نساء ورجال: الزواج أجبرنا على التغيير

7 صور

قد تجهل الفتاة أو الشاب حين يقرران الزواج أنهما سيواجهان الكثير من التحديات، وأنهما قد يضطران إلى التغير 180 درجة؛ حتى يرضي كل منهما نصفه الآخر، أو لاستمرار الحياة ونجاحها، فالزواج مشاركة، وصبر، وتضحية، وتحمل الكثير من أجل الحفاظ على الأسرة، وقد تختلف الأفكار التي كانت في عقولهما قبل الارتباط.
«سيدتي» التقت نساء ورجالاً تزوجوا، وتحدثوا بصراحة عن تجاربهم، وما هو مفهوم الزواج لديهم قبل الزواج؟ وكيف اختلفت طباعهم بعد الزواج؟ وكيف تأقلموا مع الوضع؟ كما التقت فتيات لم يتزوجن بعد، وسألتهن عن مفهومهن عن الزواج، وهل سيخضعن للتغير المطلوب بعد الزواج إذا اضطررن؟
تغير وارد
أم العنود (ربة بيت) تزوجت وهي في المرحلة الثانوية، تقول: «قبل أن أتزوج كان مفهوم الزواج لديّ مختلفاً تماماً، فقد كنت أعتقد أنه عبارة عن سفر، ومطاعم، وتنزه، وحرية أكثر من منزل أهلي، ولكن بعد مضي أول شهر من زواجي اختلفت كل هذه المفاهيم، واضطررت أن أتغير 180 درجة رغماً عني وليس قناعة مني، وشملت هذه التغيرات أشياء كثيرة في حياتي، لعل أبرزها أنني كنت لا أحب الدخول إلى المطبخ نهائياً، وأرفض تعلم الطبخ، والآن لا يوجد كتاب للطهو إلا قرأته، لأنني تزوجت رجلاً يهتم بتنويع السفرة، وإلا يمتنع عن الطعام ويذهب للأكل في منزل والدته، ولإرضائه أصبحت طباخة ماهرة من الدرجة الأولى.

يرى الإعلامي عوض القحطاني أن الرجل بعد الزواج يتغير إما بمزاجه مإما وفقاً للضغوطات التي قد يتعرض لها، ولكن ليس كثيراً كما يحدث مع المرأة، فهي من تتغير أكثر.

تغيرت طباعي رغماً عني
سامية (ربة بيت) تقول: «قبل زواجي لم أكن أحب كثرة الزيارات إلى الجيران والصديقات، بسبب خجلي، فهذا الطبع لدي منذ أن كنت طفلة وكبر معي، وقدر الله أن أتزوج رجلاً اجتماعياً من الدرجة الأولى، ويحب إقامة المناسبات، وهذا ما كنت أرفضه تماماً في بداية زواجي، لكن غضب زوجي، وشكاواه المتكررة لوالدتي جعلني أضطر إلى تغيير طبعي، وتطبعت به على مدى 20 عاماً، وأصبحت أذهب وأدعو الناس إلى منزلي، وأتحاور معهم من أجل إرضاء زوجي، ومع مرور الوقت تخليت عن طبع لم يكن أحد يصدق أن أتخلى عنه».

تغير جميل
مذيعة القناة الأولى إيمان الرجب تقول عن تجربتها الشخصية: «تزوجت عندما كان عمري 18 عاماً، لكن لم يخطر ببالي أن الزواج عالم خيالي، بل كنت أعتقد أنه عش زوجية جميل، ويحتاج إلى التضحية من أجل الاستمرار، أما بالنسبة لطباعي فقد اختلفت بعد الزواج، حيث كنت في غاية العناد سابقاً، وكانت أسرتي تشتكي من كثرة عنادي، إلا أن الوضع بعد الزواج اختلف، فزوجي كان لا يتقبل عنادي كما كانت أسرتي تفعل معي، وكان هناك كثير من الخلافات بيننا، وانتبهت إلى هذه النقطة، وبمساعدة والدتي ونصائحها لي أصبحت أحدّ من هذا العناد لمصلحة أسرتي، ومع الأيام خف العناد لديّ لدرجة أدهشت من حولي، وأصبحت أكثر هدوءاً وتعاطياً مع الأمور».

