المصمّمة Pallavi Dean: تراجعت عن التشكيك في العالم الافتراضي 

المؤسّسة والمديرة الإبداعيّة لاستديو Roar ورائدة الأعمال بالافي دين Pallavi Dean
المؤسّسة والمديرة الإبداعيّة لاستديو Roar ورائدة الأعمال بالافي دين Pallavi Dean
المصمّمة  بالافي دين
المؤسّسة والمديرة الإبداعيّة لاستديو Roar ورائدة الأعمال بالافي دين Pallavi Dean
غرفة طعام في فيلّا بالكويت
غرفة طعام في فيلّا بالكويت، من أعمال استديو Roar
سلالم تابعة لفيلّا
من أعمال  استديو Roar التصميميّة
المنزل ذو المخطط المفتوح لا يناسب الذين يعملون عن بعد
لا يبدو المنزل ذو المخطط المفتوح مناسباً تماماً لأولئك الذين يعملون عن بعد، حسب المصمّمة بالافي دين
مجلس
مجلس خاصّ بفيلّا واقعة في الكويت، من أعمال استديو Roar
المهندسة بالافي دين
المصمّمة والمؤسّسة والمديرة الإبداعيّة لاستديو Roar بالافي دين Pallavi Dean
المؤسّسة والمديرة الإبداعيّة لاستديو Roar ورائدة الأعمال بالافي دين Pallavi Dean
المصمّمة  بالافي دين
غرفة طعام في فيلّا بالكويت
سلالم تابعة لفيلّا
المنزل ذو المخطط المفتوح لا يناسب الذين يعملون عن بعد
مجلس
المهندسة بالافي دين
7 صور

لا حدود لعالم التصميم في عينيّ المؤسّسة والمديرة الإبداعيّة لاستديو Roar ورائدة الأعمال بالافي دين Pallavi Dean؛ المتخرّجة في كلّية الهندسة - «الجامعة الأميركيّة في الشارقة»، والحائزة على درجة الماجستير في نظرية التصميم الداخلي من كلية «سافانا للفنون والتصميم» في الولايات المتحدة الأميركيّة، والمعتمدة من نظام LEED (نظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة). فهي صوت بارز في عالم التصميم في دولة الإمارات وأستاذة جامعيّة وكاتبة ومصمّمة ممتدّة أعمالها بين الواقع والعالم الافتراضي، وحائزة، كما «الاستديو» التصميمي الخاصّ بها، على جوائز بالجملة. في الحوار الآتي نصّه، تتحدّث المصمّمة لـ«سيدتي» عن دور تعدّد الثقافات في تكوينها، وعن دبي، وفرع شركتها المعلن عنه أخيراً في «الميتافيرس».
__

المؤسّسة والمديرة الإبداعيّة لاستديو Roar ورائدة الأعمال بالافي دين Pallavi Dean


يتحدّر والداك من أصول هنديّة؛ وقد وُلدت وترعرعت في دولة الإمارات، وأنتِ متزوّجة من مواطن بريطاني. ما هي آثار ذلك عليك؟
سأقدّم إجابتين عن سؤالك؛ الإجابة الأولى واضحة، لكنّها مهمّة: لقد شكّلت دبي شخصيّتي، بصورة جزئيّة، لأنّي نشأت مُحاطة بالفنّ والثقافة والتصميم العربي، كما الإماراتي؛ المساجد والأسواق والصحراء وفنّ الخطّ... الأمر الذي يترك بصماته حتماً. أمّا الإجابة الثانية، وربّما الأكثر قوّة، فتتعلّق بالتعدّدية الثقافيّة؛ أنا هنديّة، لكنّي لم أعش في الهند مطلقًا؛ الإمارات موطني، وزوجي وأولادي بريطانيون. علّمتني دبي أن الحياة تصبح أكثر ثراءً وحيويّةً عندما تتلاقح الثقافات؛ كان لهذه الفكرة تأثير كبير في أسلوبي التصميمي.

«العمارة الأسطوريّة»

بعد العمل لأعوام في التصميم بدولة الإمارات؛ هل يمكن الحديث عن بروز أسلوب تصميمي إماراتي معاصر؟
دبي مدينة شابة وحيوية للغاية. طوال مسيرتي المهنيّة، رأيت كلاًّ من «برج خليفة» و(فندق) «برج العرب»، أثناء البناء، حتى اكتمالهما، ما مثّل معلمين معماريين مميّزين للغاية. لا تعرف دولة الإمارات حدوداً، وهي منفتحة على التجريب لتصبح رائدة على الصعيد العالمي، في مجال «العمارة الأسطوريّة». وأعتقد أن دبي قد وجدت صوتها التصميمي وانتقلت من الرغبة في إنشاء العمارة الأكبر والأكثر جرأةً إلى هندسة العمارة الأكثر وعياً بالسياق، أي احترام تراث الدولة وتشجيع المجتمع المحلّي على الانخراط به.

