تمّ يوم الأحد 29 مايو 2022 في حفل بهيج تدشين شارع يحمل اسم "كلاوديا كاردينالي "في "حلق الوادي"(المتاخمة لتونس العاصمة) ، كما تمّ تدشين جدارية تحمل صورة هذه النجمة التونسية- الايطالية. وجرى حفل التدشين تحت إشراف وزيرة الشؤون الثقافية د.حياة قطاط القرمازي وبحضور الفنانة العالمية كلاوديا كاردينالي و لورانزو فانارا سفير إيطاليا بتونسو آمال الامام رئيسة بلدية "حلق الوادي "وبمشاركة عدد من ممثلي السلطات المحلية ومكونات المجتمع المدني. و أبدت النجمة العالميّة سعادتها بالشرف الذي نالها بهذا التكريم ورقصت على أنغام بعض الألحان والأغاني التونسية في الحفل البهيج الذي أقيم خصّيصا لها بهذه المناسبة ،وقد تمّ بث الحدث في النشرة الرئيسية للأخبار بالقناة الوطنية الأولى.
التكريم
و جاء هذا التدشين ـ وفق مصادر وزارة الثقافة ـ تكريما للنجمة كلاوديا كاردينالي لما قدمته للفن السابع في العالم طيلة عقود من الزمن وتعزيزا لقيم التسامح والتعايش السلمي بين الثقافات والأديان. والممثلة العالمية تنتمي لأسرة مهاجرة من جزيرة "صِقِليّة" وتحديدا من مدينة" تراباني"، فقد كان لأجدادها من جهة الأم شركة صغيرة لبناء السفن" في تراباني" ثم هاجروا الى تونس و استقروا في منطقة حلق الوادي، حيث تتواجد جالية إيطالية كبيرة وكان والدها، فرانسسكو كاردينالي، عامل في السكة الحديدية ،و تلقت كلاوديا كاردينالي تعليمها في مدرسة سانت جوزيف دي لا اباريشين بقرطاج.
حنين
وزارت النجمة السينمائية كلوديا كردينال تونس عديد المرات وتم منحها أعلى وسام ثقافي، وقد الفت كتابا عنوانه:"تونس بلادي" تروي فيها بالكلمة والصورة صفحات من طفولتها وصباها بتونس التي ولدت وترعرعت فيها ،وهي تؤكد دائما بانها لم تنس يوما جذورها ، و غالبا ما تقضي اجازاتها في مدينة "توزر" بالجنوب التونسي لعشقها للصحراء وحبها للهدوء.
الرحلة
وقد ولدت كلاوديا كاردينالي في حلق الوادي في 15 أبريل 1938 أين قضت طفولتها وصباها ولم تغادرها الى ايطاليا الا في سن الثامنة عشرة بعد انتخابها ملكة جمال الايطاليات التونسيات ،و كانت جائزتها سفرة الى ايطاليا اين"اختطفها المنتج الايطالي الشهير"فرانكو كريستدالي" وصنع منها نجمة وقد تزوجها.
مذكّرات
وقد كشفت كلوديا كردينالي في فصل من مذكراتها عن بداية تجربتها السينمائية في ايطاليا قائلة: "فرانكو كريستالدي هو احد اكبر المنتجين في تاريخ السينما الايطالية ،وهو صاحب احدى اكبر شركات الإنتاج وقتها وقد تبناني، و مرّت العلاقة بيني وبينه من علاقة بين منتج وممثلة الى علاقة غرامية ،وكريستالدي هو من أطلقني في عالم السينما في ايطاليا والعالم ولكنه سرق حريتي وسلبني إرادتي فهو الذي كان يقررفي مكاني".
مع عمر الشريف
وسبق للنجمة العالمية كلاوديا كاردينالي ان نشرت مذكراتها باللغة الايطالية وتمت ترجمتها الى اللغة الفرنسية تحت عنوان" قصة حياة "صدرت عن دار "غراسييه"للنشر قالت فيها:"ولدت بتونس واني استحضر صورة البيت الاول الذي عشت ،كنا فقراء وكنا مثل الكثيرين اثناء الحرب لا نجد ما نتزود به من ملح او سكر ووالدي كان مهندسا تقنيا في سكك الحديد ،وهو صقلي يتحدث الفرنسية والعربية والايطالية ، واني عشت طفولة سعيدة بمدينة "حلق الوادي"
مع عمر الشريف
وقد كشفت في بعض صفحات مذكراتها عن تفاصيل اول لقاء لها مع عمر الشريف.تقول :"كنت تلميذة بالمدرسة الثانوية عندما جاء عمر الشريف إلى تونس مع السينمائي الفرنسي جاك باراتييه و فريق كامل لتصوير شريط سينمائي:"جحا" عام 1957 ، وعرضوا عليّ دورا و وخلافا لما كنت اعتقده فقد وافق والدي على ان امثل .تمّت دعوتي في فندق بتونس لاختباري ،وعوض أن يسند لي دورا ل كبيرا ،فقد اكتفى بمنحي دورا ثانويا كخادمة لمغنية عربية، واذكر اني لبست زيا شرقيا وتم تصويري وسط بستان من البرتقال.كان عمر الشريف أول ممثل تعرفت عليه عندما جاء وقتها الى تونس وكان شابا يافعا ، وقد تجدّد لقائي به بعد ذلك مرارا وهو دائما كما عرفته اول مرة رجل وسيم، والاعوام لم تترك آثارا عليه، ففيه سحر الشرق، وهو رجل يعامل برقة وشهامة وكرم .