الرجل قابل للتغير ولكن قليلاً
كان الفنان عبدالهادي حسين يعتقد أنه من المستحيل أن يغير طباعه بعد الزواج، وخاصة أنه الابن الوحيد، حيث يقول: « بعد الزواج اختلفت لديّ العديد من المفاهيم، فهناك أمور كثيرة، وطباع كنت أتوقع أنني لن أتخلى عنها بعد زواجي، ولكنني تخليت، ومن الطباع التي كنت أتصف بها أنني كنت عصبي المزاج، خاصة إذا كنت أعد لتجهيز ألبومي الغنائي، ولا أحب أن يتحدث أحد معي، وأحب أن أختلي بنفسي لاختيار ما يناسبني من أغانٍ، فلا يحاول أحد الاحتكاك بي؛ حتى أنتهي من مرحلة الاختيار، ولكن بعد زواجي بعدة أشهر تبدل طبعي، وتخليت عن العصبية والتوتر أثناء إعدادي لأي أغنية أو حفلة».

أزواج حديثو الزواج

يقول الفنان ماجد مطرب فواز الذي تزوج حديثاً: «من وجهة نظري هناك أمور يحاول كل شاب وفتاة تغييرها بعد الزواج، وهذا أمر طبيعي، فالتغيير يكون من أجل حياة زوجية أفضل، وأعتقد أن التغير وارد لكل إنسان يريد أن يحقق النجاح في حياته، وعن تجربتي الشخصية رغم أنها قصيرة، ولكن أعتقد أن ماجد الأمس لن يكون هو ماجد اليوم».

وفاء (موظفة في أحد القطاعات الخاصة) تقول: «هناك نساء لا يكترثن إلى مثل هذه الأمور، وعن تجربتي الشخصية فقد كان زوجي يريد مني تغيير طباعي، فأنا أحب التجمع والسهر مع صديقاتي نهاية الأسبوع والعطل، وهو يرفض ذلك تماماً، لكنني لم أرضخ لطلباته، خاصة أنه يذهب إلى السهر مع أصدقائه، وأبقى بمفردي في المنزل، فأخبرته بأنني مثله، ولا أستطيع أن أستغني عن صديقاتي أيضاً، وأحياناً يسافر هو مع أصدقائه، وأنا أسافر مع أهلي، ومع مرور الوقت اعتاد ألا يفرض عليّ أي أمر وأنا كذلك، وبكل صراحة كنت قوية نوعاً ما في مناقشته، ولم أخضع لمطالبه، وتأقلم هو مع الوضع».

كما التقت «سيِّدتي» فتيات لم يتزوجن بعد، وأخذت رأيهن حول الموضوع.

الفنانة أفنان فؤاد تعتقد أن أهم شيء في الزواج التفاهم والاحترام والتقدير بين الطرفين، وتقول: «متى ما توافرت هذه العوامل لا يحتاج الرجل أو المرأة للتغير، فالزواج ليس حرباً، وإنما استقرار»، مشيرة إلى أنها لم تعتقد أن الزواج عالم خيالي في يوم من الأيام رغم أنها صغيرة ولم تجربه؛ لأن تفكيرها ناضج وواعٍ، وهي مدركة لكل ما يدور حولها».

فيما ترى الإعلامية بدور أحمد أن الزواج اندماج أرواح؛ لكي يستطيع الزوجان تحمل أعباء الحياة سوياً بكل التحديات المستقبلية، وهو مصدر قوة، فإذا ضعف أحدهما استمد القوة والإصرار من الآخر، وتقول: «كل إنسان لديه عادات حسنة وسيئة في شخصيته، وأنا شخصياً لا أغير إلا العادات السيئة طبعاً، بشرط إذا اقتنعت في البداية بأنها سيئة حتى أفكر في تغييرها».

الرأي النفسي
تؤكد الأخصائية النفسية سلوى العوين من عيادات سلوى للاستشارات أن التغيير الذي قد يحدث في شخصية المرأة أو الرجل بعد الزواج أمر متوقع، وهو واقع، ويعود ذلك إلى تحملهما المسؤوليات الجديدة، ويختلف من امرأة إلى أخرى، وكذلك من رجل إلى آخر، وعلى المرأة والرجل قبل أن يقبلا على الزواج حضور عدة دورات خاصة بالزواج، وتكوين الأسرة لمعرفة المسؤوليات التي ستواجههما، وكيف يتأقلمان مع الحياة الجديدة، وما هي حقوقهما وواجباتهما، وهذا الأمر مهم جداً لاستمرار الحياة واستقرارها.