لاحظتُ أن مشاريع التصميم الداخلي في سجلّ أعمالك تتقدّم على تصميم المنتجات...
أعتقد أن التصميم الداخلي وهندسة العمارة يُمثّلان شغفي الأوّل ومجال الأعمال الأساس؛ مع المتعة بتصميم المنتجات، خصوصاً عندما تسنح فرصة التعاون مع العلامات التجارية المناسبة. أعمل في الوقت الراهن على تصميم مجموعة منزليّة؛ من المفترض أن تصل المتاجر في الربع الرابع من العام المقبل (2023).

مجلس خاصّ بفيلّا واقعة في الكويت، من أعمال استديو Roar

 


امتهنتِ التدريس في «الجامعة الأميركيّة في الشارقة»؛ كيف تصفين طلّاب اليوم؟
نصيحتي لطلّابي هي أن يظلّوا فضوليين حول كلّ جوانب التصميم والبناء، مع التركيز على ما لا يعلّمه المنهج لنيل درجة التصميم أي على الذكاء العاطفي وفنّ الخطابة ومهارات التفاوض. يقوم المصمّم بالعديد من الأدوار، لذا من المهمّ التعرّف إلى مجالات أخرى غير مجال دراستهم؛ كما القراءة بنهم واستثمار الوقت والموارد في تطوير الذات.

 

المنازل ملاجئ وأمكنة للعمل

غرفة طعام في فيلّا بالكويت، من أعمال استديو Roar

فيما فيروس «كورونا» لا يزال منتشراً، وتقضي غالبيّة الناس جلّ أوقاتها في مساحات داخليّة؛ هل من سمات عامّة للتصميم الداخلي المستقبلي؟
يقضي الناس نحو 86 % من أوقاتهم في مساحات داخليّة، في العادة.. ربما ترتفع النسبة المذكورة إلى 95 %، مع دخولنا العام الثالث للوباء، فيما تواصل المنازل القيام بوظائفها بجدّ للوفاء بأدوارها كملاجئ وأمكنة للعمل عن بعد. في هذا الإطار، لا تبدو المنازل ذات المخطط المفتوح مناسبة تماماً لأولئك الذين يعملون عن بعد، خصوصاً إذا كان لدى الملّاك عائلات كبيرة. على القرّاء تخيّل تنافر الأصوات عندما يجري الأم والأب مكالمات العمل، فيما ينضمّ الطفل إلى مناظرة مدرسية، والجدة تخابر متجر البقالة!

ما الحلّ إذاً؟

لا يبدو المنزل ذو المخطط المفتوح مناسباً تماماً لأولئك الذين يعملون عن بعد، حسب المصمّمة بالافي دين


لا مناصّ من تخصيص غرفة (زاوية) لاجتماعات العمل عن بعد؛ علماً أن الأخيرة قد تصمّم في أي مساحة متواضعة بالمنزل. هناك ثلاثة متطلبات أساسيّة للغرفة المذكورة: الخلفيّة الجيّدة والإضاءة القويّة والخصوصيّة الصوتيّة. لناحية الخلفيّة التي تبدو عبر الكاميرا، فإن أرفف الكتب مناسبة، مع أهمّية ضبط زاوية الكاميرا والإضاءة، ووضع الكُمبيوتر المحمول على كومة من الكتب، وشراء المصباح حلقيّ الشكل من أي متجر إلكتروني. يُفيد التذكير أن الإضاءة الطبيعيّة رائعة في هذا الإطار، لكن أثبتت لي التجربة، بعد الانغماس في اجتماعات طويلة «أونلاين» كانت بدأت في وقت متأخّر من بعد الظهر، مع إضاءة رائعة مبثوثة من النافذة، أن لقاءات العمل انتهت في ظلام دامس تقريباً! لناحية الصوتيات؛ إذا كانت المساحة ضيقة، يمكن شراء أو بناء الفواصل (العوازل) المبطنة بسعر رخيص أو استغلال أرفف الكتب لهذا الغرض، مع خفض حدّة الصوت، إذ يمتصّ كلّ من السجّاد وورق الحائط والنباتات والكتب صدى الصوت. الجدير بالذكر أنّه بعد أن كانت الألواح الصوتية حتّى وقت قريب عبارة عن منتجات متخصّصة مكلفة لمكاتب الشركات، تبيع المتاجر «أونلاين» هذه العناصر، بأسعار متهاودة.

