً، ولا أهتم بالخروج به.

 

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"