الفنانة عتاب.. حياة فنية بين الإثارة والغموض.. والثمانينيات المحطة الذهبية

الراحله عتاب على جدار حي جاكس بالدرعية
الراحله عتاب على جدار حي جاكس بالدرعية
الراحله عتاب
الراحله عتاب
الراحله عتاب على جدار حي جاكس بالدرعية
الراحله عتاب
2 صور

 
تستذكر الأغنية السعودية اليوم 19 أغسطس واحدة من صاحبات الأصوات النسائية التي شكلت ذاكرة ووجدان المستمعين السعوديين خاصة والعرب عامة، حيث يوافق اليوم ذكرى رحيل طروف عبد الخير آدم طلال، الشهيرة بـ"عتاب"، وهي من مواليد الرياض 30 ديسمبر عام 1947، وقدمت نفسها كمطربة سعودية في أوائل السبعينيات، كاسرة جميع الحواجز والعقبات والتحديات، حتى شكَّلت لنفسها وللصوت النسائي علامة مختلفة وبارزة، متمرِّدة في ذلك الوقت على العادات والتقاليد التي يحكمها العرف السائد بظهورها على خشبة المسرح بطريقة الاستعراض الراقص، حيث وثَّقت اسمها لتكون أول فنانة سعودية تقدِّم الأغنية الراقصة بطريقة استعراضية، ووضعت لنفسها اسماً ثابتاً بالأغنية.
 
ولعتاب عدة محطات في مسيرتها الغنائية، بداية مع الراحل طلال مداح الذي توقع أن يكون لها اسم فني يُشار إليه بالبنان، حيث قدَّم لها الدعم الكبير في بدايتها خلال نهاية حقبة الستينيات.

شكلت لنفسها علامة بارزة
شكلت لنفسها علامة بارزة


 
أما في محطاتها الخليجية والعربية، فكانت في العام 1972؛ عندما قررت عتاب التفرغ للفن والغناء بصورة كاملة، وشكلت مع فناني جيلها مثل حيدر فكري ثنائياً مميزاً في الجلسات الفنية، أما انطلاقتها إلى العالم العربي فقد كانت على يد الفنان عبد الحليم حافظ؛ حين قدَّمها إلى الجمهور في إحدى حفلاته بداية سبعينيات القرن الماضي، وقدَّمت مجموعة من أغاني الفلكلور السعودي حينها، ومنها انطلقت للعالم العربي بالصوت السعودي المتجدد.

لا تُعتبر عتاب مجرد مطربة يعبرها الزمن، بل قدمت مفهوماً في تاريخ الغناء العربي والخليجي، وتُعَدُّ رائدة المطربات الخليجيات، وأول سعودية تحترف الغناء والرقص الاستعراضي، وفتحت الطريق أمام النساء الخليجيات لهذه الفنون، على الرغم من التنافس الكبير مع فنانات جيلها في تلك الحقبة المفعمة بالفن الأصيل، مثل ابتسام لطفي وتوحة وغيرهما، وشكلت هاجساً مع المجتمع إثر إحيائها لحفلات الزواج بالسعودية، إذ تُعَدُّ من أشهر الأسماء التي أحيت هذه السهرات في السبعينيات وأوائل الثمانينيات.
 
تعاونت عتاب مع مجموعة من الشعراء والملحنين، وبدورها استطاعت توظيف مكامن قوّتها في انتشار أعمالها رغم ضيق الأصوات النسائية الخليجية في تلك الحقبة، ولكنها قدمت مفهوماً مختلفاً وجديداً على العادات والتقاليد، فكانت لها فرص كبيرة بتعامل الكثير معها لبساطتها، مثل فوزي محسون وسراج عمر وغيرهم، وزادت شعبية أغانيها لسلاستها، واكتسحت ألبوماتها سوق الكاسيت في ذلك الزمان، وبرهنت قدراتها على التعامل مع الفلكلور السعودي، مما زاد ثقتها في نفسها.
 


محطة القاهرة "الفترة الذهبية"

عتاب مع عبد الحليم
عتاب مع عبد الحليم


 
وفي عام 1980 انتقلت عتاب للإقامة والاستقرار في مصر، ومنها بدأت بالتوسع كثيراً بنشاطها الفني، فضلاً عن مشاركاتها في حفلات القاهرة، وتُعَدُّ هذه الحقبة "الفترة الذهبية"، وكانت تعي أن مصر موطن الفن بالوطن العربي، والتحمت مع المجتمع الفني المصري، لتجد نفسها من جديد في تلك البوابة، وتعاونت مع الموسيقار محمد الموجي في عملين هما "فك القيود، ما على العاشق ملام".
 
وفي إقامتها بالقاهرة لم تكن مجرد فنانة تتغنى بالحفلات، بل قامت بتأسيس مسرح "عتاب شو" لتقدِّم فيه فقراتها الاستعراضية، وأخذ المسرح في التوسع إلى أن حققت فيه الهدف بانتشار هذا المسرح، وحظي بإقبال جماهيري كبير، إلى أن وصلت شهرته إلى الخليج، واستمرت بالعطاء في تلك الحقبة التي أصبحت ملهمة في مسيرتها، وما ميّز عتاب هو تغنيها باللون السعودي وتقديم الفلكلور على المسرح دون تكلُّف.
 
ورغم إقامتها في مصر، فإن عتاب كوَّنت لنفسها اسماً خطت فيه نحو الأغنية السعودية والفلكلور الخليجي، مقدِّمةً نموذجاً للأغنية السعودية على المستوى العربي، في حين أنها تراجعت عن فكرة التغني بالأغنية العربية.

أما أغنية "جاني الأسمر" فكانت أشهر أغنياتها على الإطلاق؛ نظراً لبساطة الكلمات واللحن، من كلمات ثريا قابل، وألحان فوزي محسون، التي أدتها بطريقة سهلة تبرز من خلال الاستعراض بتقديمها على المسرح، وحظي الكثير من أعمالها بالشهرة، غير أنها تملك في مسيرتها الفنية أكثر من 20 ألبوماً.

مصر المحطة الذهبية
مصر المحطة الذهبية


 
ومن محطات حياتها، تحديداً مع الألفية الأولى، بدأت عتاب بالتراجع فنياً بعد أن خاضت مسيرة فنية من نهاية الستينيات الميلادية، ويرجع سبب تراجعها للظروف الأسرية التي مرت بها وآلمتها، ثم أصيبت عام 2005 بمرض السرطان الذي تمكَّن منها، لترحل عتاب في 19 أغسطس عام 2007 في صمت غريب، ولبثت سنواتها الأخيرة في غموض مبتعدة عن الكثير ممن حولها.

ومرَّت عتاب بمحطات مليئة بالإثارة والغموض، إلا أن أغنياتها أصبحت تتردد إلى وقتنا هذا، وأسهمت شخصيتها البسيطة في شهرتها بشكل لافت، وتحديداً بتعاونها مع كبار الشعراء والملحنين.

وفي الأعوام الماضية احتفى محرك البحث "جوجل" بصورتها؛ تقديراً لإسهامها في الحركة الفنية، وتقديراً وعرفاناً بجهودها في إثراء ونهضة الموسيقي العربية، خاصة أنها لُقِّبَتْ برائدة الفنانات الخليجيات.

 

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"