رغم الشهرة الكبيرة التي يحظى بها المصمم البريطاني Paul Smith في عالم الموضة النسائية، تبقى نجاحاته الأكبر في مجال الموضة الرجالية التي يتميّز بها على الصعيدين الفني والتسويقي، على السواء. وقد كان عرضه الأخير الذي تزامن مع أسبوع الأزياء الراقية في باريس بمثابة الفرصة للتعرف إلى آخر خطوط الموضة الرجالية لهذا الشتاء وللتمتّع بما بدا مدهشاً وخارجاً عن المألوف منذ البداية. وقد أرسل المصمم عارضيه من الطابق السفلي صعوداً إلى المنصّة، ثم ساروا بعدها في حلقة دائرية، ووطأت أقدامهم السجادات الشرقية ذات الألوان المتداخلة التي غطت أرضية المكان؛ وكأنّ بول سميث يريد أن يقول إنّ الأصالة هي واحدة لا تتجزأ، سواء تعلق الأمر بالثياب أو بالديكور. أمّا عن المجموعة نفسها، فلا يُمكن أن يغفل الناظر تأثرها بحقبة السبعينات وبأسلوب الشاعر الأمريكيّ Jim Morrison وفلسفته، على وجه الخصوص. ويبدو هذا واضحاً من تسريحة الشعر الطويل الذي كان يتطاير على الأكتاف، ومن قلائد الخرز التي يتزيّن بها العارضون، ومن المعاطف الطويلة المصنوعة من الخامات الصوفية الناعمة والبلوزات المحاكة المزيّنة بالنوتات الموسيقية والفيلة وقوافل الجمال، ومن قمصان الدنيم الزرقاء المنقوشة والسويترات والسراويل الجلدية الضيّقة. أما من جهة الألوان، فقد طغت على المجموعة ألوان البنفسجي والوردي الداكن والرمادي والبرتقالي والأسود والأحمر. كما أولى المصمّم الاكسسوارات عناية خاصّة، فكانت جزءاً أساسيّاً من المجموعة، وركّزت بشكل لافت على الأحذية التي جاءت بألوان وخامات قريبة من السجاد الشرقيّ، في الوقت الذي حمل فيه العارضون حقائب كبيرة بألوان الثياب، وظهرت أيضاً الأوشحة الملونة ذات المزاج الشرقيّ والنظارات السبعينيّة المدورة.
وإليك جانباً من هذا العرض الذي يجمع ما بين الشبابية والدفء والأناقة السبعينيّة المميزة.
الموضوع السابق
