نساء غزة يمارسن رياضة المشي رغم أنفهن

2 صور

شهدت الأيام الأخيرة في غزة ارتفاعاً ملحوظاً في أجرة المواصلات، تزامناً مع شح الوقود اللازم لتشغيل السيارات، والذي كان يصل لغزة المحاصرة عبر الأنفاق من مصر، ومع تدمير هذه الأنفاق أو إغلاقها أصبحت غزة تعاني من أزمة المواصلات، وتلا ذلك ارتفاع أجرة المواصلات العامة، خاصة المواصلات الداخلية، التي يحتاجها المواطن للتنقل بين أرجاء المدينة الواحدة.

هذه الزيادة في أجرة المواصلات جعلت من رياضة المشي رياضة إجبارية تمارسها نساء غزة، واللواتي أصبحن يتحدين أسرهن أيضاً، ويقبلن على ممارسة أعمال كانت حكراً على الرجال.

سعاد عيسي «ربة بيت» تقول: «أصبحت أذهب للسوق سيراً على الأقدام، وأعود بسيارة أجرة؛ لأني أكون قد اشتريت الكثير من المشتريات، ولاحظت أن وزني قد نقص؛ لأني أصبحت أذهب لكل الزيارات والأماكن سيراً على قدمي لتوفير أجرة المواصلات.

تخلصت من الكرش
أما منى يوسف «موظفة» فتقول: «أصبحت أخرج لعملي قبل الموعد بساعة؛ حيث أسير على قدمي، محاولة أن أكون مسترخية وهادئة، وبخطوات سليمة ساعدتني على التخلص من التوتر النفسي، والتخلص من كيلوغرامات زائدة من وزني، وأصل لمقر عملي نشيطة ومبتهجة، هذا الأمر بالنسبة لي أفضل من الوقوف وانتظار سيارة أجرة أو حتى حافلة، فضلاً عن الزحام والتوتر والتعرض لمضايقات المارة».

بدورها أكدت نبيلة حسين «معلمة» تسكن في منطقة ريفية، أنها تخرج في الصباح الباكر لتسير بين الحقول حتى تصل لمدرستها، ورغم أن المشي يستهلك منها وقتاً أطول إلا أنها لاحظت تخلصها من الكرش وزيادة لياقتها البدنية.
ووجدت «أم مازن» من رياضة المشي على شاطيء البحر في الصباح الباكر فرصة لإنقاص وزنها، والتقرب من زوحها الذي يعشق البحر، كما تقول، ويقضي معظم وقته على الشاطئ، فأصبحت تلازمه وتشاركه رياضة المشي، فقربت الرياضة بينهما كثيراً، وأصبحا يتجاذبان الحديث بعد أن عانت لسنوات مما يعرف بـ«الخرس الزوجي».

أراقب زوجي
ولأم مازن سببٌ آخر لممارسة رياضة المشي، وهو مراقبة زوجها الذي تشك بخيانته، وهكذا فهي تمشي خلفه كل يوم لمدة ساعتين؛ لتعرف أين يذهب بعد انتهاء دوامه، ولكنها اكتشفت أنه يمارس رياضة المشي أيضاً، ولكن بدون أن يخبر أحداً، وهكذا فقدت من وزنها خلال شهر من المراقبة ما حاولت فقدانه منذ سنة وفشلت.

أما ماجدة سعيد وهي «ربة بيت» فتعاني من السمنة، وتوجهت لـ«شيخ» تطلب منه أن يعرف سبب عزوف زوجها عنها، فطلب منها أن تمشي كل يوم من بيتها حتى شاطئ البحر «10 كيلومترات» روحة وجيئة كل مرة؛ حتى يفك السحر الذي أعدته له امرأة أخرى تريده. تقول ماجدة: «فعلت ما أراد الشيخ، ولمدة شهرين نقص وزني خلالها بصورة كبيرة، وتقرب مني زوجي، وعاد لي، وكأن هذا «الشيخ» قد عرف سبب عزوف زوجي، وأراد أن يساعدني بطريقة غير مباشرة، وهكذا سأحافظ على هذه الرياضة؛ حتى أحتفظ بزوجي».

على الجانب الآخر ف " ميسم أبو مر" لها رأيها في هذا الموضوع وهي طالبة جامعية حيث تقول: تبعد الجامعة (وهي المكان الذي أقصده بشكل يومي تقريبا) ما يقارب 20 دقيقة مشيا على الاقدام عن المنزل و بالنسبة لي فرصة جيدة لممارسة رياضة المشي بشكل عام سواء في ظل أزمة المواصلات أم لا، لكن أزمة المواصلات كانت واحدة من أزمات عديدة كقطع الكهرباء مما يؤدي الى اضطراري صعود الدرج بدلا من المصعد مرات عديدة خلال اليوم الدراسي الواحد و حتى في مكان عملي الموجود في الطابق الثالث عشر، في رأيي أن هناك خيطا رفيعا يفصل بين المشي للرشاقة والمشي الذي يسبب الارهاق و الوهن في الجسم و الذي يؤثر سلبا في التحصيل الدراسي وعلى المفاصل على المدى القريب و البعيد، فرياضة المشي مهمة جدا و أزمة المواصلات فرضتها علينا وكان لها في البداية انعكاس جيد على رشاقتي و معدل طاقتي ثم مع اشتداد الازمة بدأ ذلك مصدرا للارهاق الشديد والتعب والتأخر في الوصول لمكان عملي ودراستي.

بدورها " فاطمة عاشور وهي محامية شابة تقول: أمارس رياضة المشي سواء كان هناك أزمة مواصلات أم لا وسواء كانت أجرة المواصلات مرتفعة أم لا لأن الرياضة هي الصحة ويهمني أن أحافظ على صحتي قبل رشاقتي وكلما أتيحت لي الفرصة فأنا أخرج للمشي خاصة في الأوقات الباكرة.

المزيد:

الطفلة "لينا" نموذج إيجابي للتغذية الصحية

شابات يمارسن الرياضة للتقارب الثقافي في ألمانيا

الغذاء الصحي ينقذ حياة يارا

جراحة تكميم المعدة تعيد الرشاقة لنجوم الكويت