التصميم البيوفيلي

لقد توليتِ مشاريع تندرج تحت فئة التصميم البيوفيلي (أو التصميم الحيوي)؛ هل ترين أن التصميم المذكور هو اتجاه رائج أخيراً جرّاء الوباء أو أنّه سيستمرّ؟
ليس التصميم المذكور عبارة عن موضة دارجة؛ إنه فلسفة. نظراً لمقدار الوقت المنقضي في مساحات داخليّة، أصبحت الطبيعة الريفيّة غير المثاليّة مرغوبة من ملّاك المنازل أكثر من أي وقت مضى، وهي تتمظهر في الملمس وفي الأثاث الخشبي غير المصقول والإكسسوارات والمواد الخشنة وغير المشطبة. لتحقيق التصميم البيوفيلي، يحمل كلّ من السجاد والبطانيات الحلّ الجاهز للاستخدام، والستائر الحل الدائم (وإن كان أكثر تكلفة). لأقصى تأثير، يفيد تعديل طلاء الجدران أو اختيار ورق الجدران المنسوج أو كسوة الجدران بمواد طبيعيّة، مثل: الخشب، أو الألواح الحجريّة، أو الجلد، أو الرخام المقطوع، مع توظيف النباتات الصناعيّة؛ التأثير الذي تحقّقه الأخيرة على أمزجة الساكنين مماثل للنباتات الطبيعيّة، لكن الأولى لا تتسبّب بالمتاعب، على صعيد العناية. لناحية النباتات الداخليّة الطبيعيّة، يفيد اختيار صنوف مزوّدة بجذوع (نبات اليكة أو اليوكا). أضف إلى ذلك يصحّ إلغاء الحدود بين المنطقة الخارجية (البلكونة أو الحديقة المنزليّة)، والمساحات الداخلية. ربّما يبدو القول أسهل من الفعل، لأن معظم المنازل لديها حواجز ثابتة تفصل بين هذه المساحات. في هذا الإطار، يصحّ اللجوء إلى الحيل التي يتبعها مصمّمو المطاعم، والذين يحلّون هذه المعضلة عن طريق استقدام أبواب منزلقة أو قابلة للطيّ ومظلات ومراوح وسخانات، لتمديد الإفادة من كلّ موسم.

كلمة أخيرة في شأن التصميم «البيوفيلي»؟
هذا التصميم جذّاب لحواس البشر المختلفة؛ في تنفيذ التصميم الداخلي عموماً، يفكّر المصمّم بما هو لافت على الصعيد البصري أوّلاً، لكن لا يجب إهمال الحواس الأخرى؛ حاسّة الشمّ التي تجذبها الشموع المعطّرة أو الزيوت، وحاسّة اللمس المهمّة، عند الانحباس في دواخل المنازل الضيّقة، علماً أن المواد الخشنة رائعة الملمس، ومساعدة في تخفيف صدى الصوت.

ثاني أغلى العقارات في دبي

ما هي الأعمال التي يتولّاها «استوديو» Roar راهناً، وحتّى نهاية العام الجاري؟
هناك مجموعة من المشاريع المثيرة للغاية، في قطاعات مختلفة، المشاريع التي تحقّق متعة العمل على صعيد إدارة شركة متعدّدة التخصصات، وهي: فندق عصري في العاصمة المغربيّة الرباط، وفندق لرجال الأعمال في العاصمة الباكستانيّة إسلام اباد، ومنزل في دبي خاصّ بقطب في عالم الجمال وثاني أغلى العقارات في دبي لملياردير مصنّف على قائمة «فوربس» لمليارديرات العالم، بالإضافة إلى سلسلة مطاعم HERe-O للدونات في أنحاء دبي، ومدرسة، ومكتب محاماة.


