اكتشاف مستطيلات حجرية بالغة القدم في السعودية

علن معهد الممالك في العلا السعودية التوصل إلى اكتشاف أثري، شمال غربي البلاد، عبارةٌ عن هياكل حجرية، تعدُّ من أقدم سلاسل الهياكل الأثرية في العالم، ويطلق عليها اسم "مستطيلات".

ولم تحظ هذه الهياكل المستقيمة الضخمة، المعروفة باسم "مستطيلات الصحراء"، في السابق باهتمامٍ واسع، لكنَّ العمل الميداني الذي حدث أخيراً في محافظتي العلا والخيبر، غرب السعودية، أوضح أن هذه الآثار معقدة من الناحية المعمارية أكثر مما كان يُعتقد سابقاً، وأنها تضم غرفاً ومداخل وأحجاراً منتصبة، يمكن تفسيرها على أنها منشآت لممارسة طقوس، تعود إلى أواخر الألفية السادسة قبل الميلاد، حيث كشفت الحفريات الأخيرة عن أقدم دليلٍ على "عبادة الماشية" في شبه الجزيرة العربية، بحسب "إندبندنت عربية".

وتعدُّ المستطيلات من بين أقدم الآثار الحجرية في شبه الجزيرة العربية، وواحدة من أقدم تقاليد البناء الأثرية التي تم التعرف عليها على مستوى العالم.

وتتراوح أشكال الهياكل ما بين المقابر والأبراج والمدافن "المزينة"، والرموز الصخرية، والمصائد الضخمة للحيوانات الضخمة، والهياكل المبنية في الهواء الطلق، مثل البوابات.

يذكر أن معهد الممالك يجسد مركزاً علمياً متخصصاً في بحوث الآثار وسبل حفظها، ويعمل بشكل مكثف على دراسة تاريخ الجزيرة العربية وعصور ما قبل التاريخ، وسيصبح المعهد مركزاً أكاديمياً ومنصة ثقافية للمعرفة والاستكشاف وإحدى ركائز البنية الثقافية للمنطقة في إطار الرؤية التصميمية "رحلة عبر الزمن".

وأشار الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وفق بيان الهيئة، إلى أن معهد الممالك يمثل التزاماً بصون إرث العلا الثقافي بصفته مركزاً عالمياً للمعرفة والبحوث، والعناية بالاكتشافات الأثرية وحفظها، كما يوفر فرص عمل جديدة لأهالي وسكان العلا، ويعزز دور السعودية في الحفاظ على التاريخ الإنساني.

وكان معهد الممالك، الذي أُعلِن عنه في وقت سابق من الشهر الجاري، قد أُطلِق ضمن مشروعات الهيئة الملكية التي تتولى إجراء برامج للبحث المكثف في جميع أنحاء المنطقة بهدف تعزيز نطاق المعرفة بالتاريخ البشري للمحافظة. وستسهم البعثات الأثرية السابقة في تشكيل أساس فكري، يرتكز عليه المعهد بصفته مركزاً عالمياً للبحوث الأثرية وسبل المحافظة عليها.

وسيُفتتح معهد الممالك أمام الزوار في 2030، وسيتخذ من شكل الحجر الرملي الأحمر هيكلاً معمارياً، يحاكي أنماط البناء الضخمة لحضارة دادان، في وقت تشير فيه تقديرات الهيئة الملكية إلى أن المعهد سيستقبل 838 ألف زائر سنوياً في 2035.