لا شك في أن حياة الفرد مع أهله وأصدقائه لها متعة خاصة وفريدة لا يمكن وصفها، ولكن يوجد من يريد أن يستقل بذاته، أو أن يعتمد على نفسه في كل شيء، منهم من يفعلون ذلك وهم في تعامل مع الأشخاص من حولهم، ومنهم من يقدّر العمل وحده ويريد أن يستغني عن الجميع في كل شيء؛ فهل تستطيع أن تعيش حياتك طبيعياً مع الاستغناء عن الآخرين تماماً؟! تقول الدكتورة أميرة حبارير، الخبيرة النفسية لـ«سيدتي»: الوحدة ليست أكثر من حالة نفسية، يمكنك أن تشعر بالوحدة على الرغم من كونك محاطاً بمئات الأشخاص، ويمكنك الابتعاد عن الوحدة حتى لو كنت بمفردك، كل هذا يتوقف على ما تشعر به حيال نفسك ومدى معرفتك بها، يمكنك أن تكون مصدر الهام للناس
تناول الطعام بمفردك في المقاهي من دون الحاجة إلى رفيق. إذا كنت تشعر بالوحدة ولست جيداً بما يكفي لجذب الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا رفاقك؛ فدعني أعرض عليك حقيقة أنه ليس مظهرك أو نمط حياتك أو سلوكك هو ما يتطلب التغيير، يكمن حل مشكلة وحدتك في داخلك، عبر تغيير العقلية التي تشكل سبب شعورك بالوحدة.
* طرق تساعدك على الاستمتاع بالوحدة
- أحبب نفسك
ببساطة، إذا كنت تخشى أن ترافق نفسك؛ فلا يوجد أحد في هذا العالم يمكن أن يكون رفيقك المثالي، ممارسة حب الذات شيء يمكن أن يجعلك تدرك أنك شخص جميل من الداخل والخارج، وأنك تستحق أن تكون محبوباً.. كل دقيقة تقضيها مع نفسك ستجعلك تشعر بالفخر لأنك لم تضيع وقتك في البحث عن شخص آخر غير نفسك لملء الفراغ في حياتك.. دلل جسمك، وابتسم كثيراً، وركز على تحسين الذات كوسيلة للشعور بالسعادة؛ حتى ولو كنت بمفردك.
- تعرّف على نفسك
هل سبق لك أن لاحظت كيف انتهى بك الأمر إلى إعجاب أو كره الناس عندما تتعرف عليهم؟ تخيل كم من الرفيق المثالي يمكنك أن تكون لنفسك عندما تكتشف أشياء عن نفسك لم تكن تعرفها من قبل، من المهم أن تعرف كيف تكون أفضل صديق لك.
- ابْنِ أسلوب حياة صحيّاً
هناك شيء قوي في بناء نمط حياة صحي يجعلك تشعر بالثقة في نفسك، عندما تستيقظ مبكراً، وتتناول الطعام بشكل صحيح وتتبع روتيناً مناسباً للتمرين، سيغمرك جو مفاجئ من الرضا، يجعلك تدرك أن لديك رفيقاً مثاليّاً هو نفسك.. من المؤكد أن الجسم والعقل السليمين سيشعران بالسعادة؛ لذا من المهم أن تتعلم الاعتناء بنفسك باتباع أسلوب حياة صحي.
- اكتشف ما تحبه
إنه ميل الإنسان إلى إبعاد هواياته الخاصة؛ للتمكن من قضاء الوقت مع الآخرين لمجرد أنهم يخشون أن يكونوا بمفردهم، عندما تكون خارج علاقة أو بعيداً عن عائلتك؛ فلا بد أن تشعر بالوحدة، ولكن هذا هو بالضبط الوقت الذي يمكنك فيه اغتنام الفرصة للتواصل مع هواياتك مرة أخرى، واكتشاف أشياء جديدة عن نفسك.. اكتشف ما الذي يجعلك سعيداً بالمعنى الحقيقي للكلمة، ونمِّها لتجعل حياتك تستحق العيش.
- اذهب في رحلة بمفردك
تعد الرحلات الفردية تذكيراً رائعاً بأن العالم تحت قدميك، وأنك لست بحاجة إلى رفيق لاستكشافه، ذلك يمنحك شعوراً بالاكتفاء الذاتي ويساعدك على اكتشاف عالم يفاجئك، عندما تذهب إلى أماكن وتلتقي بأشخاص جدد؛ فلن تتعلم الكثير عما يكمن هناك في العالم فحسب؛ بل ستتعلم أيضاً مقدار ما يمكنك الاستمرار في النمو كفرد.
- تقبّل نفسك
عندما تتوقف عن الشكوى من حياتك، وتتعلم أن تقبل نفسك كما أنت، لا يوجد شخص آخر ستحتاجه لتعيش حياتك بأسعد طريقة ممكنة.
- ابْنِ احترامك لذاتك
قد يكون تدني احترام الذات سبباً كبيراً لعدم رؤيتك لنفسك رفيقاً مثاليّاً، بمجرد أن تتعلم تقبل عيوبك، ستتوقف عن البحث عن التحقق من خلال الآخرين.. أحبب جسمك ولوّن بشرتك وملامح وجهك وكل شيء آخر جعلك تشعر بنقص الثقة.. عيوبك لا تستطيع تحديد هويتك، وعندما تتعلم أن تحب نفسك على الرغم من العيوب العديدة التي لديك، ستتوقف عن البحث عن شخص ما ليخبرك بأنك شخص جيد.
- اخلق حياةً تستحق العيش
الشخص الذي لا يتعامل مع الحياة، عادةً ما يبحث عن رفيق لإبعاد تفكيره عنها.. قم ببناء حياتك، حوّل اهتماماتك واجعلها تستحق العيش، استمع إلى موسيقاك المفضلة وغنِّ بصوت عالٍ.. عندما يبدأ كل شيء من حولك في إسعادك، ستتوقف عن الشعور بالوحدة.
الشعور بالوحدة هو في الأساس مسألة اختيار، ليس هناك ما يضمن أن وجود رفيق سيوقف شعورك بالوحدة؛ حتى الأشخاص الذين لديهم شركاء متوافقون تماماً، يشعرون بالوحدة في بعض الأحيان، وفي نفس الوقت، يمكن أن يكون هناك أشخاص سعداء تماماً بكونهم بمفردهم، كل ما عليك فعله هو البحث عن الرفقة داخل نفسك؛ لتكون قادراً على أن تكون وحيداً.. بعبارة أخرى، عليك أن تخرج في موعد بين الحين والآخر؛ لتتعرف على نفسك بشكل أفضل.