فرع للشركة الهندسيّة في العالم الافتراضي

كان أعلن «استوديو» Roar عن توسيع أعماله في مجالي العمارة والتصميم الداخلي لتشتمل على عالم «الميتافيرس»؛ عن الإعلان، تقول المصمّمة بيلافي دين لـ «سيدتي» إنّها لطالما كانت تشكّك بعالم «الميتافرس»، على الرغم من القراءة عن ارتفاع قيمة عملات «البيتكوين» وبيع NFTs (الرموز غير القابلة للاستبدال) بالملايين، كما بيع قطع الأراضي في Decentraland (عبارة عن منصّة ثلاثية الأبعاد قائمة على متصفح الواقع الافتراضي، حيث يمكن للمستخدمين شراء قطع أرض افتراضية في المنصة على هيئة رموز بوساطة العملات الرقميّة). وتضيف أنّها كانت تعتقد أن الشارين والمتداولين «مجانين»، ينثرون أموالهم التي حصلوا عليها بشقّ الأنفس على «هراء رقمي عديم الفائدة»! لكن، نقطة التحوّل المتمثلة في التعافي من تشكيكها تحقّقت، عندما راجعت فاتورة بطاقتها الائتمانية المخصّصة لألعاب الفيديو مثل: «روبلوكس» و«فورتنايت» و«ماينكرافت» لأطفالها؛ فقد لاحظت أنّها أنفقت «ثروة» في «الميتافيرس» لأعوام، على شراء الشخصيّات والأسلحة وحتى بعض البلدان الافتراضيّة (في إطار الألعاب)! لذا، قرّرت الاستثمار في «الميتافيرس»، وتحديداً في نطاق Decentraland، المنصّة التي أنشأها رجلان من الأرجنتين عام 2017، وأطلقاها بصورة رسميّة عام 2020. حدّد الرجلان قطع الأراضي في المنصّة بـ 90601 قطعة؛ في عام 2017، فالندرة هي المفتاح في عالم التشفير، وهذا هو سبب أداء «البيتكوين» بشكل جيد. كانت بلغت تكلفة قطعة الأرض نحو 20 دولاراً أميركيّاً؛ راهناً هي تباع بعشرات الآلاف من الدولارات. عن النشاط في العالم الافتراضي، توضّح المصمّمة أن «شركتها في صدد إنشاء توأم رقمي لسلسلة بيع بالتجزئة للسجاد، بالإضافة إلى مساحة عرض خاصّة بشركة Roar في Decentraland حيث تتمتع قطع الأراضي ببصمة كربونيّة (إجمالي الغازات الدفيئة الناتجة عن الانبعاثات الصناعية أو الخدمية أو الشخصية) أقلّ».
يتخذ نموذج العمل الخاصّ بشركتها الهندسيّة في العالم الافتراضي الشكل الآتي: كانت اشترت أربع قطع من الأراضي مطلّة على الطريق الرئيس في Decentraland، بالقرب من «جينيسيس بلازا»، في مقابل نحو 60 ألف دولار، لافتة إلى أن «امتلاك أربع قطع يسمح بتصنيف الأخيرة بالملكية، وليس قطع أرض فردية، ما يضع قيوداً إضافيّةً على الارتفاع، في العمارة. أطلقت على الملكيّة اسم RoarMetaSpace@؛ تضمّ الأخيرة في الطبقة الأرضيّة معرضاً فنيّاً ومشرباً، وفي الطبقة الأولى مساحة للعمل مشتركة وفي الطبقة الثانية غرفة فندقية تجريبية، وهي تأمل كسب المال عن طريق:

  • بيع قطع فنيّة متمركزة حول الإمارات العربية المتحدة بصيغة NFTs، مع إطلاق المجموعة الأولى من القطع أخيراً بسعر ألف دولار للقطعة.
  • من المُلاحظ أن بعض المطوّرين العقاريين يقوم بنسخ تصاميم أثاث المصمّمين العالميين عن طريق الطلب إلى مصانع تنفيذ قطع تحاكيه، بصورة تنتهك الملكية الفكريّة! عوضاً عن ذلك، تمنح شركة Roar في العالم الافتراضي فرصة شراء تصاميم رائعة وأصلية قابلة للامتلاك بصورة شرعيّة.
  • على غرار نموذج المطوّرين العقاريين في الواقع؛ تقوم الشركة بشراء الأراضي، لبناء شقق ومكاتب ومتاجر، وما إلى ذلك، ثمّ إعادة بيعها.
  • فرض رسوم على تصميم العقارات في عالم «الميتافيرس»، حسب الطريقة نفسها المعتمدة منذ ما يقرب من 10 أعوام مع المباني المادية.

حسب المصمّمة، الاختبار جديد للجميع، وهو يحتمل تكرار التجربة والخطأ، ليس في إطار شراء الأراضي، لكن في تصميمها أيضاً.












sayidaty.net